بصيرا عاصمة الأدوميين بلا مركز للزوار رغم كثرة المواقع الأثرية
مدار الساعة - يغيب مركز للزوار عن لواء بصيرا، رغم ما تشكله المنطقة من أهمية تاريخية، في ظل وجود الكثير من العناصر التي تجعلها من أكثر مناطق المحافظة آثارا وتاريخا ومواقع سياحية واستجمامية.
ولفتوا إلى وجود العديد من المواقع السياحية والأثرية، كمحمية ضانا وآثار غرندل التي تقبع على كنوز أثرية تاريخية قديمة، وبلدة بصيرا التي كانت عاصمة للأدوميين، وموقع كنيستين بيزنطية قديمة في الرشادية، ومواقع أخرى كثيرة تفوق في جمالها الكثير من المواقع، عدا عن كونها مواقع ضاربة في التاريخ.
وقال أحمد السعودي وأديب حسين ومهدي السفاسفة، إن وزارة السياحة وضعت الخطط لإقامة مركز للزوار في بلدة بصيرا منذ أكثر من عامين، وقام فريق من الوزارة بإجراءات منها استملاك قطعة الأرض وتحديد موقع إقامة المركز والعمل على وضع التصاميم اللازمة للمركز، إلا أن ذلك كله لم يتم تنفيذه للآن، في ظل وجود نية لإقامة المركز في منطقة الرشادية التي تبعد عن بلدة بصيرا أكثر من 15 كم.
وقالوا أن وجود المركز في بلدة بصيرا ينشط السياحة الداخلية والخارجية للمواقع في اللواء، من خلال مرور الزوار بالمركز وتلقي الإرشادات والمعلومات الضرورية لرحلة الزيارة، بما يحرك القطاع السياحي في اللواء برمته ويسهم في توفير فرص العمل في منطقة تعتبر من أبرز جيوب الفقر في الأردن، نتيجة ارتفاع معدلات البطالة، حيث يمكن للمشروع أن يسهم في توفير فرص عمل للمتعطلين.
وأشاروا إلى أن الوزارة عادت لتؤكد على إقامة المركز في منطقة الرشادية، بدلا من مركز بلدة بصيرا التي هي مركز السياحة في اللواء، والمركز بذلك يكون بعيدا عن الاهتمام ولا يسهم في تسليط الضوء على أهمية بلدة بصيرا عاصمة الأدوميين القديمة، وكمركز حضاري مهم من بين العديد من المراكز والمواقع التاريخية في المنطقة.
من جانبها أشارت مديرة السياحة في الطفيلة خلود الجرابعة، إلى أن بلدة بصيرا التاريخية الأثرية التي كانت عاصمة للأدوميين تعتبر من المناطق التاريخية المهمة، لكونها كانت عاصمة الأدوميين، فيما تشكل المناطق الواقعة حولها مناطق سياحية ذات أهمية كبيرة كمواقع تاريخية وأثرية كخربة النصرانية والرشادية، علاوة على محمية ضانا المعروفة عالميا بتنوع مكوناتها الحيوية.
وبينت الجرابعة، أنه جرى قبل عامين وضع خطط لاقامة مركز للزوار في بلدة بصيرا وفي مركز البلدة، لتنشيط الواقع السياحي في المنطقة وما حولها، من خلال توفير قطعة الأرض اللازمة والمجاورة لمسجد بصيرا القديم الذي تم تحويله إلى مكتبة عامة، بعد أن تم تخصيص نحو 420 ألف دينار لهذه الغاية.
وأكدت على الأهمية الكبيرة للمنازل القديمة التراثية في البلدة، والتي يمكن استغلالها من خلال إعادة ترميمها، لتكون شاليهات سياحية كما في طيبة زمان والسلع والمعطن، والتي ستسهم في تنوع المنتج السياحي في البلدة، جنبا إلى جنب بوجود مراكز زوار أخرى في قرى سياحية في السلع والمعطن، تم إقامتها لتكون ضمن سلسلة مراكز للزوار تنتشر في المواقع السياحية المهمة بالطفيلة، لتكون ضمن خطوط المسارات السياحية المحددة من قبل الوزارة.
وبينت الجرابعة أهمية بلدة بصيرا التاريخية، التي لا يوجد فيها مركز للزوار للآن والتي جاءت المطالبات لإقامته بشكل حثيث، بغية تشجيع الواقع السياحي في منطقة تعج بالآثار سواء في خربتها الأدومية القديمة، أو في مناطقها المحيطة بها كسيل ريعا وغرندل، التي عثر فيها من خلال التنقيبات على كنيسة بيزنطية، بالإضافة إلى قربها من خربة النصرانية وخربة الرشادية البيزنطية، والتي عثر فيها على أرضيات فسيفسائية رائعة، كما العديد من الخرائب والمواقع الأثرية، التي تعود لحقب وفترات تاريخية موغلة في القدم، بدءا من العصر الحجري وانتهاء بالعصور المتأخرة.
ولفتت الجرابعة، إلى أن الوزارة أعادت التفكير في نقل موقع إقامة مركز الزوار من وسط بلدة بصيرا إلى منطقة الرشادية التي تقع على الطريق الملوكي المهم، الذي يشكل طريقا سياحيا تاريخيا معروفا بدلا من إيجاده بعيدا عن الطرق السياحية والمسار السياحي المعتمد.
وبينت أنه يمكن استغلال مخفر قديم في الرشادية، كمركز للزوار بما يوفر على المديرية إقامة بناء جديد، وقطعة أرض مناسبة وتلك التي يصعب توفيرها في وسط بلدة بصيرا، مؤكدة أن موقع مركز الزوار في هذه المنطقة سيوسع ويشمل مناطق أكثر في مجال التنشيط السياحي، في ظل تواضع الإمكانات المالية حاليا.
فيصل القطامين - الغد