مسار “الدراجات الهوائية” في البحر الميت يوفر فرص عمل لأهالي المنطقة
مدار الساعة - انطلاقاً من أهمية الترويج السياحي في مناطق الأغوار، والحاجة لوجود أنشطة سياحية خيرية في الوقت ذاته في متناول اليد لدى زوار منطقة البحر الميت، أطلقت مبادرة “مسار الخير” وجمعية أصدقاء البحر الميت بدعم من الهيئة الخيرية الهاشمية، وجمعية إبداع وعالم الدراجات وجمعية تواصل وسمارة مول مشروع “دراجات البحر الميت”.
نهاية الأسبوع الماضي، شهدت منطقة البحر الميت انطلاق الفعالية برعاية وزير الشباب الدكتور فارس البريزات، الذي حرص على الحضور لإطلاق الفعالية التي تُعد من أشكال العمل الشبابي التطوعي الخير، والذي تحرص “مسار الخير” على تنظيمه في كل مرة، وبهمم شباب مقبلين على العمل التطوعي الخيري في سبيل إحياء فرص عمل وتطوع خيرية في مناطقهم.
وأقبل العشرات من الحضور من عائلات ومتطوعين وأصدقاء لمبادرة “مسار الخير”، بتنظيم مُطلق المبادرة محمد القرالة؛ حيث تم تنظيم مسار سياحي للدراجات في مناطق آمنة، من شأنها أن تكون هدفاً لهواة ركوب الدراجات، وخاصة في منطقة الأغوار التي تشهد خلال هذه الفترة والأشهر القليلة المقبلة حركة سياحية نشطة لزوار المكان بحثاً عن الدفء؛ حيث يتميز المسار بكونه مُطلاً على البحر الميت، ويستقطب الكثير من الزوار.
أمين عام الهيئة الخيرية الهاشمية أيمن المفلح، قال “إن الهيئة تسعى دائماً الى تكوين شراكات تنعكس إيجاباً على المجتمع المحلي، وتدر دخلاً على الشباب، ومنها الشراكة مع مبادرة مسار الخير للوصول الى المستفيدين في شتى أنحاء المملكة، ويعد هذا المشروع مكملاً لمشاريعنا في التنمية المستدامة، والتي لها أثر إيجابي على تأمين فرص عمل للشباب”.
مؤسس مبادرة “مسار الخير” محمد القرالة، قال “عملنا وبدعم من الهيئة الخيرية الهاشمية، وجمعية إبداع، وجمعية تواصل الثقافية بالشراكة مع جمعية أصدقاء البحر الميت التي قامت بتوفير المكان والدعم اللوجستي بإطلاق رياضة سياحة “ركوب الدراجات” في المنطقة بدعم من الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية التي قدمت عددا من الدراجات”.
وأضاف “إلى جانب إنشاء مشغل للصيانة الذي يشرف عليه عضو المبادرة خالد العمر، والذي سيعمل على تعليم شباب من أبناء المنطقة وتشغيلهم، وكذلك على تطوير الدراجات وصناعة دراجات محلية، وخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة”.
وكان المسار قد أطلق فعاليات مماثلة لركوب الدراجات خلال الفترة الماضية، كانت في المدينة الرياضية في عمان، ومنطقة الأغوار الشمالية والجنوبية، والتي قد تكون سبباً في إحياء فرص عمل للعديد من شباب المنطقة، وهو الهدف الرئيسي الذي تسعى إليه مسار الخير، لكون مناطق الأغوار تعاني من نسبة بطالة مرتفعة، ويبحث الشباب فيها عن فرص عمل تؤهلهم، فكان أن تم خلق بيئة مناسبة لاستثمار الدراجات الهوائية في توفير فرص عمل لبعض من الشباب والفتيات، وتحويل الدراجة إلى وسيلة تنقل واستثمار في الوقت ذاته”.
الشريك المميز في المباردة ومشروع الدراجات الهوائية في الأغوار صانع الدراجات الأردني خالد العمر، وهو من أسس مشروع “جو ذيب” لصناعة الدراجات لعاشقي الدراجات ودراجات ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، كان من الحاضرين في إطلاق الفعالية، والذي تحدث عن مشغله الخاص الذي يقوم فيه بتأهيل الدراجات بطريقة تلائم جميع الفئات، بهدف التشجيع على ركوب الدراجة.
وقال العمر إنه يملك مشغلاً خاصاً في البحر الميت، وهو الذي قام بإتاحة الفرصة لـ”مسار الخير”، وبدعم من الهيئة للعمل على تصنيع دراجات بتصاميم خاصة تناسب احتياج مختلف الفئات، ونقوم أيضا بعمل صيانة لدراجات مرتادي وسياح منطقة البحر الميت؛ حيث يتم تدريب عدد من الشباب من أبناء منطقة الأغوار على المهارات الخاصة بصناعة وتصميم وصيانة الدراجات وتأهيلهم للحصول على فرص عمل من خلال تأجير وصيانة الدراجات، والتوسع مستقبلاً ليكون أول مصنع في الأردن والمنطقة العربية.
الرئيس التنفيذي لجمعية أصدقاء البحر الميت زيد السوالقة، قال “إن خدمة الدراجات الهوائية لزوار المنطقة هي الأولى من نوعها، وتعد ملائمة جداً لإقامتها في منطقة البحر الميت، التي تتميز بوجود نسبة أكسجين فيها بمعدل 36 %، مما يميزها عن باقي بقاع الأرض”، مثمناً الدور الذي قامت به الهيئة الخيرية الهاشمية ومبادرة “مسار الخير” لدعم هذه الخدمة واهتمامها بمنطقة البحر الميت، ليكون المشروع من أساسيات السياحة الترفيهية في البحر الميت؛ إذ عمدت الجمعية إلى تقديم الدعم اللوجستي لإنجاح هذه الشراكة المميزة، وإطلاقها للعلن.
ويشار إلى أن مبادرة “مسار الخير” تعد من المبادرات الرائدة في العمل الخيري التطوعي في الأردن، ولها العديد من المشاريع التنموية التي تعنى بتوفير فرص العمل للسيدات والشباب في مختلف محافظات المملكة، والمناطق النائية تحديداً، من خلال إطلاق مشاريع خدمية استثمارية تدر دخلاً للعائلات وتخلق فرص عمل، وتسهم في تدوير عجلة التنمية في المكان المستهدف، عدا عن تقديم المساعدات العاجلة للمحتاجين في المناطق المختلفة.
وكان القرالة، قد تقلد وسام الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثالثة، خلال العالم الماضي، وذلك تقديراً لعمله الخيري الذي دمجه بالعمل الصحفي من خلال نقل المعاناة في المناطق الأردنية المعوزة من خلال الصورة وتأسيس مبادرة “مسار الخير”.