البروفيسور ملاعبة يكتب: الجمل في استراليا.. زائر على منصة الإعدام الجماعي

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/10 الساعة 15:27
بقلم: ا.د. احمد ملاعبة ( ملايين الاطنان من بروتين اللحوم ستصبح جيف بدل إيجاد خطة لرفد جياع العالم) -- قتل الجمل .. لكي يعيش الكنغر .. ولكن مات الاثنين -- اتهام الجمل بإخراج غازات الميثان رغم أن السبب الوقود الاحفوري من المخزون الأسترالي
رغم العدد الضخم من الكائنات التي نفقت في الحرائق الاسترالية والكوارث الطبيعية الحالية والتي قدرتها بعثة جامعة سيدني ب ٥٠٠ مليون حيوان على اقل تقدير ومن المتوقع ان يرتفع العدد الى المليار جلها من الكنغر والكوالا والثديات الاخرى ناهيك عن الزواحف والحشرات وامثالها التي لم تدخل الاحصائيات بعد، إلا أن الاستراليين اطلقوا حملة "كوارث بشرية" للتخلص من الجمال في جنوب استراليا وبعدد قدر ١٠ آلاف جمل رميا بالرصاص من خلال حوامات طائرات هليكوبتر والتي ستنفذ العملية خلال ٥ ايام مستمرة ستبقى الابل السائبة في مرمى الاعدام رميا بالرصاص من مسافة لا تتجاوز ٣٠ مترا. ذنب الجمال في استراليا انها تتكاثر بشكل كبير وتضاعف إعدادها بالتكاثر كل ١٠ سنوات وانه لا يوجد عدو حيوي لها وانها تتكاثر بحرية. القرار الأسترالي الجائر علل ايضا وحسب مؤسسات البيئة والمياه أن الجمال تستهلك مياه كثيرة مما يشكل خطرا بيئيا على بقية الكائنات وان فضلاتها من الغازات تشكل خطرا على الغلاف الجوي حيث ينتج كل جمل غاز الميثان و يعادل ا طن من ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب في التغيير المناخي والاحتباس الحراري وبالتالي حدوث الحرائق رغم أن الواقع يوضح أن استهلاك الفحم والوقود الاحفوري في استراليا هو السبب في إطلاق الغازات الدفيئة وأهمها الميثان. الجمل تم نقله إلى استراليا مع بداية عام ١٨٤٠م حيث نقل خلال ٦ عقود (لغاية عام ١٩٠٦) حوالي ٢٠ الف جمل. واستخدمت في استكشاف القارة وبناء الطرق والسكك الحديدية ونقل مواد البناء للمساعدة في الإنشاءات. عدد الجمال في استراليا اليوم حسب التقديرات حوالي مليون و٢٠٠ الف جمل تنتشر في البلاد وخصوصا في مقاطعة "أنانغو بيتجانتجارا يانكونيتجاتارا" (APY) في جنوب ووسط البلاد. وهذه الابل قلما تعرف أو رأت البشر في حياتها فيها الجمال الوحيدة في العالم المصنفة انها سائبة وغير مدجنة .. فيما يسميها الاستراليون انها متوحشة؟؟ ال "ديلي ميل"ذكرت أن الحكومة عمليات القتل، ستسمر لمدة ٥ ايام ، وأضافت أن السكان الأصليين في مناطق تواجد الجمال "أنانغوا"، هم من طلبوا ذلك حيث أكدوا أن الجمال تلوث بفضلاتها مصادر المياه الشحيحة وأنها تبحث عن المياه حتى في انانيب المكيفات. من جهة اخرى، أظهرت الدراسات التي جرت جهات محايدة على هذه الجمال أن تأثيرها على البيئة الأسترالية محدود جدّا، فهي ليست مضرّة أو مدمّرة كما باقي الأنواع الدخيلة، حيث تفضّل أن تقتات على أنواع من النباتات والأشجار لا تستسيغها الحيوانات البلديّة؛ وتشكّل الأعشاب ٢% فقط من نسبة غذائها؛ وبما أنها لا تمتلك حوافر فإنها لا تسبب انجرافا للتربة كما تفعل الحافريات الأخرى. إلا أن بعض المزارعين يعتبر الجمال من الآفات الزراعية، ويقول البعض الأخر أن ازدياد أعدادها المتواتر قد يشكّل خطرا على النباتات المحليّة. ويفترض بعض العلماء أن الجمل العربي يعتبر بديلا بيئيّا للديبروتودون (Diprotodon) الاسترالي المنقرض، كما يُعتبر الدنغو (Dingo) بديلا للثايلسين (Thylacine) المنقرض (المعروف باسم النمر او الشيطان التسماني) في أستراليا وجزيرة تسمانيا القريبة.

ومن الجدير ذكره أن أستراليا تمتاز بتنوع غني في الثدييات، مع وجود أكثر من 300 نوع وسلالة في غاباتها، و81% من هذه الحيوانات تعيش في أستراليا فقط ولكن هذا التنوع لا يقبل أن تبقى الابل بينها. وللمقارنة فإن البادية والصحراء الأردنيةالتي كانت تمتاز بوجود ٣٠ الف من الابل المدجنة لا يتوفر فيها الان أكثر من ٣ إلى ٤ الف من الأبل وكان العدد قبل انخفض إلى ٧٠٠ جمل عام ٢٠٠٦ بسبب الجفاف وعدم توفر الغذاء والماء وهي ابل مدجنة لأصحابها وليست آبل سائبة كما استراليا. واخيرا ثمة نقطة مهمة لابد من الاهتمام بها وهي أنه لماذا لا تقوم الحكومات وخصوصا الحكومة الأردنية بعمل مفاوضات أو عرض لنقل عدد من الجمال الأستراليه وتدجينها في البادية للانتفاع من لحومها والبانها (حليبها). مع الأخذ بعين الإعتبار أن الكثير حولنا يفكر بعمل عقود تجارية للاستفادة من الابل الاسترالية لبيعها بأسعار باهظة لدول العالم. فأين نحن من موأئد العيس(الجمال) وحكمة إمرىء القيس ولو كان بيننا عنترة لاسرج خيله لجلب الابل المجنزرة لأجل الفوز بحليلته عبلة المؤزة.
  • مال
  • المزار
  • عرب
  • الأردن
  • لب
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/10 الساعة 15:27