حَرْبُ اَلْفَيْروسَاتُ بَيْنً اَلْدُوَلُ اَلْعُظْمَى
تربط دول العالم شبكات إتصالات حاسوبية عالمية وشبكات مواصلات تعتمد على التكنولوجيا الحديثة برية وبحرية وجوية وعالمية أيضاً.
ولضبط والتحكم في عمل تلك الشبكات تم وضع قوانين وتعليمات ذات معايير عالمية تلتزم بها جميع الدول الموقعة على إتفاقيات ومعاهدات بينية بين الدول وعالمية بين عدة دول بهذا الخصوص، وشبكة الإنترنت العالمية والمتطورة جعلت من العالم قرية صغيرة.
وهناك فرق كبير بين فيروسات الحاسوب وشبكاته والفيروسات البيولوجية من حيث النشآة والإنتقال والإنتشار وتأثيرها على الوسائط التي تنتقل بواسطتها. وللوقاية من الفيروسات الحاسوبية والتعامل معها تم العمل منذ سنين قليلة على وضع خطط لبرامج تدرس في الجامعات في تخصص الأمن السيبراني.
وقد وضعت بعض الدول العظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها مليارات الدولارات من ميزانياتها لحماية أنظمتها وشبكاتها الحاسوبية من الفيروسات والهاكرز والإختراقات غير القانونية.
فمن الممكن أن يحصل بين الدول العظمى حرب فيروسات، والدولة التي تستطيع أن تخترق حماية أنظمة وشبكات الدولة الأخرى تستطيع أن تنتصر في حربها المستقبلية في كل المجالات. لأن جميع الدول العظمى تعتمد إعتماداً كاملاً في أنظمتها العسكرية والإقتصادية والمالية ... إلخ على الأنظمة الحاسوبية وشبكاتها.
ولكن الأدهي والأمر والأخطر على الدول العظمى لو حدث فيما بينهم حرب فيروسات بيولوجية.
لأن الذي يشغل أنظمة الحاسوب وشبكاتها ويقوم بصيانتها وإدارتها وتطويرها... إلخ هو الإنسان.
فإذا نجحت أي دولة في نشر فيروسات بيولوجية قاتلة بين إفراد طاقم الدولة المسؤول عن الأنظمة الحاسوبية وشبكاتها في كل المجالات وخصوصاً العسكرية والإقتصادية والمالية على حد سواء مع إختراق أنطمتها الحاسوبية وشبكاتها عن طريق الفيروسات الحاسوبية في نفس اىوقت سوف لن تقوم لتلك الدولة قائمة.
ولكن الخطورة في حرب الفيروسات البيولوجية هي عدم المقدرة عند الإنسان التمييز بين الأشخاص المصابين بالفيروس القاتل بشكل سهل وبالتالي يكون التحكم في إيقاف نشره بين مواطني الدول صعب جداً. وذلك لأن حركة تنقل مواطني الدول بين بعضها البعض مستمرة بشكل يومي وعلى مستوى وطني وإقليمي وعالمي.
وهناك من يقول أن بعض الفيروسات يتم تطويرها في مختبرات بحثية خاصة خصيصاً لمهاجمة بعض شعوب الدول مثل شعوب الجنس الأبيض أو الأسود أو الأصفر ... إلخ.
وهذا الكلام غير مقنع لأن الفيروسات البيولوجيه تنتقل بين الحيوانات والحيوانات غير مصنفة بحيوانات الجنس الأسود أو الأبيض أو الأصفر ... إلخ
ومن ثم تنتقل للإنسان.
وأمثلة على الفيروسات القاتلة والتي إنتقلت من الحيوانات إلى الإنسان، إنفلونزا الخنازير ( ولهذا السبب قامت الصين في الآونة الآخيرة بالتخلص مما لديها من خنازير عن طريق وضعها في حفر كبيرة ثم حرقها) وكذلك فعلت الصين للتخلص من الطيور خوفاً من إنفلونزا الطيور.
ومن الممكن في بعض الحالات تطوير بعض الفيروسات في المختبرات البحثية مع تطوير علاج لها أو لقاح قبل نشرها في بعض مناطق العالم لتسويق وبيع العلاج أو اللقاح المطورين على أكثر من دوله لتستفيد منه بعض شركات الأدوية مادياً.
ومن ناحية أخرى يمكن تطوير فيروسات بيولوجية لمهاجمة مواطني دولة معينة ولا يتم الإعلان عن علاج أو لقاح لتلك الفيروسات نهائياً والهدف من ذلك هو الحرب الإقتصادية التدميريه لدولة معينة مهما كلفهم الثمن (الغاية تبرر الوسيلة).
وهناك إحتمال أكبر أن الله سبحانه وتعالى يرسل أحد جنوده من الفيروسات أو غيرها على بعض مواطني الدول إنتقاماً منهم لظلمهم غيرهم من عباد الله سواء أكان داخل الدولة نفسها أو خارجها في دول أخرى.
ولن يرفع الله البلاء عن تلك الدول إلا إذا رفعت ظلمها عمن ظلمتهم والله تعالى أعلم.
*كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، جامعة اليرموك.