الطاهات يكتب: اليرموك..تنفض غبار 40 عاما!!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/08 الساعة 18:36
د. خلف الطاهات

بادرت جامعة اليرموك الى أسلوب غير مسبوق في اصلاح منظومة التعليم العالي، فقد عمدت الى وضع اول خريطة طريق "خطة استراتيجيه" للسنوات المقبلة تحدد متى وأين ستكون جامعة اليرموك على خارطة التعليم الاكاديمي في العالم.

فادارة الجامعة الحالية طرحت الفكرة وحملت بذورها الى الزملاء الاكاديميين والاداريين ليتوافقوا وبالتشارك على أولويات ومحاور هذه الخطة فأشركت الصغير قبل الكبير في انضاج وصياغة ومتابعة تنفيذ هذه الاستراتيجية وسط تشكيك قلة قليلة بان مركب اليرموك لن يصل الى بر الأمان.

وانخرط اليرامكة على مدار شهور طويلة مضت بأوسع ورشة عمل شهدتها قاعات واروقة ومختبرات ومباني الجامعة عبر مراجعات معمقة واستشارات مختصة وجلسات مطولة اخذت من الجميع الوقت والجهد دون كلل او ملل لضمان وضع هذه الاستراتيجية موضع التنفيذ وهو ما عكسته مؤشرات القياس الحقيقية الملموسة للاداء العام للجامعة في (progress report) الأخير الذي اثبت ان اليرموك تمضي قدما وبثبات وخطى راسخة نحو العالمية.

فبعد نحو أربعين عاما لغياب خطة استراتيجية مكتوبة؛ قدم رئيس الجامعة وفي سلوك اداري غير مسبوق اول خطة مجدولة زمنيا ومشفوعة بكشف حساب مفصل عن مؤشرات الأداء لسير الإنجازات بعيدا عن التضخيم او التهويل. ولم يكتف بذلك بل أشار الى ما لم يتحقق لغاية الان من هذه الخطة وسط تفسيرات منطقية تتعلق بالامكانات والقدرات او ضيق الوقت.

اليوم اليرموك بخطتها الجديدة تدرك بوضوح طبيعة التحديات التي تواجهها وتعلم نقاط قوتها التي ستبني عليها، فكانت خطوتها الأولى على مستوى الجامعات الأردنية بانشاء اول مركز متخصص لدعم صنع القرار الذكي عبر منظومة الكترونية رقمية من شأنها تجويد اتخاذ القرار وتحسين مستواه بما يخدم اهداف الجامعة ويتماشى مع خطتها الاستراتيجية.

وتتباهى اليرموك اليوم بانطلاقه جديدة في مستوى التخطيط الاستراتيجي للتعليم العالي وفي إدارة ملفاتها بعيدا عن التخبط والعشوائية او المزاجية. فاليرموك تسير اليوم الى جانب شقيقاتها في حمل لواء التعليم العالي وتقدم للوطن الصورة الابهى في رفده بالكفاءات والخبرات عبر تخصصات شاملة وأخرى تنفرد بها عن بقية الجامعات الوطنية.

ستبقى اليرموك منارة علم تمضي في طريق النهضة ومسيرة الإصلاح رغم أصوات المشككين وأصحاب الاجندة الضيقة المعزولة، لن يثنيها صوت مبحوح هنا او جعجعة انتهازي هناك ، فالحق الذي تمضي لاجله اكثر قوة مما مضى.

اليرموك في عيدها الأربعين عطاء يتجدد وهمه عالية وعزيمة لا تلين وتسابق الزمن لتبقى حاضرة الشمال وجوهرة حوران وسنابلها شامخة لا تنحني الا بمقدار حملها للخير والعطاء. وفي الختام سلام على اليرموك نهرها وسنابلها وسيوفها الضاربة، سلام على شبابها وفرسانها وخيولها الجامحة في خدمة الوطن وقائد مسيرته المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين..

Khalaf.tahat@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/08 الساعة 18:36