القرعان يكتب: القضية الفلسطينية.. جزء اساسي من شجاعة الموقف الاردني

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/27 الساعة 19:28
بقلم: د. محمد كامل القرعان يتوقف الاستقرار الاستراتيجي، والسياسي والامني في المنطقة، على حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ، وفق قرارات المبادرة العربية العربية والشرعية الدولية. وأن الفراغ السياسي والاختلال الامني الذي تشهدة المنطقة برمتها، لن تملأه صفقة او خطة أو اجراءات احادية، قائمة على إغفال الحقوق المشروعة للشعوب، وأية محاولات تنطلق من هذه الاسس، حتما ستبوء بالفشل، وستواجه بالرفض ، واشعال مزيدا من الحرائق في المنطقة ، ونشوء تقلبات ساخنة وخلط بالاوراق ، لن تخدم أحد. أن زمام المبادرة العربية ، والداعية الى التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة ، هي ما اوجد اجماعا عربيا ودوليا وفلسطينيا ، تتطلب ضرورة الحفاظ عليها لحل الدولتين ، واقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية قابلة للحياة. ومن هنا كان الموقف الاردني بكل قواه الوطنية ثابت لا رجعة عنه ، وقد جاء هذا الموقف وتكرر على لسان جلالة الملك عبد الله الثاني ، وأكد جلالته ان اية مشاريع خارجة عن إرادة الشعب الفلسطيني ، بغية خلق واقع جديد على الارض ، هو مشروع قائم على الخرافات والاساطير، ولن يؤدي الى استقرار ، بل سيخلق فوضى سياسية وامنية بمنطقة هي بالاصل مضطربة ، وستساهم في زعزعة المجتمعات العربية. وجاء الموقف الاردن بهذا المجال واضح ومختصر ومعبر ، " اية حلول لا يرضى عنها الشعب الفلسطيني ولن يتوافق عليها ، لن يكتب لها النجاح ومصيرها الزوال " وان كانت "صفقة القرن" ، وهو امر يتطلب اصطفافا واجماعا وطنيا حفاظا على الثوابت الوطنية والحفاظ عليها ودعما للحقوق الفلسطينية. وان محاولات للنيل من مواقف الاردن ومن ثوابته ستبوء بالفشل حكما وحتما، في أطار المؤامرة الشيطانية التي تحاول التشكيك تجاه ما يسمى" الصفقة " وامام ما يتعرض له الاردن من استهداف في عزيمته ، وما هي الا محاولة خسيسية للنيل من سمعته وإرادة ابنائه ، ولإحباط معنوياته ، وكسر صموده. وفي هذه اللحظات الصعبة التي تمر بها المنطقة لا سيما القضية الفسطينية ، ليس هناك خيار أفضل من التنادي خلف مصالحنا العليا ، ودعم صمود الاردن ، رفضاً لخطة الإدارة الأمريكية ، ولافشال هذه الخطة الهادفة الى تغير الجغرافيا وهضم الحقوق المشروعة للاشقاء الفلسطينين ، ومقاومة الاحتلال الصهيوني هناك . ولكن لتبني هذه البدائل وترى النور، تحتاج إلى إرادة سياسية قوية ، مبنية على مصالحة حقيقية بين حركتي حماس وفتح أيضا ، وتستند إلى تحقيق المصالح وحمايتها ، أضافة الى دعمها عربيا ودوليا، لقطع الطريق على مشاريع تصفية فلسطين. وبيان الأردن جاء بالقول الفصل : " رفضه تقديم أية تنازلات عن الثوابت الاردنية التاريخية والدينية والشرعية ، والتاكيد على حل الدولتين ، والوصاية الهاشمية ، والعودة الى المبادرة العربية ، لأقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف ، ورفض التفريط بهذه الحقوق تحت اي ظرف او ضغط أو اغراء. كما ويشدد الاردن على رفض التعامل مع اية اطراف نيابة عن القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ، بوصفه الممثل الشرعي الوحيد ، ومن يفعل ذلك إنما هو خارج على الثوابت الاردنية ، وكل من تسوّل له نفسه الخروج على هذه الثوابت، عليه أن يعرف أن الأردن شعبا وملكا وحكومة ، سيتبرأ منه ، ومن فعلته . وان الاردن ماض في مقاومة هذه الصفقة المشئومة ، وافشالها ، بكل ما تحمله من مخاطر .
  • عربية
  • قائمة
  • عرب
  • لب
  • الاردن
  • الملك
  • حكما
  • الأردن
  • الدين
  • الهاشمية
  • ملكا
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/27 الساعة 19:28