تهديدات اسرائيلية لا تستثني احدا
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/19 الساعة 15:26
/>الكاتب : كمال زكارنة
بعد الفشل الذريع الذي منيت به صفقة التآمر التصفوية ،صفقة ترامب نتنياهو المهزلة،والتي افشلها الفلسطينيون والاردنيون بكل جدارة ،والتأييد العربي والاسلامي والدولي الداعم والمساند للقضية الفلسطينية ، وعدم صلاحية الصفقة المشؤومة لأي حل سلمي منطقي وعقلاني للصراع الفلسطيني الاسرائيلي ،وعدم توافقها وانسجامها مع طموحات واهداف وحقوق الشعب الفلسطيني ،وعدم استجابتها ايضا لتطلعات شعوب ودول المنطقة ،من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والامنية ،ولا مع متطلبات الامن والاسقرار الذي يعتبر من اهم عوامل النهوض والتطور للشعوب والدول،وانعكاس ذلك على الحالة النفسية لمعدّي ومخططي ومطلقي الصفقة ،واظهارهم على حقيقتهم العدوانية والتوسعية ،وتحجيم دورهم السياسي على الصعيد العالمي ،يعملون الآن على تطبيق صفقتهم التآمرية بالقوة ،باستخدام الترهيب والتهديد بالتعرض لحياة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووصفه بأنه المعارض للسلام ،والقيادات الفلسطينية الاخرى واجتياح قطاع غزة وشن حربا شاملة على القطاع والعمل على تدمير قوة حماس والجهاد العسكرية والفصائل الاخرى هناك.
الافلاس السياسي الذي يواجهه حاليا كل من ترامب ونتنياهو ،والفشل الانتخابي المحتوم الذي اصبح هاجسا قويا يطاردهم في كل مكان ،والمعارضة الشديدة الداخلية في امريكا واسرائيل ،للصفقة التصفوية ،كلها اسباب تدفع بالكيان الغاصب المحاولة لتعويض كل هذا الفشل والاحباط الذي لحق بهم من خلال استخدام القوة العسكرية ضد الشعب الفلسطيني الاعزل ،وهم يهددون بقصف الواح الزينكو وستائر الخيش بأحدث ما انتجت مصانعهم العسكرية ،والتي ما تزال شاهدا على عدوانهم السابق ،واثرا بعد عين للبيوت التي دمروها وقتلوا ساكنيها في القطاع ،بعد ان ارتكبوا اكثر الجرائم وحشية بحق الانسانية عبر التاريخ.
الصفقة الكارثة ،التي ارادوا منها كيانا صهيونيا يهوديا توراتيا احادي الديانة ،على كامل مساحة فلسطين التاريخية ،وترحيل الشعب الفلسطيني وتشتيته مرة اخرى ،عزلتهم صفقتهم ،واصبحوا في حالة من الدوار ،لا يعون ماذا يفعلون ،يتخبطون كمن مسّه الجن ،ولم يعد امامهم من خيار ،الا ارتكاب الاعمال العدوانية والجرائم والدمار والخراب فهم لا يملكون الا القوة فقط لا غير ،لا يملكون الحق ولا الارادة لتحقيق السلام ،ولا الرغبة في التعايش مع الاخر، ولا القدرة على الصمود والمنافسة السلمية ،ولا يؤمنون بوجود الاخرين من غير عقيدتهم وديانتهم ،لانهم عنصريون قتلة ارهابيون ،لا يتقبلون غيرهم ،انطوائيون يتحصنون خلف الجد والتحصينات هربا من الاختلاط والعيش المشترك ،هذه هي صفاتهم وسلوكهم ومنهجهم في الحياة.
نجح الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمون واحرار العالم في افشال مخطط نتنياهو ترامب حتى الان ،سياسيا واقتصاديا ،والمعركة ما تزال مفتوحة ومحتدمة ودائما نقول الحق اقوى.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/19 الساعة 15:26