الى اليمين در
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/07 الساعة 01:23
حبشي رشدي
سوف يسُكب كثير من الحبر في تفسير صعود اليمين في اوروبا و امريكا بعد توجيهه إما ضربة لليسار أو ضربة أخرى للكتل السياسية غير اليمينية بمسمياتها المختلفة ، غير ان العبرة ليست بغزارة التحليل بقدر ما يجب ان تكون بالاستعدادات ببلدان منطقتنا للتعامل مع سياسات هذا اليمين و استهدافاته ، فدونالد ترامب يختار فريق إدارته قبل ان يسكن البيت الابيض ، و من الواضح ان معظم خياراته تتوافق مع طبائعة اليمينية ، وقبل ترامب صعدت تيريزا ماي لتقود بريطانيا في "عزلتها البناءة" عن اوروبا التي اختارتها " البريكست" بمحض استفتاء جاء صادما ، و في فرنسا فاز اليميني غير المتطرف فرانسوا فيون واصبح طريقه الى الاليزيه معبدا ، وفي ايطاليا أعلن رئيس الوزراء ماتيو رينزي استقالته وذلك إثر إقراره بهزيمته في الاستفتاء حول الإصلاح الدستوري ، مفسحا المجال امام صعود اليمين الايطالي الذي قد يحاكي بريطانيا في عزلتها عن اوروبا
وفي المانيا ، يتاهب اليمين لوراثة ميركل ، فضلا عن ظاهرة يمينية اخرى تتمثل في صعود حركات يمينية مثل حركة " باجيدا " و غيرها ، و من ثم فتكرار صعود اليمين في اكثر من دولة ، يعني اننا امام ظاهرة و ليس استثناء
ومما يؤسف له ان منطقتنا لم تتاهب بعد لهذه المعطيات الجديدة بموازين القوة بالعالم ، و التي من بين اهم ملامحها ، ان هذا اليمين الغربي الصاعد لن يكون عدوا لدودا للروس كما نتوهم ، بل قد نشهد تنسيقا غير مسبوق بين النقيضين ، بل وقد نشهد امتلاء البحار التي تتشاطئ عليها دول منطقتنا مليئة بـ " الاسماك العسكرية المتوحشة غير المتخاصمة" التي تتقاسم مصالحها و توزع فرائسها ، كما ان هذا اليمين الجديد لن يكترث كثيرا بالمصالح ذاتها التي كانت تجعل الامن في الشرق الاوسط ضرورة استراتيجية لاوروبا و امريكا ، فقد سقطت كليا هذه الاعتبارات ، فالسوق الدولي مترع بالنفط الرخيص ، و المنتجون للطاقة صاروا اكثر من الهم على القلب. كاتب وصحفي مصري
سوف يسُكب كثير من الحبر في تفسير صعود اليمين في اوروبا و امريكا بعد توجيهه إما ضربة لليسار أو ضربة أخرى للكتل السياسية غير اليمينية بمسمياتها المختلفة ، غير ان العبرة ليست بغزارة التحليل بقدر ما يجب ان تكون بالاستعدادات ببلدان منطقتنا للتعامل مع سياسات هذا اليمين و استهدافاته ، فدونالد ترامب يختار فريق إدارته قبل ان يسكن البيت الابيض ، و من الواضح ان معظم خياراته تتوافق مع طبائعة اليمينية ، وقبل ترامب صعدت تيريزا ماي لتقود بريطانيا في "عزلتها البناءة" عن اوروبا التي اختارتها " البريكست" بمحض استفتاء جاء صادما ، و في فرنسا فاز اليميني غير المتطرف فرانسوا فيون واصبح طريقه الى الاليزيه معبدا ، وفي ايطاليا أعلن رئيس الوزراء ماتيو رينزي استقالته وذلك إثر إقراره بهزيمته في الاستفتاء حول الإصلاح الدستوري ، مفسحا المجال امام صعود اليمين الايطالي الذي قد يحاكي بريطانيا في عزلتها عن اوروبا
وفي المانيا ، يتاهب اليمين لوراثة ميركل ، فضلا عن ظاهرة يمينية اخرى تتمثل في صعود حركات يمينية مثل حركة " باجيدا " و غيرها ، و من ثم فتكرار صعود اليمين في اكثر من دولة ، يعني اننا امام ظاهرة و ليس استثناء
ومما يؤسف له ان منطقتنا لم تتاهب بعد لهذه المعطيات الجديدة بموازين القوة بالعالم ، و التي من بين اهم ملامحها ، ان هذا اليمين الغربي الصاعد لن يكون عدوا لدودا للروس كما نتوهم ، بل قد نشهد تنسيقا غير مسبوق بين النقيضين ، بل وقد نشهد امتلاء البحار التي تتشاطئ عليها دول منطقتنا مليئة بـ " الاسماك العسكرية المتوحشة غير المتخاصمة" التي تتقاسم مصالحها و توزع فرائسها ، كما ان هذا اليمين الجديد لن يكترث كثيرا بالمصالح ذاتها التي كانت تجعل الامن في الشرق الاوسط ضرورة استراتيجية لاوروبا و امريكا ، فقد سقطت كليا هذه الاعتبارات ، فالسوق الدولي مترع بالنفط الرخيص ، و المنتجون للطاقة صاروا اكثر من الهم على القلب. كاتب وصحفي مصري
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/07 الساعة 01:23