الرجل التافه

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/31 الساعة 23:09
الكاتب محمود الخلايلة يشير العديد من علماء الدين اليوم إلى أننا قد وصلنا إلى هذا الزمان، حيث السفيه يتكلم، وفي يده أمر أمته، في حين العاقل لا يجد له مكاناً بين أفراد أمته. قالها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إنّ زمن الرويبضة هو علامة من علامات اقتراب قيام الساعة. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدَّق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمَن فيها الخائن ويُخَوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة. رواه الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما. أما قوله عليه الصلاة والسلام: يُصدَّق فيها الكاذب وُيكذَّب فيها الصادق ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوّن فيها الأمين، فهو ما نراه اليوم على امتداد العالم، حيث يقدم الكاذبون إلى المنابر ويُروج لكذبهم وادعاءاتهم، بينما يُستبعد الصادقون ويُخوّنون ويُكذّبون ويُمنعون من ممارسة صدقهم مما يعود بالخير لكامل الأمة. ونحن اليوم نرى كثيراً من الساسة والمؤسسات ودور النشر وأصحاب الفكر وأجهزة إعلام وإعلان، يغلب عليها أنها تسعى في نشر الكذب والافتراء وفي تشويه حقائق الواقع والتاريخ، حتى باتت الحقيقة ضائعة مضيعة لا يصل إليها إلا الباحث بجد وإخلاص وبعد تكبد المشاق والأهوال. ويتصدّر هؤلاء ميادين العمل الاجتماعيّ ، والمسئووليّات الكبرى ، في الوقت الذي ينزوي الأخيار عن الساحة، أو يفرض عليهم الإقصاء ، ويصبح أهل الحقّ قابضين على الجمر، يُحارَبون من أقرب الناس إليهم، ولا يجدون على الحقّ أعواناً .. وتنقطع الجسور بين أولي العلم والبصيرة بدين الله ، والغيرة على حرماته، وبين هؤلاء من أولي الظلم والقهر، الذين يمسكون بزمام الأمور ، فلا يبقى بينهم إلاّ التنازع والصراع، الذي ربّما يخفت تارة، ويتأجّج تارة أخرى، وتكثر الخروق في سفينة المجتمع وتتّسع، فلا يكاد أهل الحقّ يعالجون أمراً حتّى تفاجئهم أمور .. كثيراً ما يقرأ المسلم الأحاديث التي تتحدث عن المستقبل فلا يعلم تفسيرها على الوجه السليم إلا بعد ما يعاينه من تأويلها في الواقع رغم إيمانه بما تضمنته الأحاديث.. نحن نعيش في هذا اليوم.. والله أعلم عصمنا الله وإياكم
  • الدين
  • علان
  • لب
  • تقبل
  • نعي
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/31 الساعة 23:09