الروسان يكتب: سعود بن ناصر آل ثاني.. ما عليك زود والعيون مغاريف الكلام
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/19 الساعة 10:44
بقلم: عدنان الروسان
لا يألو جهداً ولا يهدر وقتاً هذا الرجل مذ وصل الى الأردن ممثلاً لبلاده، سفيراً لها قائماً على عهد الولاية المولاة له بحكمة وصدق وإخلاص، دائم الابتسام والعيون مغاريف الكلام فتنظر الى عينيه فتجدهما تمتلئان شوقاً لإحداث تغيير وترك اثر على الأرض وبصمة في فضاء العلاقات بين بلاده والأردن، ويقول بعفوية إنه بين أهله في الأردن ويسعى كي تكون مهمته ترسيخ العلاقات الأخوية وإحداث نقلات نوعية في كل المجالات وكأنه يسعى لأن يكون العمل العربي مرة أخرى منبثقاً من هنا من خلال العلاقات العربية العربية الصادقة والهادفة.
إنه سعود بن ناصر بن جاسم السفير القطري الجديد الذي أوفدته دولته ليكون ممثلا لها في الأردن ومنذ وصوله وهو يقدم تصريحات يشكر عليها فهي بلسم في هذا الزمن العربي الرديء فصار يندر ان نجد سفيرا عربيا يمدح دولاً عربية أخرى ويدفع باتجاه بناء بعض ما تهدم في الجدار العربي. والحقيقة أننا بحاجة الى رجال في السياسة والدبلوماسية العربية تمتلك الجرأة والحكمة للنظر في العلاقات البينية العربية ووقف التهافت الرسمي العربي على احلاف خارج عالمنا العربي الفسيح المترامي الأطراف، إن مانملك من قوة وثروات وثقافة وتاريخ يؤهلنا كي يتهافت الناس علينا لا أن نتهافت نحن على الناس.
إنني أرى في المواقف القطرية والكويتية وربما العُمانية بالإضافة الى الموقف الأردني ما يمكن أن يكون رافعة لعمل عربي جديد، وعلى هذه الدول ألا تستصغر نفسها لأنها قوية على الصعيد الإستراتيجي وقادرة بالحكمة السياسية التي تمتلكها أن تنسق مع دول صاعدة في الإقليم وقد فعلت قطر ذلك لتكوين خط دفاعي عن مصالحها وتحمي نفسها من الهجمات الشرسة التي يشنها التيار الصهيوني على العالم العربي كله و في شتى المجالات.
إننا نأمل ان تكون هذه الدول رافعة حقيقية وأن يلتئم الجرح العربي وتكون باقي الدول ذات يوم نرجو أن يكون قريباً؛ واحدة من قادة التيار العربي الإصلاحي أيضاً فنحن لا نفقد الأمل حتى في أحلك الظروف لأن الظلام الأكثر عتمة هو ذاك الذي يسبق الفجر وبزوغ شمس الحرية والنصر ان شاء الله، لقد عانت الشعوب العربية وما تزال في ظل التمزق العربي الرسمي، والجهود التي تبذلها قطر والكويت والأردن لو تمكنت من الصمود فإنها ستكون بداية ثابتة وقادرة بكل تأكيد على قلب معادلات معادية كثيرة في المنطقة وهناك أحلاف في المنطقة بغض النظر عن اتفاقنا معها او اختلافنا الا أنها نموذج للإخلاص والتفاني في التحالف والصدق في التعامل والحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أولى الناس بها.
ما يقوم به السفير القطري جهد طيب ومودة مقدرة وهكذا تورد الإبل ونعم العمل اصدقه واخلصه، لا أريد ان أطيل ولا أريد أن يبدو بعض مانقول تزلفاً ولكن على أحد أن يرد التحية بمثلها أو احسن منها فأهلا و سهلا بك سعادة السفير سعود آل ثاني، ما عليك زود شرفتنا وأنت فعلا بين أهلك وعشيرتك.
adnanrusan@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/19 الساعة 10:44