أطفال سكري يتحولون لـ”حقل تجارب” لمدّعي العلاج بالأعشاب

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/03 الساعة 08:36
مدار الساعة - يجد محتالون في أطفال السكري فرصة لتحويل أجسامهم الى حقل تجارب سواء بحقنهم بخلايا جذعية او بإعطائهم خلطات عشبية غير مرخصة بعد ايهامهم بقدرتها على شفائهم والتخلي عن العلاج الوحيد وهو إبر أنسولين.
هؤلاء المتاجرون بصحة الاطفال من أجل تحقيق أرباح مالية يلجأون باستمرار الى تغيير أساليبهم التسويقية لاصطياد زبائنهم، مستغلين تداخل الصلاحيات بين الجهات الرسمية والأمنية لملاحقتهم قانونيا، عدا عن ضعف مجتمعي ما يزال يجهل المكان الذي يجب أن تقدم الشكوى فيه، وآخرون يترددون بتقديمها حسب قول بعضهم لـ “الغد”.
صراع داخلي مستمر بين ذوي أطفال السكري وسعي حثيث لعلاج شاف لأطفالهم للتخلص من إبر وعلاجات ترهق أجسامهم، وحمية غذائية تتحكم برغبات طفولية، وبين تبعات علاجات عشبية غير مرخصة وصلت تخوفات بعض الأهالي منها بأنهم “شركاء مع المحتالين بتقديم أجسام اطفالهم كحقل تجارب، خاصة ممن اكتشف اصابة طفله حديثا”.
ويقر الأهالي أن التعايش مع مرض السكري ليس سهلا، كونه مرضا مزمنا يستلزم تغييرا في نمط الحياة، ومتابعة طبية وغذائية، ومراقبة منزلية على شريحة صعبة من الأطفال والمراهقين، وما يتخلل هذه الفترة من تغييرات هرمونية ونفسية وغيرها.
“في يوم واحد يختفي السكري”
حديثا، ظهر على الساحة بين أهالي أطفال السكري شخص يدعى أبو عمار- اسم مستعار- بات يدغدغ عواطف الأهالي ويقنعهم انه “في يوم واحد بس بخفيلكم السكري من جسم أطفالكم”، هذه العبارة وقعت على مسامع أغلب الأهالي مثل “الصاعقة” ما بين مصدق ومكذب له، لكن “الغريق يتعلق بقشة” بحسب قولهم.
ووسط تحذيرات “خجولة” أطلقتها مؤسسة الغذاء والدواء عبر موقعها الالكتروني من انتشار أدوية غير مرخصة لعلاج عدة أمراض مزمنة، انتقلت أخبار أبو عمار بسرعة البرق عبر تطبيق الهاتف الخلوي، تطبيق (واتساب) وتشكلت مجموعات خاصة بأرقام هواتف أردنية وعربية تؤكد نجاعة علاجه.
تحت بند “شير الخير” بدأ الاهالي يتفاعلون مع “المحتال” الذي تستر تحت غطاء الدين عندما أطلق على مجموعة أطفال السكري “وإذا مرضت فهو يشفين” في حين يحظر أي شخص يناقشه علميا من المجموعة ويلغي رقمه مباشرة.
الاسبوع الماضي، بدأ الأربعيني ابو عمار بجولات مكوكية في أغلب المحافظات للترويج لـ “منتجين عشبيين بزعم الشفاء التام” وإقناع أهالي الاطفال بالشراء منهما شريطة تحويل 300 دينار للنوع الاول و200 دينار للنوع الثاني الى حسابه البنكي قبل تسليم “دواء المعجزة” حسب ادعاءاته، وتشمل هذه المبالغ التوصيل والمتابعة حتى الشفاء.
“ابنك في مرحلة في شفاء تام، وتحول الى من النوع الأول إلى الثاني، الامر كثير بسيط” حسب تسجيلات صوتية لـ “المحتال” حصلت “الغد” على نسخة منها وفندتها رئيس الجمعية الاردنية للعناية بالسكري الدكتورة نديمة شقم التي أكدت انه “لا يمكن ان يتحول السكري الأول الى الثاني وهذه المعلومة ماهي الا اكذوبة ويجب ان يتحول كل من يدعي انه عالم وخبير الى القضاء كونه يتسبب بايذاء قصدي للأطفال”.
وفيما اقتنع عدد من أهالي أطفال السكري بقدرة “المحتال” بأن يحول الأعشاب الى محلول وريدي يخلصهم من ابر الانسولين، ارتفعت في المقابل تحذيرات اختصاصيي سكري الاطفال بعدم “ترك الانسولين العلاج الوحيد وأن تركه سيؤدي الى نتائج صحية وخيمة قد تصل الى الوفاة”.
ولمزيد من اقناع الاهالي بشراء منتوجاته، لجأ أبو عمار الى استخدام قصة ابنه المصاب بالسكري قائلا “جربت خلطاتي على ابني والحمد لله كتب له الشفاء” موضحا “ان علاجه يحتوى على 12 معطرا طبيا يصعب فحصه مخبريا او تحليله”.
وأشار في سياق ترويجه لأعشابه “لو أنني اطمح لتجارة لكنت رفعت ثمن العلاج الى 1000 دينار اردني او ذهبت به الى دول خليجية تقدر علمي وتعبي”، مدعيا بأن أحد العروض المغرية التي انهالت عليه من احدى الدول العربية لشراء علاجه “المزعوم” وصل الى 4 آلاف دولار لـ “الكورس” الواحد لكن هدفه بحسب قوله “ان يصل الى نسبة شفاء عالية وان تتبنى شركة علاجه وتحوله الى حقن بالوريد”.
وأوضحت رئيسة الجمعية شقم ان “السكري من النوع الاول يحدث نتيجة عجز البنكرياس عن إفراز الأنسولين ولا يوجد بديل له حتى الآن”، مشددة على “عدم وجود طب بديل في علاج السكري الاول للاطفال، لكن ما يحدث ان هذه مزاعم لنصابين يستغلون نقطة ضعف المواطن وخصوصا أمراض الطفولة”. حنان الكسواني - الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/03 الساعة 08:36