القطامين يكتب: اهلا بسمو الامير تميم في عمان

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/20 الساعة 10:25

مدار الساعة - كتب: الصحفي الدكتور عبدالمهدي القطامين

يحل الاحد سمو الشيخ تميم امير دولة قطر ضيفا على المملكة وعلى اخيه جلالة الملك عبدالله الثاني وعلى الرغم من التنازعات الاقليمية التي اشغلت الاردن وقطر عن التواصل الا انها اي قطر ظلت وفية للاردن لانها تعرف ولان اميرها الشاب المبدع يعرف ان استحقاقات الجغرافيا تطارد الاردن على مر تاريخه الحديث وان موقعه الجيوسياسي رتب عليه الكثير من البلاء وجهد البلاء ما جعله في الكثير من الاحيان ينحاز الى هذا الطرف او ذاك في النزاعات الاقليمية في محاولات للبقاء على حد الحياد الذي قد يفسر احيانا على انه انحياز وهو غير ذلك .

سمو الشيخ تميم القادم حاملا هم بلاده الزاهية التي عانت الامرين من حصار الاشقاء الذي اعلنوه عليها وكان يقصد منه اعادتها الى بيت الطاعة وان تكون دولة بصيمة على ما يتم اتخاذه من قرارات في مجلس التعاون (...) ثم ان قناة الجزيرة التي تملكها قطر كانت مستهدفة هي الاخرى ليتم اسكاتها بعد ان شكلت حالة وعي اعلامي متقدمة رأت فيها بعض الانظمة مصدر خطر ينبغي اسكاته كي لا يعمل على نقل عدوى العمل الشوري التشاركي الذي تشكل قطر انموذجا لها في المنطقة (...).

وقد ظلت العلاقات الاردنية القطرية على الدوام محط عناية البلدين فكلاهما يفهم تماما ما تمليه على كل دولة معادلات البقاء في ظل عالم متسارع الاضطراب متداخل شديد التعقيدات لذلك كانت قطر سباقة في اغلب الاحيان التي تضيق فيه موارد الدولة الاردنية على استمرارية بناء التنمية المتوازنة لتمد يد العون والمساندة على شكل منح وقروض وودائع مالية ولعل تخصيصها عشرة الاف وظيفة للاردنيين كانت اخر هذه المساعدات التي استوعبت شبابا اردنيا مؤهلا يبحث عن عمل منتج ومجدي .

وتدرك قطر واميرها الشاب العروبي ان موقع الاردن الاستراتيجي جعل منه وطنا دائم النزف وسط قدرات محدودة وهي اي قطر تعلم ان اتجاه الاردن نحو اي دولة عربية اخرى حتى ولو كانت تختلف معها في الرؤيا والسياسة ليس اتجاها استراتيجيا وانما ظرفيا تمليه مصلحة البلاد واعطاء هامش من المناورة في ظل ظروف بالغة التعقيد لعل اهمها العلاقة التي تربط الاردن بفلسطين الى حد يصل الى ان تقرير مصير اي من الشعبين يرتبط ارتباطا عضويا مصيريا بالاخر ولا اظن ان زيارة سمو الامير تميم الى البلاد اليوم الا نتاج فهم عميق وتحليل معمق لما يخضع له الاردن الان من ضغوطات هدفها النهائي تصفية القضية الفلسطينية على حساب الدولة الاردنية والشعب الاردني وهو ما لا ترضاه دولة قطر لكل من الاردن وفلسطين.

لم تكن قطر هذه الامارة الفتية التي تطل على الخليج العربي ولا عاصمتها الدوحة التي تتكىء على اطراف الخليج تحلم بوشم دولة قوية لولا ان قدر لها قيادة تستوعب تماما حركة التاريخ وما تمليه ضرورات الجغرافيا احيانا وتوازنات القوى الاقليمية والعالمية التي اصبحت تتسيد القرار الدولي فنهضت بكل فتوتها لتقول لكل العالم ان الدول ابدا لا تقاس بجغرافيتها وانما بارادتها الناهضة وعزيمتها على تحقيق حلم ابنائها في العيش الكريم لذلك حلت قطر في غضون سنوات معدودة في المركز الاول على مستوى العالم من حيث دخل الفرد حيث بلغ متوسط دخل الفرد من الناتج المحلي الاجمالي للعام 2016 ما يقارب 129 الف و 762 دولار وان قال قائل ان ذلك يعود الى الثروة التي تمتلكها قطر من الغاز والنفط وقد يبدو مثل هذا القول صحيحا لكن التساؤل المثير ان الكثير من الدول في العالم تمتلك ثروات طائلة ولم تنعكس هذه الثروات على حياة شعوبها والفرق بين وواضح اذ ان من شروط النهضة هو امتلاك ارادة سياسية وارادة ادارية حصيفة وهذان الامران اجتمعا في قطر لتكون على ما هي عليه الان من نهضة وبناء وتطور واستقرار .

مجددا ارحب بالامير تميم الامير الثامن لدولة قطر والذي تخرج من كلية ساندهيرست البريطانية وهي ذاتها التي تخرج منها الملك عبدالله الثاني والامير الشاب الذي ولد في الدوحة عام 1980 يجيد ثلاث لغات العربية والانجليزية والفرنسية وقد حاز على اعجاب الملايين من العرب اثناء تحدثه في مؤتمرات القمة العربية وتشخيصه لواقع حال الامة وسبل عودتها الى امة فاعلة في القرار الكوني بعد ان اصبحت على هامشه بعد سنوات عجاف مرت بها .

نقول لسمو الاميرالقادم للاردن حللت اهلا ووطأت سهلا .... ويا هلا بالضيف .

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/20 الساعة 10:25