فيروس الكورونا nCoV2019 القاتل
تحتل الصين المرتبة الأولى في العالم في عدد السكان حيث بلغ عدد سكانها في عام 2019، 1,433,783,691 نسمه. وتأتي بعدها مباشرة الهند حيث بلغ عدد سكانها في عام 2019، 1,366,417,755 نسمه. لقد إستخدمت الحكومة الصينية قانون إنجاب الطفل الواحد فقط لكل عائلة للحد من عدد السكان الهائل فيها، ولكن فيما بعد أصبحت تعاني من الزيادة في عدد كبار السن وقلة في عدد الشباب والأيدي العاملة مما جعلهم يسمحون بإنجاب الطفل الثاني لكل عائلة.
يتكون الشعب الصيني من قوميات وأعراق مختلفه وبنسب مئوية مختلفة ولكن النسبة الغالبة هي الووهان. أكتشفت الفيروسات صدفه في أثناء اجراء العالم أدولف ماير سنة 1883، بحوثا على تبرقش أوراق التبغ، فتوصل إلى وجود دقائق أصغر من البكتيريا تسبب المرض. وفي عام 1884، قام عالم الأحياء الدقيقة الفرنسي شارل شمبرلند باختراع مصفاة (تعرف اليوم بمصفاة شمبرلند أو مصفاة شمبرلند-باستور) ولها مسام أصغر من البكتيريا مكنته من تمرير محلول يحتوي على البكتيريا وتصفيته وإزالتها تماما منه. تم الحصول على الصور الأولى للفيروسات بعد اختراع المجهر الإلكتروني في عام 1931 من قبل المهندسين الألمانيين إرنست روسكا وماكس كنول. وفي عام 1935 قام عالم الفيروسات والكيمياء الحيوية الأمريكي وندل ستانلي بدراسة فيروس تبرقش التبغ ووجد أنه يتألف في معظمه من البروتين، بعد ذلك بوقت قصير، تم فصل هذا الفيروس إلى جزئين (بروتين ورنا). كان فيروس تبرقش التبغ أول فيروس تمت بلورته وبالتالي أصبحت بنيته واضحة بالتفصيل، وتم الحصول على أول صور بالأشعة السينية للفيروس المبلور من قبل برنال وفانكيشين عام 1941. كان النصف الثاني للقرن العشرين العصر الذهبي لاكتشاف الفيروسات حيث عثر على 2000 نوع وهي معظم الفيروسات المعترف بها لدى الحيوان والنبات والبكتيرية خلال هذه السنوات. وقد تكون الفيروسات موجودة منذ تطور الخلايا الحية الأولى فهي توجد حيث وجدت الحياة.
أما بالنسبة لعائلة فيروسات كورونا فهي في الحقيقة تضم سبعة أنواع من الفيروسات المختلفة التي يمكن أن تصيب الإنسان، أربعة منها وهي الأكثر شيوعاً تسبب عدوى الزكام أو نزلات البرد، إضافة إلى النوعين الخطيرين المسببين لعدوى خطيرة في الجهاز التنفسي والرئتين والمعروفين بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (Middle East Respiratory Syndrome) واختصارا (MERS) والسارس أو ما يُعرف بالمتلازمة التنفسية الحادّة الوخيمة بالإنجليزية (Severe Acute Respiratory Syndrome)، ويُعدّ فيروس كورونا ووهان النوع الجديد الذي تمت إضافته مؤخراً لقائمة فيروسات كورونا والتي يمكن أن تصيب الإنسان. إن هذا الفيروس " فيروس الكورونا القاتل" والذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية إسم nCoV2019 والذي انتشر بسرعة في الصين والعالم ينتمي إلى عائلة فيروس كورونا أو الفيروس التاجي الذي لم يتم مواجهته من قبل. وكما هو الحال مع الفيروسات التاجية الأخرى، فقد انتقل هذا الفيروس من الحيوانات إلى الإنسان. لذلك، كان العديد من المصابين به إما يعملون أو يتسوقون بشكل متكرر في سوق الجملة للأطعمة البحرية الذي يوجد بووهان في وسط المدينة الصينية، والصين هي أول دولة أصيبت بهذا الفيروس سابقاً وحالياً. يسبب هذا الفيروس الالتهاب الرئوي، كما تشير التقارير الى أن المصابين به يعانون من السعال والحمى وصعوبة في التنفس، أما في الحالات الشديدة، فيمكن أن يعاني المصاب من فشل في الأعضاء. ونظرا لأن الالتهاب الرئوي فيروسي، فإنه لا فائدة من استعمال المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفيروسات. وبالتالي، إن نسبة شفاء المصابين بهذا الفيروس منوط بمدى قوة مناعتهم. لذلك، إن أغلب من لقوا حتفهم من المصابين بهذا الفيروس كانوا يعانون من مشاكل صحية مسبقا. كما تم حديثا اكتشاف الفيروس في تايلاند وفيتنام وسنغافورة واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان ونيبال وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية أيضا. فالعالم الآن يعيش في رعب لأنه إنتشر في العالم وفي الصين في أكثر من ثلاثة عشرة مقاطعة وبسرعة فائقة. ولا يوجد حتى هذا اليوم مطعوم مضاد لهذا الفيروس القاتل ولا حتى علاج.
فنعتقد أن هذه الفيروسات مخلوقة من قبل الخالق وهو رب العالمين منذ بداية الحياة في هذا الكون. ولكن لم يكتشفها الإنسان إلا حديثاَ أو عندما شاء الله أن يعاني منها وأصبح عنده الإمكانيات لإكتشافها ومقاومتها، ليزداد إيمان العلماء بالخالق وعظمته. ولو شاء الله أن يقضي على أمة كاملة مثل الصين لسلط عليهم إحدى جنوده التي لا ترى بالعين المجردة مثل الفيروسات ليقضي عليهم بسرعة فائقة (... وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَر (المدثر: 31)) ولكن الله يمهل ولا يهمل ويعطي الناس فرصا كثيرة لعلهم يرجعون عن ظلمهم وقهرهم وتعذيبهم وقتلهم لغيرهم من بني البشر (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم: 41)).