مراقبون يتوقعون فشل الانتخابات الإسرائيلية الثالثة بتشكيل حكومة

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/18 الساعة 07:23
مدار الساعة - للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية، يتجه الناخبون إلى ثالث انتخابات للكنيست بأقل من عام، حيث ستجرى الانتخابات الثالثة في آذار (مارس) المقبل، وسط ترجيحات لمراقبين بأن يستمر التنافس بين حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو، وحزب أزرق أبيض بقيادة منافسه الرئيسي رئيس الأركان السابق بيني غانتس، وعدم تمكن الحزبين من الحصول على الأغلبية التي تمكن أيا منهما من تشكيل الحكومة المقبلة.
ولم يحصل حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو ولا حزب أزرق أبيض المنتمي للوسط بزعامة منافسه الرئيسي بيني غانتس، على ما يكفي من المقاعد في الكنيست لتحقيق أغلبية حاكمة خلال جولتي الانتخابات التي جرت في شهري نيسان (أبريل) وأيلول (سبتمبر) الماضيين، إذ أسندت لكليهما مهمة تشكيل ائتلاف حاكم، لكنهما أخفقا، مما قذف بالكرة مجددا لملعب الكنيست الذي صادق على حل نفسه نهائيا، والتوجه إلى الانتخابات الثالثة.
ويقول الخبير القانوني، رياض الصرايرة، “إن حزبي نتنياهو وغانتس لم يتوصلا لنتيجة في محادثات لتشكيل إدارة واحدة يتناوبان فيها على تولي منصب رئاسة الوزراء، إذ اختلف الحزبان في تلك المناقشات على من سيتولى المنصب أولا وفترات ولايته”.
وبين الصرايرة، “أن كلا من نتنياهو وغانتس ليس لديه القدرة على إحداث فارق في رأي الشارع الإسرائيلي وفقا لاستطلاعات الرأي، فالنتائج الانتخابية متقاربة والآراء والأفكار والبرامج تكاد تكون متطابقة في العلاقة مع الفلسطينيين، فلا دولة فلسطينية، والاستيطان مستمر، وتغيير الوضع على الأرض في الضفة مستمر، والأمن الإسرائيلي هو الأولوية لكلا الطرفين وفهمهما للأمن الإسرائيلي هو ذاته، أي كلاهما يتبنى ذات نظرية الأمن، والاختلاف هو في السياسات الداخلية الإسرائيلية فيما يتعلق بدور الدين في الدولة ودور الأحزاب الدينية في الحياة السياسية، وليبرالية المجتمع”.
ويرى الصرايرة، “أن زعيم حزب الليكود نتنياهو، وبعد فوزه بالانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب اليميني، ضمن الترشح في الانتخابات المقررة في آذار (مارس) المقبل، ويكافح من أجل بقائه السياسي بعد أن وجه له الادعاء قائمة اتهامات بالفساد، بالإضافة إلى فشله مرتين في تشكيل حكومة بعد جولتين غير حاسمتين من الانتخابات العامة التي جرت سابقا، وعلى الطرف الآخر، أخفق منافسه غانتس في تشكيل حكومة ائتلافية، الأمر الذي أدخل إسرائيل في مأزق سياسي وأدى إلى إجراء انتخابات ثالثة للمرة الأولى”.
ويرجح السفير السابق، أحمد مبيضين، “أن لا تسفر الانتخابات المقبلة عن نتيجة حاسمة، الأمر الذي يعيد نفس السيناريو في الانتخابات السابقة، إذ تظهر استطلاعات آراء الناخبين التقارب الشديد بين زعيم حزب الليكود، ومنافسه زعيم تحالف أزرق – أبيض، وعدم تمكن أي من الحزبين من ضمان أغلبية في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا، من تشكيل الحكومة بمفرده”.
ورجح مبيضين، “فوز الليكود ونتنياهو بأغلبية المقاعد وهو سيناريو متوقع في ظل انحياز المجتمع الإسرائيلي بالكامل نحو اليمين واليمين المتطرف، وهو المعسكر الذي يسيطر على الكنيست في العقد الأخير”.
أشار إلى “أنه حتى لو جرت انتخابات في آذار (مارس) المقبل، فإنها لن تغير من الخريطة الحزبية التي منعت في الأشهر الماضية من تشكيل حكومة جديدة، إذ تظهر استطلاعات الرأي أن أحزاب اليمين ستسيطر على 54 مقعدا، مقابل 58 مقعدا لأحزاب الوسط والأحزاب العربية”.
من جهته يقول الوزير الأسبق، سعيد المصري، “إن التنافس سيستمر بين حزب الليكود اليميني بزعامة وحزب أزرق – أبيض، وعدم تمكن الحزبين من الحصول على الأغلبية التي تمكن أيا منهما من تشكيل الحكومة المقبلة”.
ويضيف، “الفائز في الانتخابات المقبلة، لن يحدث اختراقا على المسار السلمي، في ظل عدم قبول معظم الأحزاب الإسرائيلية فكرة حل الدولتين الذي يطالب به الجانب العربي والمجتمع الدولي، وبالتالي فأي حكومة إسرائيلية قادمة ستستمر في ذات السياسة وهي رفض الالتزام بالقرارات الدولية الداعية للانسحاب من الأراضي المحتلة، والاستمرار في بناء المستوطنات”.
ويؤكد المصري، “أن حزب أزرق – أبيض، لا يقل تطرفاً عن نظيره الليكود في سياسته القمعية تجاه الفلسطينيين، إذ لا يملك زعيمه غانتس مشروع سلام، بل تعهد بمواصلة مشروع الاحتلال وضم المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، وهو أمر يسعى إليه أيضا منافسه نتنياهو وأعلنه مراراً”. زايد الدخيل - الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/18 الساعة 07:23