العطيات: الجندي العموش كان يغني اثناء معركة الكرامة «يا موت مالك جميلة»
كتبت - لينا عربيات - يسطر التاريخ بطولات لرجال عاهدوا االله فصدقوا، حملوا حب الوطن والذود عن ثراه في قلوبهم وارواحهم،ليبقى الرجال الرجال حكاية فخر تمد الاجيال الحاضرة بأسمى معاني العز والكرامة يروي البطل المحارب الوكيل المتقاعد سالم زبن العطيات «ابو فايز» لحظات ارجعت الذاكرة لاعوام مضت كأنها واقع حي بكل تفاصيله،لحظة كانت مفصلية في تاريخ النضال العربي ويقول «في الساعة الخامسة والنصف صباحا من العام 1968 كانت لحظة مصيرية للصراع العربي الاسرائيلي حيث بدأت معركة الكرامة الخالدة».
ويضيف ان العدو الاسرائيلي عزم على احتلال غور الاردن في يوم 21 اذار من العام 1968 تحت ذريعة التصدي للعمل الفدائي وقام بحشد قواته لاحتلال مرتفعات البلقاء ووضع العاصمة عمان تحت سلاح المدفعية الاسرائيلية.
ويكمل «كان جهاز المخابرات الاردني على علم بمخططات العدو الاسرائيلي الذي تقدم على ثلاثة محاور رئيسية ومحور رابع تضليلي،المحور الاول جسر الملك حسين (الشونة الجنوبية) والمحور الثاني جسر داميا (جسر الامير محمد) والمحور الثالث جسر سويمة (جسر الملك عبداالله حاليا) اما المحور الرابع التضليلي فكان في غور الصافي الذي وضع لتشتيت افكار القيادة الاسرائيلية.
وتابع العطيات «كنت بلواء حطين كتيبة 37 عبداالله بن رواحة (محور سويمة) وكان قائد السرية انذاك الملازم محمد سليمان السوالقة (عليه رحمة االله)،الذي اعطى الاوامر في الساعة الخامسة والنصف صباحا لمدفعيات الهاون والاسلحة المساندة للسرية (فئة الدبابات) والرشاشات المتوسطة بقيادة الملازم عبداالله محمد بمنع دخول حاملة جسر دبابات للعدو حيث حاول الجيش الاسرائيلي اجتياح جسر سويمة ولم يستطع».
ويضيف ان الخسائر المنظورة على جسر سويمة لدبابات العدو الاسرائيلي كانت اكثر من خمس دبابات بالاضافة الى تدمير حاملات جنود للعدو غرب جسر سويمة.
ومن المفارقات في حياة التاريخ النضالي للعطيات يتذكر انه اثناء مرور طائرة هليكوبتر للعدو الاسرائيلي تحمل جرحى من مثلث الكفرين قام بالتصدي لها من خلال اطلاق 8 طلقات من البندقية الخاصة به باتجاه الطائرة.
ويضيف ان الملازم محمد سليمان السوالقة واثناء قصف الطيران الاسرائيلي على مواقع المدفعية الاردنية استطاع تضليل سلاح الطيران الاسرائيلي من خلال المحور التضليلي الرابع في غور الصافي.
وفي سابقة بتاريخ النضال العربي الاسرائيلي يقول العطيات ان اسرائيل طلبت من الاردن في الساعة العاشرة صباحا وقف اطلاق النار اثناء المعركة الا ان جلالة المغفور له الملك الحسين طيب االله ثراه رفض مطالبات العدو بإيقاف اطلاق النار نهائيا مؤكدا ان العدو الاسرائيلي تكبد الكثير من الخسائر حيث قام بترك الدبابات والآليات والجنود الاسرائيليين في ارض المعركة ولاذ بالفرار وكان الفضل في ذلك للمدفعية السادسة الثقيلة بالجيش الاردني.
ويضيف ان من الحوادث التي جرت اثناء معركة الكرامة والتي تعبر عن عنجهية العدو الاسرائيلي أن وزير الدفاع الاسرائيلي «ديان» قام بحشد الاعلام في منطقة اريحا وقال لهم بعد ساعات سأجري لقاء صحفياً معكم في شرق الاردن الا ان ظنه خاب بعد انتصار الجيش الاردني وطلب وقف اطلاق النار من قبلهم.
وبيبن ان من الرجال الابطال الذين استشهدوا من الجيش الاردني انذاك العريف ناصر محمد مطلق الخوالدة والسائق مصباح الظهراوي والجندي عبدالكريم الطميزي.
ويضيف «اتذكر الجندي سالم العموش الذي كان يغني اثناء المعركة «يا موت مالك جميلة» ما مدنا بالقوة والشجاعة انذاك، مشيرا ان حب الوطن والدفاع عن حماه كان في قلب الجندي سالم العموش (ما زال حيا يرزق) الذي كان من المقرر زواجه قبل ثلاثة ايام من المعركة الا انه رفض اخذ إجازة للزواج ليستمر مع الجنود في الذود عن حمى الوطن».
ومن الاحداث المشرفة التي قام بها الجنود الاردنيون اثناء المعركة يقول العطيات «ان دبابة اردنية اندثرت وفي داخلها العديد من الجنود عند منطقة الحجاب حيث طلب قائد السرية محمد السوالقة من الجنود الفزعة ليتحرك الجميع واستطاعوا ازالة الاتربة عن الدبابة وانقاذ كافة الجنود ليستمر الجميع بعمليات القتال لاحقا».
ويؤكد ان قائد فئة الدبابات الملازم محمد راضي العبداالله كان على قدر كبير من المسؤولية في حين ان الفضل في العديد من النجاحات في المعركة للنقيب وقتها شبيب ابو وندي الذي كان ضابط ملاحظة على محور سويمة فكان قناصا دقيقا باهدافه وقد كبد العدو الكثير من الخسائر مضيفا ان ضابط الملاحظة في منطقة الكرامة خضر يعقوب تعرض لحصار من قبل دبابات العدو فطلب من المدفعية الاردنية السادسة قصف موقعه حتى لا يقع اسيرا بيد العدو واستشهد وهو يردد الشهادتين.
ويقول ان معركة الكرامة بانتصاراتها خلدت تاريخا بطوليا لرجال استطاعوا بكل عزيمة التصدي للعدو الاسرائيلي وارست اساسا متينا لقوة الجيش الاردني الباسل.
ولاحقا في العام 1978 انتقل العطيات مدربا للتلاميذ بالكلية العسكرية حيث كان له شرف تدريب تلاميذ اصبحوا قادة في القوات المسلحة الاردنية كما يؤكد ومنهم محمود فريحات ومشهور السعايدة وحسين الحواتمة ليتم اعفاؤه من الخدمة في العام 1986.
ويبين انه تم تكريمه على اعماله البطولية من عدة جهات منها الجامعة الاردنية وجامعة البلقاء وجامعة الشرق الاوسط واكاديمية ساندس ومتحف المشير حابس المجالي واكاديمية الرواد ومدرسة جمال الدين الافغاني ومدرسة الخضر الحديثة وموقع جبال البلقاء. الرأي