كريشان يكتب: مسدس للبيع..؟

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/14 الساعة 13:30

كتب: محمود كريشان

في العُرف .. فإن "البدوي" أو "القروي" عندما يصل الى مرحلة حرجة من "الطفر" و "الفقر" , يضطر لبيع مقتنيات عزيزة جدا واستراتيجية ومن ضمنها سلاحه الشخصي !.

وهذا ما حصل مع "عقيل" , عندما مسح الدمع من طرف عينه , وهو يستل مسدسه "المطحوش" بطرف مصفط الفرشات والحرامات والمخدات "الساتان" الزرقاء , وكان مسدسه ملفوف بقطعة قماش كتانية بلونها البرتقالي , ليذهب ليلا باعتبار ان "الليل ابوساتر" الى منزل أحد المهتمين بتجارة السلاح في القرية , وعرض عليه شراء المسدس , بكل ما يحمله من ذكريات "سيادية" هامة , ودون الاكتراث بأن يصبح بيت "عقيل" بلا حماية .. بل وفي مهب الريح وبمتناول "الحرامية" أيضا!!.

المهم .. "عقيل" اشترط على التاجر , أن يبقى الأمر سراً , وبدون فضايح , وقد أقسم بجلال الله أنه لولا الحاجة لما باع مسدسه "سميث آند ويسون" الأمريكي "Smith & Wesson" بطاحونته ذات الخمس طلقات , وقد اعطى التاجر بيتا جلديا فاخرا للمسدس .. على البيعة!!.

عموما .. عاد "عقيل" الى منزله , يمضي من أقصى البؤس , حتى نهاية الألم , وهو يُتمتم بكلمات غير مفهومة تقول : تجاوزت نصف الطريق .. ولم يبقى في صحبتي غير ذكرى.. ونصف صديق !.

انتبهوا جيدا .. عقيل باع مسدسه في عز الانتماء ... ماذا بقي بعد ذلك !...

 


 
    مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/14 الساعة 13:30