البروفيسور ملاعبة يكتب: الكنغر الاسترالي تحت لهيب الحرائق (العيش تحت رهاب السماء الحمراء)

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/06 الساعة 19:16
بقلم: أ.د احمد ملاعبة تعاني استراليا منذ أكثر من ثلاثة شهور من حرائق هائلة لا تبقي ولا تذر قضت على نصف البلاد ودمرت حوالي ٣٠ ألف كيلومتر مربع اي ما يعادل مساحة دولة بلجيكا أو هولندا. الحرائق بدأت هذا العام مع بداية فصل الصيف الأسترالي والذي بدأ منذ أشهر حيث ارتفعت درجة الحرارة إلى أكثر من ٥٠ درجة مئوية مما أدى إلى حدوث جفاف واشتعال حرائق أشجار الغابات في واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية التي هاجمت استراليا و لقد ساهمت الرياح السريعة التي وصلت سرعتها إلى ٨٠ كيلومتر في الساعة إلى سرعة انتشار الحرائق في مقاطعات استراليا مثل نيو ويلز لاند وفكتوريا في الجزء الشرقي والجنوبي الشرقي من القارة الكبيرة. التغيرات المناخية والاحتباس الحراري و الذي أدى إلى ارتفاع درجات حرارة بشكل غير مسبوق والتي لازالت تمعن في تدمير النظام البيئي هناك حيث قضت على ٢٤ شخص ونفق حوالي ٥٠٠ مليون من الكائنات الحيوانية وخصوصا الكنغر والكوالا المميزين البيئة الاسترالية. استراليا بكافة كوادرها واستعدادتها لم تستطع السيطرة على الحرائق الضخمة مما أدى إلى إستدعاء ٣ آلاف من متقاعدي الجيش. رغم مشاركة العديد من الأهالي الذي احترقت منازلهم ومعابدهم ومزارعهم حيث احترق أكثر من ٢٠٠٠ منزل وجعلت المنازل والمواطنين على شفير النيران والذين هربوا إلى مياه المحيطات طلبا للنجاة. الغلاف الجوي أصبح احمرا مسودا والغازات السامة انتشرت في الفضاء الأسترالي مهددة بكارثة اختناق سكان القارة الاسترالية والتي تعد أصغر قارات العالم ومن أكبر الدول بمساحة تعادل ٧,٦ كيلومتر مربع. استراليا عليها الان الحد من استخدام الوقود الاحفوري وخصوصا الفحم لتوليد الكهرباء الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الغازات الدفيئة وخصوصا ثاني أكسيد الكربون والذي زاد منذ بداية الثورة الصناعية بحوالي ٤٦٠ جيجا طن وبتركيز يعادل ٤٢٨ جزء في المليون. الكارثة العالمية الاسترالية تؤكد ضعف النظام العالمي على التعاون لإخماد الحرائق العملاقة، الأمر الذي يستدعي إلى إنشاء جمعية او إتحاد عالمي لمكافحة الحرائق تحت مظلة الأمم المتحدة. ويبقى السؤال الكامن والذي سيبقى معلقا حتى يجد إجابة متى تستطيع استراليا الحد من موجة الحرائق المتكررة .. وهل ستبقى كثير من الدول مثل اليونان والبرازيل(غابات الامازون) وكاليفورنيا وغيرها تحت لظى النيران المدمرة مع عدم الأخذ بجدية التحذيرات العالمية العلمية التي تؤكد أن كوارث الحرائق سببها التغير المناخي والاحترار العالمي.



    مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/06 الساعة 19:16