أمطار الشتاء تفاقم معاناة أصحاب المنازل المدمرة بغزة

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/12 الساعة 09:00

مدار الساعة - على أنقاض منزل المواطن الفلسطيني حمود أبوعمرة، بدا أن عقارب الزمن عادت إلى الوراء عدة عقود، فمقومات الحياة تبدو شبه منعدمة، والوسائل البدائية باتت هي سبيل الأسرة للعيش وسط الأمطار والبرد القارس.


وجلس "أبوعمرة"، صاحب الـ50 عاماً، على أنقاض المنزل الذي دمرته إسرائيل قبل أقل من شهرين، وحوله أبناءه وأحفاده، ملتفين حول موقد النار، والذي أشعله ببقايا أثاث مدمر، ليبعث التدفئة في أجسادهم، في حين انهمكت زوجته بمساعدة بناتها وزوجات أبنائه في إعداد رقاق الخبز على النار أيضاً.

 

وقصفت الطائرات الإسرائيلية منزل "أبوعمرة" في بلدة القرارة شمال خان يونس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ضمن جولة التصعيد الإسرائيلي الـ3 على قطاع غزة التي بدأت بعد اغتيال قوات الاحتلال لبهاء أبوالعطا، القيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وكشفت الأمطار الغزيرة التي تساقطت على قطاع غزة خلال اليومين الماضيين ضمن المنخفض الجوي، جانباً من معاناة "أبوعمرة"، التي كان يحاول مداراتها وراء الخيمة والكوخ، الذي بات مأواه بعد تدمير منزله.

 

وأشار "أبوعمرة" إلى ركام المنزل وهو يتحدث لـ"العين الإخبارية": "كما ترون هذه بقايا منزلنا الذي كان يتكون من طابقين به 4 شقق سكنية، إلى جانب منزل ابنتي المجاور؛ مجرد حجارة متراكمة".

وقال: "اضطررنا لإقامة كوخ من الأخشاب والنايلون بجانب البيت، إلى جانب خيمة تسلمناها وباتت هي مأوانا، لقد رجعنا في لحظات عشرات السنين للوراء، وباتت حياتنا بدائية بهذا الشكل".

 

وبحسب "أبو عمرة"؛ فإن تساقط الأمطار وأجواء البرد القارس، التي رافقت المنخفض الجوي خلال الأيام الماضية، فاقمت معاناة أفراد أسرته المكونة من 17 فرداً، منهم أطفال ونساء.

وأضاف: "كنا نتحمل الأمور قبل شهرين، أما الآن فالبرد شديد جداً، والأطفال لا يتحملون ذلك"، مشيراً إلى أنه يلجأ إلى إشعال النيران على مدار الساعة لتوفير التدفئة لأفراد أسرته.

 

أما زوجته أم صابر، التي كانت منهمكة في إعداد رقاق الخبز، فقالت لـ"العين الإخبارية": "نناشد جميع المسؤولين أن ينظروا لنا بعين الرحمة، نريد إعمار بيتنا، نريد بيتاً حقيقياً، كنا مستورين واليوم مشتتين، المياه أغرقتنا وحالنا صعب جداً، فقد فقدنا كل شيء".

وأضافت: "نعيش فعليا في العراء، فمياه الأمطار غمرت مكان نومنا، وأغرقت فراشنا وأغطيتنا"، متسائلة: "لماذا وإلى متى تستمر معاناتنا؟".

 

بدورها، عبرت زوجة ابنها عن أملها أن ينظر الجميع لمأساتهم بعين الرحمة والشفقة، وقالت: "أنا وأطفالي الـ6 كنا نعيش بكرامة في شقتنا، في هذا البيت الكبير، ولكن الاحتلال دمر المنزل وتركنا في العراء، لا نستطيع استئجار بيت، عشنا هنا ولكن البرد الشديد جمدنا والأمطار أغرقتنا".

ووفق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فخلال موجة التصعيد التي استمرت بين يومي 12 و14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دمرت إسرائيل 8 منازل كلياً، و37 جزئياً، بالإضافة إلى استهداف 4 منشآت تجارية، إلى جانب قتل 35 فلسطينياً وإصابة العشرات.

 

وقدرت وزارة الأشغال العامة والإسكان الخسائر الكلية في فترة التصعيد بما يزيد على 3.1 ملايين دولار أمريكي.

وفضلاً عن مئات الوحدات السكنية التي بحاجة إلى إعادة إعمار أو ترميم جراء القصف الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة، فهناك عجز كبير في الوحدات السكنية بالقطاع.

 

وأكد ناجي سرحان، وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في قطاع غزّة، أن القطاع يعاني من عجز في الوحدات السكنية يقدر بـ120 ألف وحدة، إضافة إلى حاجته لـ14 ألف وحدة سكنية سنوياً لتلبية الزيادة السكنية الطبيعية.

وقال سرحان: "يوجد قرابة 25 ألف وحدة سكنية مأهولة تحتاج إلى إعادة بناء، وقرابة 60 ألف وحدة تحتاج إلى ترميم وإعادة تأهيل، لتلبي معايير الحد الأدنى الملائم للسكن".

 

 

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/12 الساعة 09:00