موجة غضب تجتاح المستشفيات الخاصة على وقع احتكار مستشفى للمرضى اليمنيين
مدار الساعة - موجة غضب شديدة اجتاحت قطاع المستشفيات الخاصة، على وقع ما وصفوه -احتكار- مستشفى واحد للمرضى العرب من الجنسية اليمنية، القادمين للعلاج في مستشفيات الأردن، ضمن ما يسمى " الجسر الجوي الطبي" والذي أرسل بموجبه مرضى يمنيون، ممن يحتاجون عناية طبية متخصصة إلى العاصمة عمان، بتنظيم من منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع بعض البلدان المضيفة، بحسب البيان الذي وصلنا نسخة منه.
وفي التفاصيل، أعلن مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، عبر بيان منشور على موقعه الرسمي في الثالث من الشهر الجاري، انطلاق الرحلة الأولى لعملية "الجسر الجوي الطبي" والتي نقلت المجموعة الأولية (6 أطفال) من أصل 30 شخصا ومرافقيهم من صنعاء إلى عمان، على أن يتبعهم البقية في رحلة لاحقة ( وصلت عمان بتاريخ 8 من الشهر الجاري).
بيد أن البيان، لم يذكر تفاصيل الجهة المستضيفة والمنسقة مع منظمة الصحة العالمية إذا ما كانت الحكومة الأردنية ممثلة بوزارة الصحة، أم جمعية المستشفيات الخاصة باعتبارها الجهة المخولة بهذا الملف، أم بالتنسيق بشكل منفرد مع إحدى المستشفيات الخاصة.
تصريحات مكتب الصحة العالمية في صنعاء
وفي هذا المضمار قال مصدر مسؤول في مكتب منظمة الصحة العالمية في صنعاء - طلب عدم ذكر اسمه- ، إن اختيار المرضى جاء وفقا لقرار لجنة طبية عليا، ممن يعانون أمراضا مستعصية، كالسرطان وامراض القلب والتشوهات الخلقية، مبينا أن المنظمة ستتحمل كافة تكاليف العلاج، غير انه لم يوضح آلية دفع مستحقات المستشفى المتفق عليها.
وأضاف المصدر، أن المعلومات الأولية المتوفره لديه تشير إلى وجود المرضى في المستشفى التخصصي، الذي تم اختياره بتوصيات من اللجنة العليا وشركة SOS الطبية، وليس عبر اتفاقيات خاصة بالمستشفى، دون أن يوضح طبيعة التوصيات ومعاييرها.
من جانبه أكد وزير الصحة الدكتور سعد جابر، أن التنسيق تم خارج وزارة الصحة بجهود جمعية المستشفيات الخاصة، وقال " تفاجأنا بوصول عدد من المرضى إلى المطار، وليس لنا علم بكيفية ترتيب وتوزيع المرضى".
وحول مسؤولية الوزارة عن المرضى وآلية دفع تكاليف العلاج، اعتبر جابر أن الجهة المستضيفة والمنسقة هي المسؤولة عن هذه التفاصيل وتبعاتها وعواقبها، بيد أن الوزارة تلتزم بتسهيل قدوم المرضى من كل بلاد العالم إلى الأردن.
وفيما يخص احتجاجات عدد من المستشفيات الخاصة، قال الوزير " في حال وجود شكاوى لدى لجنة المستشفيات، سيصار إلى فتح تحقيق".
احتجاجات وتساؤلات
في الأثناء تصاعدت الاحتجاجات في أروقة بعض المستشفيات الخاصة على ضوء المعلومات القائلة إن المرضى اليمنيين توجهوا جميعا إلى المستشفى التخصصي، باستثناء عدد قليل تم تحويلهم إلى مركز الحسين للسرطان وفقا لأوضاعهم الصحية، وتساءل المحتجون عن معايير وأسس اختيار المستشفى كمستضيف للمرضى القادمين من اليمن.
وفي هذا السياق، تم التواصل مع عدد من المستشفيات الخاصة، التي أكدت بدورها عدم وصول أي مريض يمني ممن وصلوا عمان ضمن "الجسر الجوي الطبي"، في حين نفت مستشفيات اخرى كمستشفى الاستقلال ومستشفى الأردن، معرفتها بقدوم اليمنيين من الأساس.
المدير العام لمستشفى عبدالهادي، سامر عبد الهادي، قال "المعلومات الواردة إلينا بهذا الخصوص قليلة ولكن احتكار أي جهة للمرضى العرب، يخالف العرف والقيم والأخلاق"، مؤكدا أن جميع المستشفيات الخاصة تتمتع بالكوادر الطبية الخبيرة والتجهيزات الحديثة، لاستقبال جميع المرضى العرب".
من جهته، قال مدير مستشفى الكندي، وزير الصحة الأسبق علي حياصات، عدم معرفته بأي معلومات متعلقة بهذا الملف، معتبرا أنه في حال ثبوت احتكار أي جهة للمرضى القادمين للعلاج من خارج المملكة، امر مرفوض.
الحموري يوضح
وفي هذا المضمار، أكد رئيس جمعية المستشفيات الخاصة، مدير المستشفى التخصصي، الدكتور فوزي الحموري، أن لا علاقة للجمعية بالتعاقد الذي تم بين منظمة الصحة العالمية وشركة تأمين دولية لتنفيذ المعالجات من خلال شبكتها الطبية.
وقال الحموري، إن هناك 6 مرضى يمنيين فقط من أصل 28 مريضا في المستشفى التخصصي، مؤكدا عدم معرفته بآلية توزيع المرضى الباقين أو أماكن وجودهم.
وتابع " تحويل المرضى من اليمن إلى الأردن تم بإشراف من منظمة الصحة العالمية، ولا علم لي بالجهة الأردنية التي نسقت معها"
وبهذا المعنى، لا تزال "الطاسة ضايعة" بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة وجمعية المستشفيات الخاصة، حيث تتفاوت التصريحات فيما بينها، حول عدد المرضى اليمنيين، وأماكن تواجدهم.