مفلسون يتغنون بانتصارات وهمية
صالح القلاب
حتى لو إنتصر التحالف الشيطاني الثلاثي ومعه حزب الله وأكثر من أربعين تنظيماً طائفياً تم إستيرادها من عدد من الدول القريبة والبعيدة في معركة شرقيِّ حلب فإنه لن يكسب هذه الحرب بالتأكيد لأن كسبها يعني تدمير باقي ما تبقى من سورية ويعني أيضاً القضاء على الشعب السوري كله إنْ بالإبادة وإن بالتهجير ويعني كذلك إنتزاع النخوة القومية من ضمائر العرب كلهم وإجتثاث كل حسٍّ إنساني لدى ملايين بني البشر الذين باتت إلتزاماتهم لا تتحمل كل هذه الوحشية التي يتبعها الروس والإيرانيون ومعهم نظام الشر التي تمزق فيها أجساد الأطفال السوريين وتسحق جماجمهم وتقطع أوصالهم.
لقد ذهب التهويل بهذا الحلف الشيطاني وبأعوانه من الشراذم المذهبية، التي تحمل راية لا علاقة لها إطلاقاً بمن تستخدم أسماؤهم في هذه الحرب القذرة التي استهدفت حتى مساجد المسلمين وحتى أضرحة بعض صحابة رسول الله كسيف الله المسلول خالد بن الوليد، إلى حدَ أن حرب شرقي حلب تدرس في أرقى «الأكاديميات» العسكرية وهذا يدل على أن حتى الجنرالات الروس، الذين عندما جيء بهم إلى سورية كـ»فاتحين» وكمحتلين كانوا يظنون أنهم ذاهبون إلى نزهة ليس أكثر لكنهم عندما أدركوا أن ما واجهه الجيش السوفياتي في أفغانستان بات من المؤكد أنه سيواجههم في النهاية، باتوا هم أيضا يسعون لإنتصارات وهمية في مواجهات لولا إستخدامهم المفرط فيها لقاصفاتهم الإستراتيجية لكانت النتائج في هذا الجزء من هذه المدينة التاريخية كنتائج المواجهات التي شهدتها إدلب وباقي الجبهات السورية .
لقد بقي هذا النظام، حتى بعد الإستنجاد بفيالق الحرس الثوري الإيراني وبكل هذه الشراذم الطائفية ولاحقاً بالإحتلال الروسي لسورية، ولأكثر من أربعة أعوام وهو يحاول تحقيق إنجاز حقيقي في هذه المدينة التي كان عدد المدافعين عنها لا يتجاوز بضعة آلاف وبأسلحة فردية وبالإيمان بعدالة قضيتهم وبما يدافعون عنه وهنا فإن المؤكد لن تسقط أبداً طالما أن القتال لا يزال متواصلاً في إدلب وحمص وحماة وفي ضواحي دمشق مع أن البلاغات العسكرية الكاذبة كانت قد اعتبرت أن إنجازات هذا التحالف سوف تدرس في أهم «الأكاديميات» العسكرية.
ما هو هذا الإنجاز العسكري الذي يتغنى به أصحابه ويعتبرونه تحولاً تاريخياً طالما أن الذين خاضوا حرب شرقي حلب على رأسهم جيش روسيا التي تعتبر ثاني دولة عظمى في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية وشاركتهم في كل هذه الجرائم التي أُرتبكت ضد عدد محدود من المقاتلين إيران التي توصف بأنها القوة الرئيسية في الشرق الأوسط وكل هذا إلى جانب باقي ما تبقى من جيش بشار الأسد وإلى جانب كل هذه الشراذم الطائفية التي تم «إستيرادها» بدوافع تم إخراجها من كهوف التاريخ والتي من المفترض أنه لم تعد لها أي علاقة لا بالإسلام ولا بالمسلمين بينما قطع القرن الحادي والعشرين نحو عقدين من الزمن من الألفية الثالثة .
قد يحقق هذا التحالف الشيطاني المزيد من هذه «الإنتصارات» !! التي إرتقت بها مبالغات المُفلسين إلى مستوى المعارك التاريخية والمطالبة بتدريس إنجازاتها في أرقى «الأكاديميات» العسكرية في العالم لكن المعروف أن: «الأمور بخواتيمها « وأن النصر دائماً وأبداً يكون إلى جانب الشعوب التي تبذل الأرواح من أجل قضية عادلة ويقيناً أنه لا توجد قضية أكثر عدالة من هذه القضية حيث انتفض شعب عظيم ، ملأ التاريخ القديم والجديد بالعطاءات الحضارية، من أجل كرامته ومن أجل حريته ومن أجل إنتشال بلده من القهر والظلم وإخراجه من ظلام تواصل لأكثر من نصف قرن من السنوات الموجعة التي تحولت سورية خلالها إلى سجن كبير وإلى مقبرة واسعة .
الرأي