“المــورمون” حيث الدين يختلط بالأحلام
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/24 الساعة 15:10
مدار الساعة - اجتاح هوس الاحتفال بالألفية – التي ولَّت – العالم، وما بين الخوف من الصفرين في أجهزة الكمبيوتر، إلى الأبعاد الدينية والتبشيرية بأفكار ومعتقدات متعددة عاش العالم يبحث عن حقيقة كل ذلك، حتى مرَّ الانتقال من ألف عام ميلادية مضت إلى أعوام مقبلة بسلام! إلا أن هناك من يزالون يعتقدون أن في الألفية بعدًا عقائديًّا يربط المعتقدات اليهودية بالمسيحية، ومن هؤلاء من يعرفون باسم “المورمون”، حيث الدين يختلط بالأحلام ويصبح دينًا حسب الطلب!
المورمون في اللغة الإنجليزية هم Mormons وأيضا هم: Church Jesus Christ of Latter-day Saints بمعنى كنيسة يسوع المسيح للقديسين العصريين.
وفي البداية لا بد أن نقرر أن “المورمون” ليست كنيسة منشقة عن أي من المذاهب المسيحية، بل إن مؤسسها لم تكن له أي علاقة بالمسيحية قبل تأسيسه للمورمونية، بل إن مؤسسها يعتبر نفسه رسولاً للقارة الأمريكية، ويُوحى إليه من السماء، وعلى ذلك فإنها تقترب من أن تكون ديانة أكثر منها مذهبًا مسيحيًّا. المؤسس
هو جوزيف سميث Joseph Smith ولد في بداية القرن التاسع عشر ونشأ لأب فلاح وأسرة فقيرة في منطقة بالميرا وهي تقع في شمال نيويورك، وقد كانت أمريكا في بداية القرن التاسع عشر تعج بالمذاهب والطوائف المسيحية من خلال قدوم مهاجرين من كل حدب وصوب للعالم الجديد.
وبدون مقدمات معروفة في عام 1823 أعلن جوزيف سميث أن وحيًا من السماء أتاه وأخبره أنه رسول للقارة الأمريكية لتأسيس الكنيسة الأصولية، وأن على يديه سوف يظهر الألواح الذهبية المختفية أو ما أسماه بالألواح المصرية القديمة، وفي عام 1827 ناوله الآتي من السماء واسمه مورني (كما يروي اتباعه) نص اللوح، وقام جوزيف بترجمة النص إلى اللغة الإنجليزية وصارت هذه الترجمة كتاب المورمون المقدس، وتعتبر تكملة للعهد القديم أو التوراة (وسنعرض لما فيه لاحقا)، وفي عام 1830 قام جوزيف سميث بتأسيس كنيسته التي سماها “كنيسة يسوع المسيح للقديسين الجدد أو العصرين”، وسمى مذهبه وديانته المورمونية. وقد استجاب العديد من المسيحيين لدعوة جوزيف وبدأ يرسي نظامًا خاصًا بكنيسته، وأشهر مخالفته لكافة المذاهب المسيحية بسماحه بتعدد الزوجات في ديانته، واستمر في نشاطه في المناطق المحيطة به، وقد اعتبرته المذاهب الأخرى مرتدًا، وقد نشب عدد من الاضطرابات بين أتباعه وباقي المذاهب المسيحية، وقد كان أشدها في عام 1844م والتي هاجم فيها الأهالي جوزيف فسجنوه وشقيقه ثم قتلوهما دون محاكمة، وقد تابعوا أعمال الشغب بعد ذلك فأحرقوا كنائس المورمون، وقتلوا العديد من أتباعه وأحرقوا منازلهم ومتعلَّقاتهم وأعمالهم، وأدى هذا إلى هجرة قسم كبير منهم إلى الغرب الأمريكي. كتاب المورمون المقدس
يعتبر المورمون أن كتابهم المقدس تكملة للتوراة وللألواح التي أُنزلت على موسى (عليه السلام) وفي هذا الكتاب: أن عام 600 قبل الميلاد هاجر مجموعة من أسباط إسرائيل من القدس تحت قيادة الرسول ليهي lehi إلى القارة الأمريكية، وهذه المجموعة انقسمت بعد وصولها إلى قسمين الأول: واسمهم لامتس Lamaites نسوا تعاليم ديانتهم وعقائدهم مع الزمن، وصاروا في النهاية ما يعرف باسم الهنود الحمر. والقسم الثاني: واسمهم نفتيس Naphaites وهؤلاء احتفظوا بعقائدهم وأقاموا مدنًا وحضارة كبيرة، لكن الفريق الأول قام بتدمير حضارة القسم الثاني وإبادتها حوالي عام 400 قبل الميلاد. لكن القسم الثاني استطاع أن يكتب ويسجل عقائده وحضارته على ألواح ذهبية وقام بإخفائها؛ وذلك بمعرفة رسول يُسمى مورمون، ثم قام ابنه وروني بدفن هذه الألواح حوالي 1400 عام حتى أسلمها لجوزيف سميث، وهذه القصة وإن كان بعض المورمون لا يوافقون عليها ويعتقدون أن جوزيف سميث هو كاتب الكتاب المقدس بنفسه وليس نقلاً عن ألواح، لكن الأمر في النهاية لا يعني إلا أن هذا الكتاب عندهم مقدس ومكمل للتوراة. المورمون بعد مقتل مؤسسهم
قرر القسم الأكبر من المورمون بعد الأحداث العنيفة التي مرت بهم 1844 م أولاً أن ينتخبوا رئيسًا لهم، فاختار أغلبهم برغهام الصغير رئيسًا، وهذا الاختيار أدى إلى عدة انشقاقات بين المورمون، وإن كان الأغلبية تابعت الرئيس الجديد، قرر برغهام أن يتجه إلى المناطق الغربية من أمريكا، وقام باختيار مجموعة 148 شخصًا كانوا بمثابة رواد استكشافيين لمنطقة جديدة لإقامة مجتمع خاص بهم، ورحلوا عام 1846 لمسافة بلغت 1100 ميل في جبال روكي حيث وقع اختيارهم للأرض الموعودة، كانت المنطقة الجديدة هي وادي بحيرة الملح Salt lake valey بمنطقة يوتاه Utah وكان ذلك في 24 يوليو 1847. بدأ أتباع برغهام في الهجرة التدريجية ثم أعلن عن شعاره “فلنجتمع معا” عام 1850 وكان ذلك بغرض بناء مدنهم ومجتمعهم، وبالفعل بدأت الهجرة الكبيرة في الفترة 1856م إلى 1860م، وقد هاجر البعض على قدميه، والبعض يجر بيديه عربة تحمل متاعه وأولاده، وبعد فترة ليست بالطويلة استطاع المورمون أن يؤسسوا العديد من المدن في المنطقة الجديدة حتى بلغ عدد المستوطنات عام 1887 حوالي 600 مستوطنة ممتدة على الشاطئ الغربي الأمريكي على مساحة تزيد على مليون ميل مربع. لم يستمر الهدوء الذي عاشته مجتمعات المورمون إذ أنه ما إن ذاع خبر عن اكتشاف الذهب في منطقة كاليفورنيا حتى انحدر عليهم عشاق الذهب وطلاب الثروة من كل حدب وصوب، مما أفقد مجتمعات المورمون كثيرًا من تماسكها وسكينتها، وقد سعت مجتمعات المورمون (كنوع من الحل) إلى ربط نفسها داخل الاتحاد الأمريكي بين الولايات، ولكن طلبهم رُفض عام 1890، وذلك لأن الكونجرس كان قد أقرَّ قانونًا مدنيًّا يمنع تعدد الزوجات وهو الأمر المعتمد في المورمونية، وقد اضطرّت لتعديل موقفها في هذه القضية حتى تنضم للاتحاد الأمريكي، وانضمت ولاية يوتاه بالفعل للولايات المتحدة الأمريكية عام 1896 وكانت الولاية رقم 45 في هذا الاتحاد.
وقد حولت المورومونية من شعارها القديم “فلنجتمع معا” وصارت لا تطلب من المتحولين إليها أن ينتقلوا للمجتمع في يوتاه، بل أن يعملوا على تأسيس كنيستهم في مكانهم والعمل بعد ذلك على تنظيم ربطها بالكنيسة الرئيسية في يوتاه؛ وهذا النظام الكنسي هو ما سنعرض له بإيجاز فيما يلي: نظام الكنيسة المورمونية
على قمة نظام الكنيسة المورمونية هناك رئيس الكنيسة يعاونه اثنان من الرسل (حيث يسمى مجموعة المساعدين للرئيس باسم الرسل أو الحواريين) والثلاثة هم القيادة التنفيذية للكنيسة، وهناك مجلس الكنيسة العالمي ويتكون من اثني عشر شخصًا، ثم يأتي بعد ذلك مجلس السبعين، وهو المجلس الموسع لشئون الكنيسة المورومونية، وفيه يتم تمثيل جميع كنائس أو مناطق المورمون في العالم. وعلى المستوى الإقليمي هناك رئيس الكنيسة في الإقليم ومعه رؤساء الكنائس، ويتبع كل كنيسة مجموعة من المورمون هم شعب الكنيسة وعددهم بين 4000 و 5000 شخص لكل كنيسة، وهؤلاء مقسمون لمجموعات صغيرة تحت نظام رئاسي لكل مجموعة، ويقوم الرؤساء بتنظيم أعمال كل مجموعة على المستوى الاجتماعي أو الثقافي أو غير ذلك من شئون المجتمع الموروموني. النظام السابق هو نظام الكنيسة في يوتاه، أما الكنائس المنشقة عن يوتاه فلها نظم مختلفة، ولكنها تصب في النهاية في شكل يدير أمور الكنيسة بشكل يضمن اتصال المجتمع المورموني ببعضه بشكل فعال ومستمر، ويضاف لما سبق مبدأ اقتصادي هو أن كل مورموني يدفع عشر دخله للكنيسة، وهذا يضمن تمويلاً جيدًا لأعمال الإرساليات المورمونية في العالم.
فلسفة الديانة المورمونية: قد سبق ذكر ما ورد في قصة الألواح الذهبية وهي الدعامة الأولى للديانة المورمونية، أما الدعامة الثانية فهي مبدأ يعرف باسم فترة الألف سنة السعيدة، ويطلق عليها في اللغة الإنجليزية Millennium. وهو مبدأ يرجع إلى التوراة وانتقل للمسيحية، وهو يعني أن المسيح سيأتي في آخر الزمان ويجمع المسيحيين (عند اليهود هو أن يجمع اليهود من شتاتهم) على كنيسة واحدة ويقتل الكفار، وينشر العدل ويعم الرخاء في هذا العهد الذي يستمر لفترة ألف سنة، وفيها يتم تقييد إبليس وفي نهايتها يفلت إبليس، وبعدها تقوم القيامة للناس جميعًا. وهذا المبدأ قد انقسم أتباعه بين قائلين بنزول شخص المسيح لنشر العدل وسيادة المسيحية في العالم، وبين قائلين بقدوم زمن تسود فيه المسيحية والعدل والرخاء في العالم وهو العصر المسيحي الذهبي، وفيه يتم القضاء على جميع المخالفين ويشارك المورمونية في هذا التصور الجماعة المسماة بـ “شهود يهوه”. في الوقت الحاضر
ــ يبلغ عدد المورمون في العالم حوالي 7 ملايين شخص.
ــ ينتشر وجودهم في الولايات المتحدة الأمريكية (60% في ولاية يوتاه) – كندا – المكسيك- وبعض الدول الأوروبية.
ــ توجد كنيسة منشقة باسم كنيسة النظام الجديد ليسوع المسيح للقديسين العصريين، ويتبعها حوالي 200 ألف شخص.
ــ لهم إرساليات تعمل على تحويل المسيحيين لمذهبهم في كثير من أنحاء العالم، وتعمل على تأسيس كنائس إقليمية كلما تم تحويل مجموعة في أي مكان في العالم، كما لها الآن محطات إذاعية وتليفزيونية وجرائد ومجلات تابعة لهم
وفي البداية لا بد أن نقرر أن “المورمون” ليست كنيسة منشقة عن أي من المذاهب المسيحية، بل إن مؤسسها لم تكن له أي علاقة بالمسيحية قبل تأسيسه للمورمونية، بل إن مؤسسها يعتبر نفسه رسولاً للقارة الأمريكية، ويُوحى إليه من السماء، وعلى ذلك فإنها تقترب من أن تكون ديانة أكثر منها مذهبًا مسيحيًّا. المؤسس
هو جوزيف سميث Joseph Smith ولد في بداية القرن التاسع عشر ونشأ لأب فلاح وأسرة فقيرة في منطقة بالميرا وهي تقع في شمال نيويورك، وقد كانت أمريكا في بداية القرن التاسع عشر تعج بالمذاهب والطوائف المسيحية من خلال قدوم مهاجرين من كل حدب وصوب للعالم الجديد.
وبدون مقدمات معروفة في عام 1823 أعلن جوزيف سميث أن وحيًا من السماء أتاه وأخبره أنه رسول للقارة الأمريكية لتأسيس الكنيسة الأصولية، وأن على يديه سوف يظهر الألواح الذهبية المختفية أو ما أسماه بالألواح المصرية القديمة، وفي عام 1827 ناوله الآتي من السماء واسمه مورني (كما يروي اتباعه) نص اللوح، وقام جوزيف بترجمة النص إلى اللغة الإنجليزية وصارت هذه الترجمة كتاب المورمون المقدس، وتعتبر تكملة للعهد القديم أو التوراة (وسنعرض لما فيه لاحقا)، وفي عام 1830 قام جوزيف سميث بتأسيس كنيسته التي سماها “كنيسة يسوع المسيح للقديسين الجدد أو العصرين”، وسمى مذهبه وديانته المورمونية. وقد استجاب العديد من المسيحيين لدعوة جوزيف وبدأ يرسي نظامًا خاصًا بكنيسته، وأشهر مخالفته لكافة المذاهب المسيحية بسماحه بتعدد الزوجات في ديانته، واستمر في نشاطه في المناطق المحيطة به، وقد اعتبرته المذاهب الأخرى مرتدًا، وقد نشب عدد من الاضطرابات بين أتباعه وباقي المذاهب المسيحية، وقد كان أشدها في عام 1844م والتي هاجم فيها الأهالي جوزيف فسجنوه وشقيقه ثم قتلوهما دون محاكمة، وقد تابعوا أعمال الشغب بعد ذلك فأحرقوا كنائس المورمون، وقتلوا العديد من أتباعه وأحرقوا منازلهم ومتعلَّقاتهم وأعمالهم، وأدى هذا إلى هجرة قسم كبير منهم إلى الغرب الأمريكي. كتاب المورمون المقدس
يعتبر المورمون أن كتابهم المقدس تكملة للتوراة وللألواح التي أُنزلت على موسى (عليه السلام) وفي هذا الكتاب: أن عام 600 قبل الميلاد هاجر مجموعة من أسباط إسرائيل من القدس تحت قيادة الرسول ليهي lehi إلى القارة الأمريكية، وهذه المجموعة انقسمت بعد وصولها إلى قسمين الأول: واسمهم لامتس Lamaites نسوا تعاليم ديانتهم وعقائدهم مع الزمن، وصاروا في النهاية ما يعرف باسم الهنود الحمر. والقسم الثاني: واسمهم نفتيس Naphaites وهؤلاء احتفظوا بعقائدهم وأقاموا مدنًا وحضارة كبيرة، لكن الفريق الأول قام بتدمير حضارة القسم الثاني وإبادتها حوالي عام 400 قبل الميلاد. لكن القسم الثاني استطاع أن يكتب ويسجل عقائده وحضارته على ألواح ذهبية وقام بإخفائها؛ وذلك بمعرفة رسول يُسمى مورمون، ثم قام ابنه وروني بدفن هذه الألواح حوالي 1400 عام حتى أسلمها لجوزيف سميث، وهذه القصة وإن كان بعض المورمون لا يوافقون عليها ويعتقدون أن جوزيف سميث هو كاتب الكتاب المقدس بنفسه وليس نقلاً عن ألواح، لكن الأمر في النهاية لا يعني إلا أن هذا الكتاب عندهم مقدس ومكمل للتوراة. المورمون بعد مقتل مؤسسهم
قرر القسم الأكبر من المورمون بعد الأحداث العنيفة التي مرت بهم 1844 م أولاً أن ينتخبوا رئيسًا لهم، فاختار أغلبهم برغهام الصغير رئيسًا، وهذا الاختيار أدى إلى عدة انشقاقات بين المورمون، وإن كان الأغلبية تابعت الرئيس الجديد، قرر برغهام أن يتجه إلى المناطق الغربية من أمريكا، وقام باختيار مجموعة 148 شخصًا كانوا بمثابة رواد استكشافيين لمنطقة جديدة لإقامة مجتمع خاص بهم، ورحلوا عام 1846 لمسافة بلغت 1100 ميل في جبال روكي حيث وقع اختيارهم للأرض الموعودة، كانت المنطقة الجديدة هي وادي بحيرة الملح Salt lake valey بمنطقة يوتاه Utah وكان ذلك في 24 يوليو 1847. بدأ أتباع برغهام في الهجرة التدريجية ثم أعلن عن شعاره “فلنجتمع معا” عام 1850 وكان ذلك بغرض بناء مدنهم ومجتمعهم، وبالفعل بدأت الهجرة الكبيرة في الفترة 1856م إلى 1860م، وقد هاجر البعض على قدميه، والبعض يجر بيديه عربة تحمل متاعه وأولاده، وبعد فترة ليست بالطويلة استطاع المورمون أن يؤسسوا العديد من المدن في المنطقة الجديدة حتى بلغ عدد المستوطنات عام 1887 حوالي 600 مستوطنة ممتدة على الشاطئ الغربي الأمريكي على مساحة تزيد على مليون ميل مربع. لم يستمر الهدوء الذي عاشته مجتمعات المورمون إذ أنه ما إن ذاع خبر عن اكتشاف الذهب في منطقة كاليفورنيا حتى انحدر عليهم عشاق الذهب وطلاب الثروة من كل حدب وصوب، مما أفقد مجتمعات المورمون كثيرًا من تماسكها وسكينتها، وقد سعت مجتمعات المورمون (كنوع من الحل) إلى ربط نفسها داخل الاتحاد الأمريكي بين الولايات، ولكن طلبهم رُفض عام 1890، وذلك لأن الكونجرس كان قد أقرَّ قانونًا مدنيًّا يمنع تعدد الزوجات وهو الأمر المعتمد في المورمونية، وقد اضطرّت لتعديل موقفها في هذه القضية حتى تنضم للاتحاد الأمريكي، وانضمت ولاية يوتاه بالفعل للولايات المتحدة الأمريكية عام 1896 وكانت الولاية رقم 45 في هذا الاتحاد.
وقد حولت المورومونية من شعارها القديم “فلنجتمع معا” وصارت لا تطلب من المتحولين إليها أن ينتقلوا للمجتمع في يوتاه، بل أن يعملوا على تأسيس كنيستهم في مكانهم والعمل بعد ذلك على تنظيم ربطها بالكنيسة الرئيسية في يوتاه؛ وهذا النظام الكنسي هو ما سنعرض له بإيجاز فيما يلي: نظام الكنيسة المورمونية
على قمة نظام الكنيسة المورمونية هناك رئيس الكنيسة يعاونه اثنان من الرسل (حيث يسمى مجموعة المساعدين للرئيس باسم الرسل أو الحواريين) والثلاثة هم القيادة التنفيذية للكنيسة، وهناك مجلس الكنيسة العالمي ويتكون من اثني عشر شخصًا، ثم يأتي بعد ذلك مجلس السبعين، وهو المجلس الموسع لشئون الكنيسة المورومونية، وفيه يتم تمثيل جميع كنائس أو مناطق المورمون في العالم. وعلى المستوى الإقليمي هناك رئيس الكنيسة في الإقليم ومعه رؤساء الكنائس، ويتبع كل كنيسة مجموعة من المورمون هم شعب الكنيسة وعددهم بين 4000 و 5000 شخص لكل كنيسة، وهؤلاء مقسمون لمجموعات صغيرة تحت نظام رئاسي لكل مجموعة، ويقوم الرؤساء بتنظيم أعمال كل مجموعة على المستوى الاجتماعي أو الثقافي أو غير ذلك من شئون المجتمع الموروموني. النظام السابق هو نظام الكنيسة في يوتاه، أما الكنائس المنشقة عن يوتاه فلها نظم مختلفة، ولكنها تصب في النهاية في شكل يدير أمور الكنيسة بشكل يضمن اتصال المجتمع المورموني ببعضه بشكل فعال ومستمر، ويضاف لما سبق مبدأ اقتصادي هو أن كل مورموني يدفع عشر دخله للكنيسة، وهذا يضمن تمويلاً جيدًا لأعمال الإرساليات المورمونية في العالم.
فلسفة الديانة المورمونية: قد سبق ذكر ما ورد في قصة الألواح الذهبية وهي الدعامة الأولى للديانة المورمونية، أما الدعامة الثانية فهي مبدأ يعرف باسم فترة الألف سنة السعيدة، ويطلق عليها في اللغة الإنجليزية Millennium. وهو مبدأ يرجع إلى التوراة وانتقل للمسيحية، وهو يعني أن المسيح سيأتي في آخر الزمان ويجمع المسيحيين (عند اليهود هو أن يجمع اليهود من شتاتهم) على كنيسة واحدة ويقتل الكفار، وينشر العدل ويعم الرخاء في هذا العهد الذي يستمر لفترة ألف سنة، وفيها يتم تقييد إبليس وفي نهايتها يفلت إبليس، وبعدها تقوم القيامة للناس جميعًا. وهذا المبدأ قد انقسم أتباعه بين قائلين بنزول شخص المسيح لنشر العدل وسيادة المسيحية في العالم، وبين قائلين بقدوم زمن تسود فيه المسيحية والعدل والرخاء في العالم وهو العصر المسيحي الذهبي، وفيه يتم القضاء على جميع المخالفين ويشارك المورمونية في هذا التصور الجماعة المسماة بـ “شهود يهوه”. في الوقت الحاضر
ــ يبلغ عدد المورمون في العالم حوالي 7 ملايين شخص.
ــ ينتشر وجودهم في الولايات المتحدة الأمريكية (60% في ولاية يوتاه) – كندا – المكسيك- وبعض الدول الأوروبية.
ــ توجد كنيسة منشقة باسم كنيسة النظام الجديد ليسوع المسيح للقديسين العصريين، ويتبعها حوالي 200 ألف شخص.
ــ لهم إرساليات تعمل على تحويل المسيحيين لمذهبهم في كثير من أنحاء العالم، وتعمل على تأسيس كنائس إقليمية كلما تم تحويل مجموعة في أي مكان في العالم، كما لها الآن محطات إذاعية وتليفزيونية وجرائد ومجلات تابعة لهم
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/24 الساعة 15:10