فساد الشنينة!

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/08 الساعة 01:19

اعذروني لأني اخترت اليوم الكتابة عن فساد بعض أنواع الشنينة، واعرف أن كثيرين من مستهلكي الشنينة لربما ستتغير اتجاهات استهلاكهم في غمرة ما قد يعرفون من حقائق مرعبة عن شراب غامض ومجهول التكوين والتركيب يتناوله الاردنيون.
«لتر الشنينة» يباع بدينار ودينار وربع ويصل الى دينار ونصف. ولتر الحليب البقري الطازج يباع بدينار واقل، ومن هنا ثمة مفارقة طريفة ولافتة في التسعيرة قبل أن نتحدث ونوغل في الكلام عن المواصفات الغذائية والصحية والمركب والتكوين.
ولو ان المستهلك عند شراء لتر من بعض أنواع الشنينة أو علبة شنينة صغيرة او متوسطة الحجم يحاول أن يدلقها في كأس زجاجي أولا، فماذا ستلاحظ مادة بيضاء ثقيلة تبقى مترسبة في قاع العلبة، وتحتاج الى هزة ورجة واثنتين واكثر حتى يسهل سكبها، واحيانا تحتاج الى اضافة ماء ساخن لكي يسهل سكبها وسيالها.
والادهى من ذلك كثير من الشنينة التي تصنع في السوبرماركت والمولات ومحال بيع الاجبان والالبان. فمم تصنع ومما تتكون، وما هي المواد الاولية التي تدخل في تصنيعها؟
تشرب بعض أنواع الشنينة تتذوق كل شيء الا طعم الحليب وحموضته. لربما لم يلتفت كثيرون من المستهلكين والفاعلين في قضايا الغذاء والدواء الى فساد بعض أنواع الشنينة، وكم أن هناك فسادا مسكوتا عنه في تصنيع بعض أنواع الشنينة!
والسؤال في عارض الحديث عن الشنينة، هل هي صالحة للاستهلاك البشري؟ والشنينة كما يروى من شخوص مطلين على صناعة الالبان بانه يجري تحضير بعض الأنواع من اللبن الرايب واللبنة المنتهي الصلاحية الذي يتم سحبه من الاسواق بعد اسبوع واسبوعين من تاريخ انتاجه.
وبعد عمليات انتاجية صناعية واضافة مواد تجميلية وكيماوية فيعاد انتاج اللبن المنتهي الصلاحية ليكون شنينة، ويشربها الاردنيون، ويشعرون بلذة غريبة وحرقة في المعدة، ونعاس خفيف بعد كأس الشنينة، فسبحان الله!
و لا اريد الخوض في تفاصيل اوسع في عملية تصنيع بعض أنواع الشنينة. ولكن اترك الرأي والملاحظة لأهل الاختصاص والدراية، وكثيرون لديهم اراء سديدة في فساد بعض أنواع الشنينة، وحذروا عن دراية علمية وطبية ومخبرية بحقائق مرعبة في انتاج الشنينة.
ولا اخطر من الشنينة على صحة الانسان. لربما أن الشنينة ملفها الغذائي مركون جانبا، ولا يثار في الاعلام والتوعية والارشاد الطبي والصحي حديث وافر وواضح عنها. واكثر ما يطال الكلام الشاورما والكنافة، ويتجاهل الكلام عنها، وتنسى الشنينة لربما لأن لونها ابيض.
والله حرام ! ما يرتكب من جرائم غذائية بحق الاردنيين.. فائض انتاج الحليب البقري يسمح بانتاج اجود وافضل انواع الشنينة، ولربما يكون لها فرصة للمنافسة في التصدير الى اسواق دول قريبة وبعيدة.
الغش فوق ما هو حرام ويضر بصحة المواطن فانه يدمر الاقتصاد الوطني وسمعة المنتج الوطني الاردني. بدنا شنينة صحية ونظيفة مطلب استهلاكي وطني موضوعي وواقعي، والا لا تسمحوا ببيع الشنينة المضروبة في الاسواق.
و اكرر هنا القول والاعتراف بالواثقية في مؤسسة الغذاء والدواء، والمسؤولية الثقيلة التي تلقى على كاهلها في حماية صحة المواطن الاردني ومراقبة الاسواق والمحال التجارية والمطاعم صحيا وغذائيا، ولكن لو أن المؤسسة تولي اهتماما قليلا لملف الشنينة، حتى لا ينزاح فسادها الى مساحات سوداء أوسع، تتحول الى سرطان غذائي يدمر صحة الاردنيين.
الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/08 الساعة 01:19