عمليات تصنيع ردود فعل الأردنيين تمت بنجاح... لا شيء مفاجئا ولا استثنائياً

مدار الساعة – لقمان إسكندر - وزير المالية الدكتور محمد العسعس لا يشعر بالحرج أمام فكاهة الأردنيين على طريقة تعداده السلع المخفضة ضريبتها، تحت قبة البرلمان، قبيل إقرار قانون الموازنة العامة لسنة 2020م. هذا جيد. لكن من قال إن السؤال اليوم عن المساحة المتاحة في صدر الوزير لطرائف الأردنيين؟ ما على الأمور أن تكون عليه هي في "سعة صدر" الأردنيين تجاه كوارث الحكومة. الحق انها ليست "سعة".. هي أمر آخر. الأردنيون لم ينكبّوا على الطرفة، لأنهم يشعرون بالملل، ويريدون الترويح عن أنفسهم. ما يفعلونه أنهم يصرخون ألما. صراخ على شكل ضحك. هذا ما يجري. أما ما يغيظ مرتين أن هذا يروق للمسؤولين. يروق لهم أن النهج الشعبي المتبع للاحتجاج على السياسات الرسمية صار بإلقاء النكت. هذا أسلم وينفّس عن المكبوت، ويفرز صبرا شعبيا أطول، على حرارة أي ملف كان. عمليات تصنيع ردود فعل الأردنيين تمت بنجاح. لا شيء مفاجئا. ولا استثنائيا. وخريطة الطريق الشعبية لأي قرار معروفة مسبقا. هي مجرد ردود فعل بعمر لا تتعدى عمر ذبابة في أحسن الأحوال. ذلك أن الناس مشغولة بتتبّع تفاصيل ما تقوم به الحكومات، فيما الأخيرة أجادت الدخول في التفاصيل حتى تفرغ أكبر الملفات الساخنة من حرارتها. المسألة لا تتعلّق بطبيعة الملف وسخونته. أي ملف مهما كانت درجة حرارته، سيذوب كقطعة ملح في ماء الحكومات المتدفق باستمرار، في انتهاج ذكي لعمليات "التدرج عن بعد". لا شيء أعمق من ذلك يشعر المرء بالإحباط.