السلطة الخامسة (التواصل الاجتماعي) تؤرق الدولة ومؤسساتها
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/06 الساعة 13:49
كتبت د. آمال جبور
مدار الساعة - يقول الفيلسوف الألماني هيجل، باعتباره امتهن الصحافة قبل قرن ونصف" قراءة الجريدة هي صلاة الصبح بالنسبة للإنسان المعاصر"
وعندما يتحدث هيجل عن الصلاة، فهي بالنسبة اليه عبادة، توصله للحقيقة، والتي هي جوهر العمل الصحفي. ولكن حقيقة الأمس ليست حقيقة اليوم كما يبدو، حيث أن عرش الحقيقة الآن صار يتأرجح بشكل يزداد خطورة يوما بعد يوم، نتيجة تدافع المعلومات دون فلترة او ضابط، عبر وسائل التواصل الحديث. فحسب الرؤية الهيجلية، فقد كان عمل الصحفي الممتهن" في فترة ما قبل الاجتياح المعلوماتي، قائمة على التعامل مع المعلومة كعبادة، في انتاجها واخضاعها للتحقق والبحث والتفكيك والتحليل، للوصول إلى حقيقة الحدث قدر الإمكان
مع وجود ضوابط قانونية ومجتمعية وأخلاقية ومهنية، تحكم اداءه، فكان المنتج ذا قيمة وأثر، فاعتلت بذلك مهنة الصحافة عرش الهيبة والتقدير، لتصبح السلطة الرابعة في الدولة.
ما لا يتوقعه هيجل، بدأ يحدث في عالم اليوم، بعد الاجتياح المعلوماتي لوسائل الإعلام المجتمعي، من تدفق واسع للمعلومات ذات الأشكال والاتجاهات المتعددة.
فكيف يتقرب إنسان الحاضر إلى حقيقة هيجل وهو محاصر بالاشاعات والمعلومات المفرغة من مضامينها، وتتناقل بسرعة الضوء لتكشف مكبوتات نفسية واجتماعية وسلوكات مشوهة ومعتقدات كاذبة؟ للأسف، أصبح من يمتطي مواقع التواصل الاجتماعي الآن ، "المواطن الصحفي" الذي يمضي ليله ونهاره باقتناص اي معلومة، يبدأ بملاحقتها والبناء عليها، واعادة إنتاجها بأشكال وأحجام واوزان لا علاقة لها بالحقيقة والمنطق.
فمحاولاته اللامتناهية والمتكررة "للصحفي المواطن" هي ديانة مشوهه باركانها وجوهرها، وبعيدة عن منطق الحقيقة الهيجلية.
وعلى الرغم من ذلك، نرى بأن هذا المواطن الصحفي، ياخذ مساحات واسعة من التعبئة الذهنية والعقلية للمخيال الجمعي، ويستحوذ على وسائل باتت بحوزته كسلاح مدجج، فأصبح صاحب "السلطة الخامسة " في قيادة المشهد العام. فالتحولات التكنولوجية التي تستهدفنا اليوم، و بقيادة الصحفي المواطن، أدخلت الصحافة التقليدية في أزمة هوية حقيقية.
هذه الصحافة التقليدية التي عرفت منذ عقود "بالسلطة الرابعة" هي آيلة للاستسلام أمام هجمات السلطة الخامسة والتي يتحكم بها أي فرد يمارس يومياته عبر جهازه النقال بلا وعي ولا عقلانية ولا ادراك لماهية حقيقة الشئ.
للأسف، المعلومة الحقيقية وذات المصداقية، أصبحت نادرة، وفي متناول الاغنياء فقط لأنها غالية الثمن، وما يتبقى من معلومات هشة منخفضة القيمة، فهي من نصيب الفقراء يتداولونها هنا وهناك، خفيفة، رخيصة، كفقر حالهم.
والحقيقة المعلنة لنا اليوم تقول، ان السلطة الرابعة تتهاوى امام
السلطة الخامسة التي تكتسح عالم اليوم، بكل انيابها، أصبحت تؤرق الدولة ومؤسساتها، كلاعب جديد في التحولات المقبلة لعالم جديد.
وعندما يتحدث هيجل عن الصلاة، فهي بالنسبة اليه عبادة، توصله للحقيقة، والتي هي جوهر العمل الصحفي. ولكن حقيقة الأمس ليست حقيقة اليوم كما يبدو، حيث أن عرش الحقيقة الآن صار يتأرجح بشكل يزداد خطورة يوما بعد يوم، نتيجة تدافع المعلومات دون فلترة او ضابط، عبر وسائل التواصل الحديث. فحسب الرؤية الهيجلية، فقد كان عمل الصحفي الممتهن" في فترة ما قبل الاجتياح المعلوماتي، قائمة على التعامل مع المعلومة كعبادة، في انتاجها واخضاعها للتحقق والبحث والتفكيك والتحليل، للوصول إلى حقيقة الحدث قدر الإمكان
مع وجود ضوابط قانونية ومجتمعية وأخلاقية ومهنية، تحكم اداءه، فكان المنتج ذا قيمة وأثر، فاعتلت بذلك مهنة الصحافة عرش الهيبة والتقدير، لتصبح السلطة الرابعة في الدولة.
ما لا يتوقعه هيجل، بدأ يحدث في عالم اليوم، بعد الاجتياح المعلوماتي لوسائل الإعلام المجتمعي، من تدفق واسع للمعلومات ذات الأشكال والاتجاهات المتعددة.
فكيف يتقرب إنسان الحاضر إلى حقيقة هيجل وهو محاصر بالاشاعات والمعلومات المفرغة من مضامينها، وتتناقل بسرعة الضوء لتكشف مكبوتات نفسية واجتماعية وسلوكات مشوهة ومعتقدات كاذبة؟ للأسف، أصبح من يمتطي مواقع التواصل الاجتماعي الآن ، "المواطن الصحفي" الذي يمضي ليله ونهاره باقتناص اي معلومة، يبدأ بملاحقتها والبناء عليها، واعادة إنتاجها بأشكال وأحجام واوزان لا علاقة لها بالحقيقة والمنطق.
فمحاولاته اللامتناهية والمتكررة "للصحفي المواطن" هي ديانة مشوهه باركانها وجوهرها، وبعيدة عن منطق الحقيقة الهيجلية.
وعلى الرغم من ذلك، نرى بأن هذا المواطن الصحفي، ياخذ مساحات واسعة من التعبئة الذهنية والعقلية للمخيال الجمعي، ويستحوذ على وسائل باتت بحوزته كسلاح مدجج، فأصبح صاحب "السلطة الخامسة " في قيادة المشهد العام. فالتحولات التكنولوجية التي تستهدفنا اليوم، و بقيادة الصحفي المواطن، أدخلت الصحافة التقليدية في أزمة هوية حقيقية.
هذه الصحافة التقليدية التي عرفت منذ عقود "بالسلطة الرابعة" هي آيلة للاستسلام أمام هجمات السلطة الخامسة والتي يتحكم بها أي فرد يمارس يومياته عبر جهازه النقال بلا وعي ولا عقلانية ولا ادراك لماهية حقيقة الشئ.
للأسف، المعلومة الحقيقية وذات المصداقية، أصبحت نادرة، وفي متناول الاغنياء فقط لأنها غالية الثمن، وما يتبقى من معلومات هشة منخفضة القيمة، فهي من نصيب الفقراء يتداولونها هنا وهناك، خفيفة، رخيصة، كفقر حالهم.
والحقيقة المعلنة لنا اليوم تقول، ان السلطة الرابعة تتهاوى امام
السلطة الخامسة التي تكتسح عالم اليوم، بكل انيابها، أصبحت تؤرق الدولة ومؤسساتها، كلاعب جديد في التحولات المقبلة لعالم جديد.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/06 الساعة 13:49