30 دينارا أسبوعيا تحول دون قدرة الطفلة زينة على النطق

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/28 الساعة 08:01
مدار الساعة - في كل يوم، تستيقظ والدة الطفلة زينة على أمل أن تسمع نغمات صوت ابنتها ذات العامين بعد أن تلاشت حروف الكلام من فمها.
هذه أمنية لأسرة عفيفة من سكان منطقة المنارة في عمان، ولدت طفلتهم صماء، يمكن تحقيقها إذا توفرت لزينة فرصة التدريب على النطق ضمن جلسات علاجية لا تزيد كلفة الجلسة الواحدة على 10 دنانير فقط.
وتعاني زينة من “ضعف سمعي عصبي شديد بكلتا الأذنين”، وبرغم أن حالتها تحسنت بعد استخدامها لمعينات سمعية وزراعة القوقعة للأذن اليمنى في مدينة الحسين الطبية، إلا أنها “بحاجة الى متابعة التأهيل السمعي واللفظي”، وفق ما أكد تقريرها الطبي.
حاولت الاسرة مرارا وتكرارا أن تسجل زينة ببرنامج للتدريب في مركز خاص، لكنها اصطدمت بكلف علاجية تفوق قدرتها المالية بكثير، فحالة هذه الطفلة بحاجة الى جلستين او ثلاث جلسات اسبوعيا تتراوح كلفتها ما بين 80 و100 دينار شهريا.
ولم تقتصر معاناة الأب الأربعيني على تأمين قوت أولاده اليومي، بل تفاقمت بعد أن أغلقت جميع ابواب العمل في وجهه بسبب إعاقة جسدية في يده اليسرى بلغت نسبتها 60 %، حسب ما جاء في تقرير اللجنة الطبية اللوائية في عمان المذيل بتوقيع الدكتور شوقي خوري.
يواصل هذا الأب، المرابطة أمام وزارة العمل عله يجد فرصة عمل شاغرة في إحدى الشركات أو المصانع لتأمين لقمة العيش لأطفاله، متناسيا اعاقته حتى تصلبت قدماه كما تصلبت يده اليسرى من حمل ربطة خبز وحليب طفلته زينة، لكنه يعود في نهاية كل يوم الى منزله دون نتيجة، بعد أن “رابط” طول اليوم أمام وزارة العمل.
رطوبة تملأ جدران منزل الأسرة بسبب البرد القارس، والعتمة تملأ أركانه منذ اسبوعين بعد ان فصلت شركة الكهرباء الخدمة عن المنزل لعجز الوالد عن دفع فواتير متراكمة منذ أشهر بلغت 400 دينار، يداعبه الأمل ان “ينتصر له اهل الخير أو نواب منطقته بعلاج ابنته وتبديد ظلمة منزله وتدفئته”.
تقوم الثلاثينية أم أحمد بتدفئة اطفالها من البرد بلفهم كـ”الشرنقة” بأغطية بالية، واحيانا تجبرهم على ممارسة تمارين رياضية كفرك ايديهم لتوليد الحرارة في اجسامهم رغم انهم لا يسمعون صداها؛ فلغة الاشارة هي الوسيط بينهم لحين تمكينهم على التحدث باللغة المنطوقة وترتيب جمل مفهومة.
ولم يفقد رب الأسرة الأمل في أن يجد يوما عملا يسانده بجانب راتبه الشهري المتواضع الذي يتقاضاه من وزارة التنمية الاجتماعية والبالغ 90 دينارا للإنفاق على اسرة عدد افرادها ستة أكبرهم ابنه أحمد (13 عاما) الذي يعاني ايضا من ضعف سمع حسي وعصبي شديد وضعف في الذاكرة ومهارات الاستيعاب والتمييز والتعبير، فيما تبرع له أحد المحسنين (مغترب) بتكاليف إجراء قوقعة.
التقرير الطبي الرسمي للطفل أحمد، والصادر عن رئيس قسم ذوي الاعاقة والصحة النفسية الدكتور محمد القدومي، يؤكد أن “احمد لديه ضعفا أيضا في مهارات القراءة والكتابة، واضطرابات نطقية ولغوية وبصرية. وأوصى بإلحاقه بمدارس متخصصة بحالته ولديها غرف مصادر وبرامج وانشطة تعليمية نطقية مساندة”.
وما بين قلة الحال وبين حق ابنه بعلاج، أوصى به الأطباء لتحسين حالته، سجل العربي ابنه احمد في مدرسة خاصة ضمن منطقته، حيث تراكم عليه 900 دينار للفصل الدراسي الحالي لا يملك منها شيئا. حنان الكسواني - الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/28 الساعة 08:01