هل انتهت المواجهة الأمريكية الإيرانية؟

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/10 الساعة 09:32

كتب حازم عياد

ما إن أنهت ايران عملية القصف الصاروخي للقواعد الامريكية في العراق (عين اسد واربيل) حتى بدأت عملية التقييم للضربات الصاروخية التي اجمع اغلبها ان الضربة ضعيفة، وغير مؤثرة من ناحية عسكرية. كما انها لم توقع ضحايا في صفوف الجيش الامريكي، او المتعاقدين معه في القاعدتين؛ رد لا يوازي حجم الخسارة الكبيرة التي مثلها اغتيال قاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد الدولي.

تقييم العملية العسكرية الايرانية بأنها ضعيفة صحيح ودقيق، إلا أن رد الفعل الامريكي هو الآخر لا يختلف كثيرا من حيث الجوهر عن رد الفعل الايراني؛ اذ لا يتناسب الرد الامريكي مع طبيعة التهديد والتحدي الذي مارسته طهران لنفوذ واشنطن وهيبتها في المنطقة، فهل سترد الادارة الامريكية على العملية الايرانية أم أنها ستتجاهلها؟

الجواب لم يتأخر كثيرًا؛ فالرئيس الامريكي ترامب اعلن ان الامور على ما يرام، مذكرًا بالقدرات العسكرية للولايات المتحدة الامريكية.
في المقابل فإن وزارة الدفاع الامريكية اعلنت انها كانت على دراية بالهجوم الايراني قبل وقوعه، ويُفهم من ذلك انه لن يكون هناك رد فعل امريكي، او تصعيد عسكري يتبع الخطوة الايرانية.

رغم لغة التهدئة التي بدأت تسيطر على المشهد، الا ان لغة التهديد والوعيد ما زالت حاضرة؛ فإيران تهدد باستهداف قواعد امريكية في الخليج العربي في حال ردت امريكا على الهجوم الايراني الصاروخي، في حين ان وزير الدفاع الامريكي اعلن انه قوات بلاده ستواجه أي تهديد يستهدفها في المنطقة.

انتهت المواجهة بخسارة ايران احد اهم قادتها العسكريين والسياسيين، في حين خسرت الولايات المتحدة الامريكية شيئًا من هيبتها، وفاعليتها الدبلوماسية بعجرها عن اقناع حلفائها بالانخراط في المواجهة، لكنَّ الاخطر من ذلك ان امريكا قدمت صورة سلبية عن تماسك جبهتها الداخلية التي يستعد فيها الديموقراطيين لتقييد فاعلية ترمب في التعامل مع طهران؛ ففرص ترمب بالحصول على تفويض كامل من الكونغرس للتعامل مع التهديدات الايرانية محدودة جدا.

ختامًا.. نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة العربية وغرب آسيا بات محل تساؤل اكثر من أي وقت مضى؛ فالتصعيد والتوتر ترافق مع دعوات ورغبات واعلانات متكررة من الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترمب لسحب قواته من المنطقة؛ فالوجود والنفوذ الامريكي ما زال محل اختبار قوي في المنطقة، والمؤشرات الاولية تقول بأنه نفوذ متآكل ومتراجع لصالح قوى إقليمية يقف على رأسها تركيا وإيران، الى جانب قوى دولية يقف على رأسها في المنطقة روسيا.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/10 الساعة 09:32