الدكتور يعقوب ناصر الدين يحذر من تعرض الأردن لمزيد من الحملات المشبوهة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/29 الساعة 14:28
مدار الساعة - حذر الدكتور يعقوب ناصر الدين رئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الأوسط من أن الأردن يمكن أن يتعرض لحملة منظمة لتشويه مواقفه ، وضرب الثقة في قيادته وداخل مجتمعه ، وفي مؤسساته العامة والخاصة ، منبها إلى أن القوى الشريرة المنزعجة من مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، بشأن القضية الفلسطينية ، والقضايا الإقليمية ، ستحاول خلق تناقضات على الساحة الأردنية من أجل إضعاف تلك المواقف ، والتقليل من دور الأردن ومكانته في التوازنات الإقليمية .
وقال إن الأردن استطاع تجاوز الأزمات والتحديات عبر مسيرته التاريخية ، اعتمادا على حنكة وخبرة وشجاعة القيادة الهاشمية ، ووعي ووطنية الأردنيين بمصالح بلدهم العليا ، دون التفريط بمواقفه القومية والإنسانية ، مشددا على أننا أحوج ما نكون اليوم لتلك المواطنة ، وذلك الوعي لكي نحسن التعامل مع التطورات المنتظرة على خلفية صفقة القرن .
جاء ذلك في محاضرة ألقاها في هيئة شباب كلنا الأردن في مأدبا ، عن أبعاد ومعاني خطاب جلالة الملك أمام البرلمان الأوروبي ، وذلك بحضور مدير الهيئة عبدالرحيم الزواهرة وأعضاء الهيئة ، وعدد غفير من شابات وشباب كلنا الأردن .
وأوضح الدكتور يعقوب ناصر الدين أن جلالة الملك ، سواء في خطابه أمام البرلمان الأوروبي ، أو في لقاءاته مع قادة الدول ، والمحافل الدولية ، تمكن من إعادة صياغة القيمة الإستراتيجية للأردن ، حين أضاف إلى قيمته الجيوسياسية قيمة الموقف الأعلى مكانة وتأثيرا لإبقاء الأردن صامدا وقويا وفاعلا ، ورقما مهما في التوازنات الإستراتيجية الإقليمية والدولية.
وأضاف أن جلالة الملك لبى دعوة البرلمان الأوروبي لإلقاء ذلك الخطاب التاريخي ، وهو على يقين بأن أوروبا التي رفضت الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، ولم تنقل سفاراتها إلى القدس ، يمكن أن تشكل موقفا مساندا لموقفه القائم على أن حل الدولتين الذي يعطي الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه بعاصمتها القدس هو الحل الوحيد الذي يضمن قيام السلام في المنطقة ، وأن تجاوز هذه الحقيقة سيزيد من خطورة الموقف ، وسيؤسس لصراعات جديدة ، خاصة وأن كل الصراعات القائمة حاليا على صلة بالقضية الفلسطينية .
وأضاف أن ما أشار إليه جلالة الملك من أن فرض حل يقوم على دولة يهودية واحدة عنصرية تضع الفلسطينيين في مرتبة مواطنين من الدرجة الثانية ، وتدير ظهرها لهذه المنطقة يؤدي إلى مزيد من الانقسامات بين الشعوب والأديان في جميع أنحاء العالم ، يعتبر بمثابة تنبيه إلى أوروبا التي لم يعد بإمكانها الوقوف على الحياد ، وهي تعلم أنها الأقرب لنيران الشرق الأوسط والأكثر تضررا في حال تفاقم الأزمات الاقتصادية ، نتيجة التهديد الدائم لمنابع النفط ، والممرات المائية ، والحروب التجارية وغيرها مما قد يحدث بسبب عدم حل الصراعات في المنطقة .
وأشار ناصر الدين إلى أن ما قاله جلالة الملك أمام مؤسسة منتخبة ، هي بمثابة السلطة التشريعية للاتحاد الأوروبي بشأن القدس ، والمسجد الأقصى ، والمقدسات الإسلامية والمسيحية ، بصفته الوصي الهاشمي
عليها ، جاء في سياق يلامس فهم الأوروبيين للنتيجة الحتمية لترك النزاع حول القدس قائما يسلب المسلمين والمسيحيين الروحانية والسلام والعيش المشترك ، بدل أن تكون رمزا للسلام ، في إشارة واضحة إلى أن مصير القدس يمكن أن يحدد مصير العالم كله .
وقال إن جلالة الملك قد وضع قاعدة موقفه عند شعبه أولا ، حين أعلن لاءلات الوطن البديل والتوطين ، والسيادة الإسرائيلية على القدس ، مرتديا لباسه العسكري ، ومذكرا بتضحيات جيشنا المصطفوي من ناحية ، وبالالتزام الصارم لملك هاشمي يمتد نسبه إلى النبي العربي الهاشمي سيكنا محمد صلوات الله وسلامه عليه من ناحية ثانية ، ولافتا إلى أن الحقوق الدينية والتاريخية أهم وأعمق بكثير من الحقوق السياسية في هذه المنطقة من العالم .
وقدم الدكتور ناصر الدين تحليلا منهجيا لسؤال " ماذا لو " الذي استهل به جلالة الملك معظم محاور ذلك الخطاب فقال إن يعتبر هذا السؤال سمة من سمات التفكير الإبداعي الإستراتيجي لأنه ينبني على الحقائق التي تتفق الأطراف جميعها على وجودها ، وتجمعها مرة أخرى لتجعلهم يتصورون أو يتخيلون النتائج السيئة المترتبة على عدم تحركهم في الاتجاه الصحيح الذي يضمن مصالحهم على حد سواء .
وأضاف أن البعض لا يفهم معادلة الموقف الأردني في التوفيق بين رفضه سياسة الإدارة الأمريكية تجاه القدس والقضية الفلسطينية ، وعلاقته الإستراتيجية بالولايات المتحدة الأمريكية فقال إنه لا بد من إدراك نظرية جلالة الملك التي تقوم على مبدأ " فعل الصواب " من خلال التفاهم والمفاوضات السلمية ، وليس من خلال الحروب ومنطق القوة وفرض الأمر الواقع ، وهو بذلك يؤكد للجميع على اختلاف سياساتهم أنه لا ثمار للحروب غير الضغينة والكراهية والقتل والدمار والمآسي الإنسانية ، بينما السلام هو الذي يحقق التنمية والازدهار وفتح الآفاق أمام الشباب كي يبنوا مستقبلهم .
ودعا في نهاية محاضرته شباب كلنا الأردن إلى الوقوف في وجه كل المحاولات الرامية لتفتيت العزيمة ، وزرع الشك والريبة في القلوب والعقول ، وقال إنكم في طليعة من نعول عليهم في مجهودنا الوطني للدفاع عن بلدنا ، وأنتم من جيل يملك أدوات الاتصال التي يستخدمها المشككون بنا ، كي تردوا عليهم ، وتبطلوا سوء ما يفعلون ، وأملنا فيكم كبير ، وثقتنا بكم لا حد لها .
وقد دار حوار ايجابي بين الدكتور يعقوب ناصر الدين وشباب كلنا الأردن حول شؤون الأردن الوطنية ، وموقف الأردن ودوره وتأثيره في التطورات التي يشهدها العالم العربي والمنطقة .
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/29 الساعة 14:28