هل منحت قرارات البرلمان العربي الضوء الاخضر للدول من أجل نقل سفاراتها إلى القدس؟

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/09 الساعة 10:19
مدار الساعة – محرر الشؤون البرلمانية – بعيدا عما يقال حول الاستعراض الذي يعاني منه المسؤول العربي، ومجانية تصريحاته، فتح قرار البرلمان العربي بالاعتراف في (القدس الشرقية) عاصمة للدولة الفلسطينية، الباب أمام الدول الغربية لنقل سفارات بلادها الى (القدس الغربية)، وبصورة مجانية، في سياق القبول بسياسة الامر الواقع التي ما فتئ الاحتلال يعتمدها في أدائه منذ انشائه. الاحتفالية التي رافقت الاجتماع الطارئ للبرلمان العربي في عمان بمشاركة عشرين دولة عربية غطّت على قرارات تبدو وطنية، لكنها تخضع لسياقات خطيرة للغاية. على أية حال، الفاحص لأحوال البرلمانات العربية يجد القول في إنها تعبّر عن صوت الشعوب العربية أمر في غاية المبالغة، والتعسّف. تلك برلمانات لا صوت شعبيا لها، وهي تعبّر عن بصمة الرسمي العربي، بصورة عميقة.

أما مقولة "إن البرلمانات العربية لا تستطيع القيام بحشد الجيوش"، فتحتها الكثير من التسليم. فإذا كانت لا تقدر ما مبرر وجودها اذن؟ إلا ان كان سر وجودها كظاهرة صوتية فقط. يقول النائب صالح العرموطي إن مؤتمر البرلمان العربي الذي عقد في عمان السبت شرعن الاحتلال. ويشرح العرموطي قراءته تلك بالقول: إن الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية فيما اعترف بالقدس الغربية عاصمة للاحتلال، ما يعني أن أي دولة أوروبية تفتتح سفارة لها هناك لا يجب أن تلام. لكن ماذا عن باقي القرارات؟ هنا حضّر الاجتماع البرلماني العربي ما هو اخطر من ذلك عندما مهّد بقراراته الانشائية لكلام لا معنى له على الارض عبر توصياته التي تنص على رفض صفقة القرن، فغي مقابل انتفاء وجود توصيات حقيقية أو تحركات دبلوماسية. يبقى التعويل بالنسبة الى العرموطي على الشعوب، وعلى الشعوب فقط، وليس على الحكومات أو البرلمانات.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/09 الساعة 10:19