اين دور القطاع الخاص في التنمية؟

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/17 الساعة 21:11

مدار الساعة - كتب: الدكتور محمد البدور *

في كل دول العالم المتقدمه تجد ان المؤسسات الصناعيه والتجاريه والراسماليه قد وضعت جانب المسؤوليه الاجتماعيه والتنموية ضمن استراتيجياتها وخططها الاقتصاديه والتسويقية ايمانا من هذه المؤسسات بحقيقة دورها في احداث التغير نحو الافضل والتقدم والرفاه للمجتمع مما يحقق لها مزيدا من الرضاء الاجتماعي والاحترام بين القطاعات الاجتماعية والرسمية في بلدانها.

وعندما نتحدث عن الرضاء الاجتماعي وكسب الاحترام وتعاطف الراي العام انما يعود ذلك بالخير والنمو الاقتصادي لتلك المؤسسات وتنميتها مشاريعها.

على مؤسسات القطاع الخاص في الاردن واجبا وطنيا ومسؤولية اجتماعيه ان تساهم في تنمية المجتمع سواء في اطلاق مبادرات في هذا التوجه الانساني مع الوطن او من حيث تبني المبادرات التنموية التي تدعي للمشاركة فيها .
وما نجده في الحقيقة ان مؤسساتنا الخاصه لازالت قاصرة عن دورها الحقيقي في اداء واجباتها التنموية والنهوض بالمجتمع.

فلم نسمع عن مبادرات ملموسة من القطاع الخاص لدعم الريادة التعليميه او اشهارها سلاحا ثقافيا في وجه ظاهرة سلبيه في المجتمع كالحد من حوادث السير وانتشار المخدرات او دعم التطوير المهني والتاهيل الوظيفي للحد من البطالة او الاصلاح البيئي او حتى بناء او ترميم صرح ترفيهي لاطفال في منطقة ما ناهيك ان فرص العمل في معظم مؤسسات القطاع الخاص لازالت لاترتقي في ظروفها الى المستوى الذي يجعل منها مؤسسات آمنة للعمل والامن النفسي للعاملين مما جعل منها بيئة طارده وغير جاذبة لاردنين الذي اصبح لاملاذ لهم من العمل في القطاع الخاص وهنا لانقصد كافة المؤسسات.

عتبا على النقابات التجارية والصناعية والاقتصاديه وجمعيات الاعمال والبنوك والمؤسسات المالية والتعليمية الخاصة وغيرها باننا لم نرى منها مبادرات حقيقية تحدث اثرا جديرا بالتقدير في مجتمعاتنا المحلية تساهم في تنميتها وازدهارها بل اكتفت تلك الجهات بالبحث في ادوات وقنوات تنمية مصالح وحقوق ومرابح موسساتها بعيدا عن التفكير في توجيه دعوة لاعضائها للاخذ بزمام المبادره وجانب المسؤولية الاجتماعية.

نتمنى على مؤسسات القطاع الخاص ان لاتتجاهل حقيقة دورها وواجباتها الوطنية في احداث التنمية المجتمعيه وتطوير المجتمع.

وان لاتقف موقف المتفرج والحياد حيال اولويات الوطن وحاجاته التنمويه لان الازدهار الاجتماعي انما يخلق بيئة امنه لاستثماراتهم وازدهار اعمالهم.

نتمنى ان يكون للقطاع الخاص دورا حاضرا في تنمية مسيرة الشباب والاستجابة لتطلعاتهم في توفير فرص العمل الجاذبة لهم والتي تصمن لهم الاستقرار والامان الوظيفي والحوافز ومناخ العمل الذي يعزز من انتمائهم لمؤسساتهم لا ان يقبلوا بها مجبرين لضيق الامكانات وعدم وجود فرص عمل افضل لهم.

نتمنى على مؤسسات القطاع الخاص ان تمد بيد الشراكة للمؤسسات الرسمية والاجتماعية لتشارك في برامج خدمة المجتمع ، لا ان تترك تلك المسؤولية من واجب تلك المؤسسات وحدها.

عتبا مشروعا على مؤسسات القطاع الخاص لقصورها في ادائها لواجباتها المجتمعية ونحن لانجد فزعة منها تعزز من نجاح مبادرات تساهم في خدمة المجتمع.وتطوير قدرات ابنائه والافكار المتميزه التي تحتاج لرعايتهم ودعمهم.
لابد من حملة اعلامية تحفز القطاع الخاص ليشارك في بناء المجتمع والاخذ بمسؤولياته الاجتماعية.

* مؤسس المؤتمر الوطني للشباب. باحث متخصص في القضايا الوطنية.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/17 الساعة 21:11