التسويات في سوريا ومصالح الأردن
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/05 الساعة 02:19
لا يخفى على احد بأن الثورة السورية ضد الدكتاتور بشار واعوانه من الدول والأحزاب والشبيحة والذين اوغلوا في القتل والاغتصاب والتدمير قد تحولت الى محاربة داعش العدو المشترك للبشرية جمعاء، اما جرائم النظام السوري والموثقة بالصور والوثائق والشهادات الحية للمدنيين والجنود والمسؤلين الذين لم يستطيعوا تحمل مسلسل القتل والاستهتار بارواح الأطفال والنساء فليس لها أي قيمة وذلك لان الأولية هي محاربة داعش. لقد عانينا وما زلنا نعاني في الشرق الاوسط من سياسية الكيل بمكياليين، فالإرهاب هو الإرهاب، وليس هناك ما يسمى بالإرهاب الإسلامي، وعنف الفصائل المدافعة عن النظام السوري، فهذه الفصائل يجب أن توصف بالإرهاب لكونها تُمارس الإرهاب على الشعب السوري الأعزل، ويجب أن تتم محاربتها مثلها مثل داعش، ولكن إرهاب تلك الفصائل موجه نحو أهل الحق وبالتالي فهو إرهاب يتوافق والمبادئ والقيم والأخلاق الغربية.
لقد انقلبت الثورة السورية بعد الاتفاق الذي قام به الرئيس التركي اردوغان من اجل تحقيق مصالح بلاده، حيث إنه استطاع الوصول الى تفاهمات مع الروس والنظام السوري لقمع حزب العمال الكردستاني مقابل تقليم أظافر الفصائل السورية وجعلها تقوم بمهمة محاربة داعش وتقديم انسحابات مجانية لصالح النظام السوري، وتفريغ مناطق (تهجير) حتى يتم التوصل آلى تسويات تتناسب ومصالح الدول المؤثرة في النزاع السوري وعلى رأسها روسيا وإيران من جهه، وتركيا والسعودية وقطر من جهه أخرى، والضرب بعرض الحائط بأرواح الملايين الذين قتّلوا وشردوا وهجّروا وسجنوا وعذبوا.
لكن في تلك المعمعة من النفاق والتسويف والكذب والبيع والشراء، أين هي مصالح الأردن بعد حصول هذه التسويات؟ وهل سيقوم النظام السوري بعد حصول تلك واذنابه بعد حصول تلك التسويات بتصدير الإرهاب والمخربين الى الأردن لزعزعة الدولة والنظام انتقاماً لمواقف الأردن الشريفة لنصرة الشعب السوري؟ إن المرحلة القادمة تتطلب منا جميعاً دولة، وأجهزة أمنية، وجماعات وعشائر وأفراد اليقضة والتنبه الى كل ما قد يعكر صفوا الوطن، فلقد عانينا كأردنيين حصاراً دام لسنيين عندما وقف الملك الراحل الحسين بن طلال وقفة عز رافضاً المشاركة في تدمير العراق، فما كان من القوى الغربية والعربية سوى القيام بمعاقبة الأردن لشهامته والقيام بحصاره، ورغم ذلك ازداد تصميم الأردنيين وولائهم لقيادتهم.
إنّ تبدّل المبادئ والاهداف يعتبر طبيعياً عندما يتم شراء الضمائر والذمم، ولذلك فأنه ليس من المستغرب رؤية التغير في الخطاب العالمي (الولايات المتحدة و فرنسا) من رفض بقاء بشار الأسد تحت أي تسوية سابقاً، الى عدم الحاجة الى تقرير مصير الرئيس السوري وترك ذلك للشعب السوري ليقرر ما يراه مناسبا فيما بعد. فالأمور قيد التسوية النهائية والمعضلة الوحيدة هي في القضاء على الإرهاب المتمثل بداعش، وكأننا قد سمعنا بمصطلح داعش قبل قيام الثورة السورية ضد حكم الطاغية بشار الأسد.
إن لنا في سوريا مصالح أمنية وسياسية واقتصادية مهمة ، ويجب على صانعي القرار التنبه لذلك والعمل مع القوى الموجودة على الأرض للحفاظ على تلك المصالح، ومن اجل الحفاظ على ذلك التوازن فالتنسيق مع الأطراف المؤثرة مهم وحيوي للخروج بالنتائج التي تتوافق والمصالح العليا الأمنية والسياسية والاقتصادية للأردن.
* أردني مقيم في استراليا
لقد انقلبت الثورة السورية بعد الاتفاق الذي قام به الرئيس التركي اردوغان من اجل تحقيق مصالح بلاده، حيث إنه استطاع الوصول الى تفاهمات مع الروس والنظام السوري لقمع حزب العمال الكردستاني مقابل تقليم أظافر الفصائل السورية وجعلها تقوم بمهمة محاربة داعش وتقديم انسحابات مجانية لصالح النظام السوري، وتفريغ مناطق (تهجير) حتى يتم التوصل آلى تسويات تتناسب ومصالح الدول المؤثرة في النزاع السوري وعلى رأسها روسيا وإيران من جهه، وتركيا والسعودية وقطر من جهه أخرى، والضرب بعرض الحائط بأرواح الملايين الذين قتّلوا وشردوا وهجّروا وسجنوا وعذبوا.
لكن في تلك المعمعة من النفاق والتسويف والكذب والبيع والشراء، أين هي مصالح الأردن بعد حصول هذه التسويات؟ وهل سيقوم النظام السوري بعد حصول تلك واذنابه بعد حصول تلك التسويات بتصدير الإرهاب والمخربين الى الأردن لزعزعة الدولة والنظام انتقاماً لمواقف الأردن الشريفة لنصرة الشعب السوري؟ إن المرحلة القادمة تتطلب منا جميعاً دولة، وأجهزة أمنية، وجماعات وعشائر وأفراد اليقضة والتنبه الى كل ما قد يعكر صفوا الوطن، فلقد عانينا كأردنيين حصاراً دام لسنيين عندما وقف الملك الراحل الحسين بن طلال وقفة عز رافضاً المشاركة في تدمير العراق، فما كان من القوى الغربية والعربية سوى القيام بمعاقبة الأردن لشهامته والقيام بحصاره، ورغم ذلك ازداد تصميم الأردنيين وولائهم لقيادتهم.
إنّ تبدّل المبادئ والاهداف يعتبر طبيعياً عندما يتم شراء الضمائر والذمم، ولذلك فأنه ليس من المستغرب رؤية التغير في الخطاب العالمي (الولايات المتحدة و فرنسا) من رفض بقاء بشار الأسد تحت أي تسوية سابقاً، الى عدم الحاجة الى تقرير مصير الرئيس السوري وترك ذلك للشعب السوري ليقرر ما يراه مناسبا فيما بعد. فالأمور قيد التسوية النهائية والمعضلة الوحيدة هي في القضاء على الإرهاب المتمثل بداعش، وكأننا قد سمعنا بمصطلح داعش قبل قيام الثورة السورية ضد حكم الطاغية بشار الأسد.
إن لنا في سوريا مصالح أمنية وسياسية واقتصادية مهمة ، ويجب على صانعي القرار التنبه لذلك والعمل مع القوى الموجودة على الأرض للحفاظ على تلك المصالح، ومن اجل الحفاظ على ذلك التوازن فالتنسيق مع الأطراف المؤثرة مهم وحيوي للخروج بالنتائج التي تتوافق والمصالح العليا الأمنية والسياسية والاقتصادية للأردن.
* أردني مقيم في استراليا
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/05 الساعة 02:19