بعد قابوس... تعرّف على أطول الرؤساء حكماً
عقب وفاة سلطان عُمان قابوس بن سعيد آل تيمور بعد حكم دام خمسين عاما، يبرز السؤال:هل لديمومة الحكم الى الأبد المؤقت هو أفضل ما يمكن للدول في العالم الثالث وهل تدعم القيادة العليا المؤبدة الإستقرار السياسي والنمو الإقتصادي والتضامن الإجتماعي أم أنه أداة للتحجر والإنغلاق على طريق طويل وممل يؤثر على الإنفتاح العالمي للدول التي تتسابق بحجز مكانها على قائمة النجوم العالمية،ويبطء حركة التنمية سياسيا وإداريا واقتصاديا ويعقد العلاقات الخارجية مع الدول،وهذه أسئلة يطرحها بقاء زعماء عدة دول تجاوز بعضهم خمسين عاما في الحكم،فمن هم ؟!
إذا استثنينا رقم واحد وهي الملكة اليزابيث الثانية 93 عاما والتي حطمّت الرقم القياسي كملكة دستورية لبريطانيا وست عشرة دولة ضمن الكومنولث بعد أن تخطت ثمانية وستين عاما على العرش،لايزال اليوم سلطان بروناي "حسن بلقيه وعد الله" يتربع على عرش الحكم كأطول زعيم دولة شمولية تحت مظلة الكومنولث، فهو في الحكم منذ اثنين وخمسين عاما ونيف،تحت الإستعمار البريطاني ومستمرا عقب الإستقلال وهو يحكم بالمطلق سلطنة بروناي بعمر ناهز 73 عاما،وتحمل الذاكرة بناء العلاقات بين الأردن وبروناي منذ إعلان استقلالها عام1984 قبل أن تتضاءل وتنعدم.
الثالث بين الرؤساء "طويلين الأعمار" يأتي الرئيس "بول بيا" 86 عاما،عبر حكم لجمهورية الكاميرون دام 38 عاما عبر "انتخابات القفز الآلي"وهو الذي شارك بخديعة سلفه الرئيس الأول لللكاميرون "أحمد أهيجو" من مسلمي الشمال بالتعاون مع طبيب اهيجو الفرنسي الذي ضلله بمعلومات غير صحيحة عن حالته الصحية ليستقيل طواعيا بعد انجازات عظيمة للكاميرون، وفي مصفوفة الحكام الممتدون يبرز الرئيس الرابع "يوري موسيفيني" 75 عاما والذي يحكم أوغندا منذ 34 عاما بقبضة من حديد بعد سنوات طويلة في منصبه وزيرا للدفاع ثم رئيسا،وخاض معارك دموية آخرها في رواندا واتهم بانتمائه للمنظمة المسيحية الأمريكية المعروفة بالعائلة.
ويبدو أن أفريقيا تشبه عالمنا الأوسطي،فالحاكم الخامس هو الملك "مسواتي الثالث" 52 عاما الملقب بأسد سوازيلاند وملكها "المزوّاج" عبر عشرات الزوجات،وهو ابن الزوجة الصغرى لوالده "سوبوزا" الذي خلف وراءه سبعين زوجة و مئة وعشرة أولاد وأكثر من الف حفيد مسجلا 34 عاما في الحكم المطلق، فضلا عن حرية اخيتاره لزوجاته سنويا ضمن عرض نسائي لآلاف العذارى اللائي يرقصن أمامه ليختار زوجة جديدة.
في المرتبة السادسة يأتي الأمير"هانس آدم الثاني" 74عاما وأمير مملكة ليختنشتاين الأوروبية في جبال الألب،منذ 31 عاما والتي سجلت ثاني أعلى ناتج محلي للفرد وثاني أدنى معدل بطالة في العالم وأدنى دين خارجي،ونختم بالمرتبة السابعة للرئيس التشادي إدريس دبي" الحاكم منذ ثلاثين عاما لبلد يعد من أفقر دول افريقيا واكثرها تخلفا اقنصاديا.
إذا هناك حكّام يؤثر بقاؤهم في استقرار بلادهم وزدهارها،وهناك الكثير ممن يعطلون حركة التنفس لرئة الدولة بعجزهم وتمسكهم بقواعد الكرسي الزائل لا محالة.