العموش يكتب: أوراق متناثرة

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/27 الساعة 00:08

بقلم: د.سامي علي العموش

كثر الحديث عن إيجاد فرص عمل للأردنيين بعيداً عن التوظيف من خلال التشغيل لأن التوظيف مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمشاريع الرأسمالية والتي جاءت في الموازنة العامة في إطار ضيق ولم تحظَ بنصيب وافر من الدعم والاتجاه نحو التشغيل سواء من خلال بعض البرامج المطروحة من قبل الشركات أو ما يتاح للاستثمار من إيجاد فرص عمل إلا إننا على أرض الواقع نلمس إطفاء حرائق لا حلول أو كما يقال تأجيل بعض القضايا المتأججة إلى إشعار آخر لا نعرف مداه والأصل إيجاد فرص حقيقية نلمس آثارها على أرض الواقع لا إعلامياً ويمكن قياس مدى نجاعة هذه السياسات من خلال الواقع الفعلي لا كما يشاع في وسائل الإعلام لأن المواطن يريد خبزاً لا أن يرى الخبز الجميل بعيداً عن فمه فملخص الأمور إننا بحاجة إلى توافق فعلي لبيان مدى صدقية ما هو مطروح من مشاريع يلمسها المواطن على أرض الواقع لا أن تبقى أحلاماً يدلي بها المسؤولين في الصحف كلما احتاج الأمر.

المتابع للسيناريو الأمريكي الإيراني لا يسعه إلا أن يضحك ويبكي في آن واحد فهو يضحك من مدى سخرية هذه الأطراف للعالم المأزوم بالأزمة نفسها ويبكي للواقع المؤلم الذي وصلنا إليه واتجاهنا نحو الغرب لشراء مزيد من السلاح لتحسين الاقتصاد الأمريكي والإيمان المطلق بالوجود الإيراني وإن ما حدث هو متفق عليه ما بين الطرفين للتخلص من الهدف الذي بات يورق الطرفين سواء الإيراني أو الأمريكي الذي يهدف إلى تحقيق نجاحات داخلية تعزز من فرص الرئيس الأمريكي وتعطيه القدرة على شرعنة وبيان صفقة القرن بتفاصيلها التي باتت جلية واضحة إلى كل الأطراف المعنية بالأمر، بالإضافة إلى إعطاء مساحة واسعة للإدارة الأمريكية للمناورة وتحقيق نجاحات أو إنجازات لصالح الكيان الإسرائيلي ودليل ذلك دعوة الرئيس الأمريكي إلى رئيس وزراء إسرائيل للاتفاق على التعديلات النهائية لصفقة القرن وهذا اتفاق دولي تعززه الإرادة الروسية التي قامت بزيارة سريعة إلى فلسطين وسبقها ترتيبات معينة في سوريا ثم الهرولة التركية نحو ليبيا لاقتطاع جزء من الكيكة العالمية كل هذا يوضح المدى الذي وصلت إليه الأمور بالإضافة إلى ما يحدث في العراق وتنامي حدة الرفض للوجود الأمريكي والذي يطلب تعويضاً عن القواعد الموجودة لديه وقرار من الحكومة العراقية فعلياً مما يعني استحالة خروج الأمريكان بهذه الطريقة.

في مثل هذه الظروف تكثر الشائعات والتحليلات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار فيما يتعلق بالانتخابات النيابية واللامركزية وهل هناك حل للحكومة؟ ومن الشخص القادر على إدارة المرحلة الانتقالية التي يمكن من خلالها إجراء الانتخابات؟ وهل تجرى على نفس القانون أسئلة كثيرة يعيشها الشارع الأردني ويحاول جاهداً الوصول إلى معلومة سواءاً من الداخل أو الخارج منتظراً من خلالها أي أمل بالخروج من هذه الأزمة الاقتصادية والتي يرجحها كثيرون وأنا منهم بأن مردها سياسي وليس اقتصادي فالمشاكل تتفاقم وردود أفعالها إقليمياً ودولياً واضحة المعالم فالبحث فيها يتطلب شجاعة ونظرة ثاقبة بأن نضع النقاط على الحروف وأن لا نكون خجولين في تسمية الأشياء بأسمائها بعيداً كل البعد عن المواربة وإدخال المواضيع والحقائق بطريقة بعيدة كل البعر عن واقع الحال فالأشياء يجب أن تسمى بأسمائها من خلال مأسسة إعلامية تخاطب الناس بعقولهم بحيث يستطيع المواطن فهم ما يدور حوله بعيداً عن الشائعة والتحليل كون هناك أمور يجب أن نفهمها من الداخل لا أن نسمعها من الخارج حتى نبقي ثقة وتصديقاً لدى المواطن لما يقوله المسؤولين هذا ما يتطلع إليه أي شخص كائن من يكون لأن التاريخ لا يرحم ويسجل للأشخاص ما لديهم إنني أتطلع إلى مشاركة واسعة من قبل كل المواطنين في الانتخابات إذا توافرت نوايا حقيقية لإنجاح ذلك بحيث يدرك المواطن أهمية الدور الذي يناط به وأنه يقرر من يريد في البرلمان القادم.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/27 الساعة 00:08