نصار القيسي أمام الدورة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي: مواقف الحزم الملكي

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/08 الساعة 14:32

مدار الساعة - اكد رئيس الوفد البرلماني الأردني الدكتور نصار القيسي، موقف الأردن في الدفاع عن القضية الفلسطينية، موحدين خلف راية جلالة الملك عبدالله الثاني التي أطلقها باكراً، القدس خط أحمر، وكلا للتوطين وكلا للوطن البديل، وهي مواقف الحزم الملكي التي لا تُداهن ولا تساوم، ولا تعرف إلا الإخلاص والصدق طريقاً لنصرة قضايا الأمة.

وقال: اننا في الاردن سنبقى على عهدنا مع أمتنا، حافظين لمواثيق رسالتها الجامعة، مملكة وفاقٍ واتفاق، وأرضاً تجمعُ الأشقاءَ دائما على كلمة سواء، لما فيه خير أمتنا ومصالح شعوبنا.

جاء ذلك خلال كلمته في أعمال الدورة 30 الطارئة للاتحاد البرلماني العربي التي انطلقت في عمان السبت تحت شعار، دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في قضيتهم العادلة "قضية العرب والمسلمين"، بمشاركة ممثلين عن 20 برلماناً عربياً.

ولفت القيسي إلى إن الاجتماع يأتي في ظل تطورات مهمة تشهدها المنطقة، وتحديات جسام، ضربت قلب الأمة في فلسطين، حيث تمر القضية الفلسطينية بمنعطفات خطيرة تلقي بالمجهول بأحلام شعبها ونضالهم من أجل العيش بحرية وكرامة واستقلال، فما تضمنته خطة الرئيس الأميركي للسلام المسماة صفقة القرن، يشكل خرقاً لقرارات الشرعية الدولية، وانحيازاً للباطل الآثم، على أصحاب الحق والأرض.

وأكد اهمية التسلح بالمسؤولية والعمل الجماعي، حتى نتمكن من معالجة أي ثغرات من شأنها إضعاف الواقع العربي، الذي يعاني ما يعانيه من فرقة وشتات، مضيفا أن شعوبنا ما تزال تنتظر منا العمل على معالجة ما تعانيه من ظروف مركبة، فعلينا أن نبادر، وأن نكون متقدمين خطوة في القول والفعل لكي نستطيع تغيير واقعنا الراهن نحو آفاق المستقبل الذي تستحقه الأجيال، عازمين على إحداث الأثر والتأثير.

واكد ان أولويتنا اليوم الذهاب في مسار الضغط على حكوماتنا كي تنجز ملفات التعاون العربي، وتمكن جسور التكامل والتضامن، وتتجاوز عقد المراوحة عند حاضر صعب، والانطلاق نحو مستقبل تستحقه الأجيال.

ونوه إلى أن أم القضايا، وحجر الأساس في قوام هذه الأمة، هي قضية فلسطين، وبدون حلٍ عادلٍ وشامل لها، سنبقى نراوح المكان في الفوضى والاضطراب والخراب، فشعب فلسطين ما زال منذ أكثر من سبعين عاما، يواجه آلة الدم والقتل والدمار، وسط تخلٍ واضح للمجتمع الدولي في تحمل المسؤولية وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي نصت على أحقية الشعب بأرضه وسيادته، ووقف بشاعة الاحتلال وظلمه، بل تعدى الأمر إلى ما هو أبعد، بتقديم مزيد من الهدايا للمحتل في التوسع وابتلاع الأرض وتهويدها.

وحذر القيسي من مغبة أي تسوية للقضية تتجاوز المفاوض الفلسطيني ومشروعيةَ إعلان قيام دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 وعاصمتها القدس، رافضين لأي تسوية تهضم حق الأشقاء، متمسكين بحقهم في العودة والتعويض للاجئين.

واشار إلى أن العبث بالحقوق الفلسطينية من خلال أحادية الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال، يصب في خانة استمرار الصراع العربي الإسرائيلي، وحالة عدم الاستقرار في المنطقة، واستعصاء تثبيت أركان السلم والأمن الأهلي، كما أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من شأنه استفزاز مشاعر العرب والمسلمين، نظرا لما تمثله القدس من رمزية في وجداننا وضمائرنا، وإن أي انتهاكات بحق هذا المقدس من شأنه زيادة استعصاء آفاق التسوية والحل النهائي.

واكد تمسك الاردن بالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وهي أمانة يفخر الأردن بحمل جلالة الملك عبدالله الثاني لها، وريثا شرعيا وتاريخيا، كما نؤكد تمسكنا بالقدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين والتمسك برمزية المدينة المقدسة، رافضين لكل محاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، وعلى رأس ذلك محاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.

وتابع، تبقى فلسطين حاضرة في الوجدان، وفي صدارة الأولويات، وبات لزاماً علينا دعم صمود السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها في مواجهة الصفقة المشؤومة، والتمسك بدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"؛ مؤكدين في هذا المقام أن إعادة اللحمة والتضامن إلى منظومة الصف العربي وتصدر ملف فلسطين لأجندة الأولويات وتوحد الصف الداخلي الفلسطيني هو الوفاء بعينه لأرض الأنبياء.

ولفت إلى اننا في الأردن نتقاسم الجراح مع الأشقاء، نضمدها ولا نزيد في نزفها، سائرين على معاني القيم النبيلة لرسالة الثورة العربية الكبرى، ولصفوة النسب آل هاشم الأطهار، ولتاريخ شعبنا وجيشنا الذي روت دماء شهدائه من القدس الساحاتِ والأسوار، فكُنا على عهدنا مع الأشقاء البعيد منهم والجار، داعمين لوحدة وأمن واستقرار العراق الشقيق وشعبه العزيز بكل مكوناته وأطيافه، حريصين كل الحرص على تجاوزهم الأوضاع الحالية على قاعدة التوافق بين جميع المكونات.

وجدد القيسي دعم وحدة سوريا أرضاً وشعباً، رافضين لكل أشكال التدخل الخارجي في شؤونها، فشعبها الأصيل الذي اكتوى بنار الحرب، آن له أن يستريح، وآن له العيش بأمن وطمأنينة واستقرار.

وأكد اهمية التوافق والاتفاق بخصوص أزمتي اليمن وليبيا، والعمل على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، لينال شعبا البلدين الشقيقين حصتيهما من الاستقرار وصناعة المستقبل، ولن يتأتى ذلك من غير إعادة بناء مؤسسات العمل العربي، ورسم ملامح المرحلة المقبلة على هديٍ من الاتفاق بأن الحل العربي لأزماتنا هو الحل الفاعل والوحيد.


مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/08 الساعة 14:32