هل توقظنا ’صفعة القرن‘ من سباتنا... كما ايقظت ’صفعات‘ سابقة دولا اخرى؟

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/28 الساعة 11:18
مدار الساعة - كتب: محمد مناور العبادي* تؤكد تسريبات شبه مؤكدة عن مضامين "صفقة القرن" انها اعترفت بالرعاية الهاشمية للمسجد الاقصى وبحل الدولتين ، مما يستدعي ان توقظنا هذه "الصفقة " لنتعامل بعقلانية مع الا يجابيات الضئيلة فيها ، والعمل في نفس الوقت على احداث تغييرات في سلبياتها ،. وتطبيق سياسة – اقبل وطالب – علنا نحصل اخيرا ، بقوتنا على الكثير مما نطالب به . "الصفقة " ككل صفقة سياسيه عالميه وعبر التاريخ ، يتم صياغتها لصالح المنتصر تماما ، وتكرس دوما " الامر الواقع " لأن الطرف الاخر لايستطيع احداث تغيير جذري فيها ، بسبب ضعفه سياسيا واقتصاديا بل واجتماعيا ، ولان " السوابق التاريخيه " وعلى مدى قرون تؤكد ان اية " صفقة " كانت دوما لصالح المنتصر و" صفعة " للمهزوم . الدليل على ذلك ، صفقات - او صفعات " مابعد الحربيتن العالميتين الاولى والثانيه ،، والحروب الصغيرة التي نشبت هنا وهناك عبر التاريخ ، ضد الدول التي لحقت بهاالهزيمه ،وسلمت بنتائجها مرحليا ، لتقوم فيما بعد ورغم تواجد القوات المنتصرة على اراضيها ، ببناء نفلسها من جديد . حدث ذلك ويحدث في اليابان والمانيا وكوريا والصين وتركيا ، التي استباحها المستعمرون ، وعانت شعوبها الويلات ، اضعاف ماعانته الامة العربيه .. لكنها اصبحت اليوم مزدهرة ، وفرت الامن والامان والرفاهية لشعوبها ـ وعززت فيهم الجوانب الايجابية من قيمها التاريخية ، وحققت الخير وازدهار والمنعة والكرامة الوطنية لشعوبها ، وعززت ثوابتها التاريخية وقيمها الحضاريه بقوة وثبات .... واصبحت في مقدمة دول الكرة الارضيه في قوتها الاقتصادية ، ومنعتها ، وقدرتها على ان تقول لمن استعمروها " لا " كبيرة في احيان كثيرة . لقد رفضت الامة العربية ، العديد من القرارات الدولية التي فرضت عليها ، بل واصبحت تكرس هذه القرارت ، عن قصد او بدون قبصد ، لسبب بسيط وهي انها لم تتعظ من هزائمها ، ولم تعوض هذه الهزائم بانتصارات اقتصادية ، تعزز تدريجيا موقعها السياسي في العالم ، وتوفر حياة رغده لشعوبها ،تقوم على تكريس قيمها التاريخية والحضاريه ، بدلا من اضاعتها في " الرفض السلبي " ، بل قيامها بتكريس الهيمنةا الاستعمارية على مقدراتها فعليا ، في حين انها تقول عكس ذلك اعلاميا . فهل تكون صفقة القرن " صفعة " تعيد للحالمين رشدهم ,, وتخلصنا من "احلام اليقظة " التي تتحكم في كل مفاصل حياتنا ، في الوقت الذي نتراجع فيها يوميا حتى وصلنا الى " القاع " ، ونحن نخال انفسنا اننا مازلنا في قمة العالم . * الكاتب صحفي وباحث mabbadi@live.com
  • مدار الساعة
  • الهاشمية
  • لب
  • اقتصاد
  • نتائج
  • عرب
  • عربية
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/28 الساعة 11:18