الغاية الأمريكية من اغتيال سليماني

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/06 الساعة 08:36

بقلم: خوله كامل الكردي
في فجر يوم الجمعة استهدفت مقاتلات أمريكية، سيارة تقل سليماني رئيس الحرس الثوري الإيراني وأبو مهدي المهندس رئيس الحشد الشعبي وعدد من المرافقين، مما أدى إلى مقتلهم جميعاً، وقد أثارت هذه العملية استنفار العالم بأسره، والترقب من ردة الأفعال والتي قد تحمل علامات نشوب حرب في تلك المنطقة، ومع التقليل من شأن تلك الاحتمالات من قبل بعض المحللين، صرحت الولايات المتحدة بأنها لا تريد الدخول في حرب مفتوحة مع ايران، قد يعرض مصالحها وقواعدها في منطقة الخليج العربي للخطر، بالانسجام مع نفس السياق، فايران لا تنوي التورط مع أمريكا في نزاع لا يعرف نتائجه عليها وعلى منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

في حين تعالت الأصوات في إيران للانتقام من مقتل سليماني ، وتوعدت باستهداف المصالح الأمريكية أينما وجدت، خرج الرئيس الأمريكي ترمب يهدد إيران إذا ما فكرت باستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة وسيكون الرد حاسما وسريعا، وعلى تغريدة له بالأمس، أوضح ترمب أن الجيش الأمريكي قد عين ٥٢ موقعا إيرانيا للاستهداف في حال تعرضت المصالح الأمريكية ومواطنيها للخطر.

فالسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: هل كان الوقت مناسباً لإتخاذ الرئيس الأمريكي ترمب قراراً بتصفية قاسم سليماني؟ لقد أثارت عملية الإغتيال العديد من الإنتقادات، وقد جاءت أول تلك الإنتقادات من قبل الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي، فقد طالبت رئيسة الكونغرس وزعيمة الديمقراطيين نانسي بيلوسي بايضاحات حول قرار ترمب بقتل سليماني، والسبب الحقيقي لاقدام الرئيس ترمب على تلك الخطوة؟ في حين شككت بيلوسي بنية ترمب من وراء تلك العملية، ومع ازدياد التوتر واللغط الحاصل في داخل أمريكا وفي العالم، اعرب ماكرون الرئيس الفرنسي عن أمله في تجنب أي نزاع قد ينشب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران والذي سيكون صداه كبيرا على العالم، كما أعربت روسيا والصين عن استنكارهما العملية الأمريكية، ودعت إلى اعتماد لغة الحوار بين الطرفين، بينما شدد الاتحاد الأوروبي على توخي الحذر، وعدم الانجرار وراء دعوات التهديد بالحرب، كما ودعت وزير الخارجية الإيراني ظريف إلى زيارتها في بروكسل للتباحث في شأن التخفيف من حدة الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية و إيران.

لقد اتخذ ترمب قرار اغتيال سليماني، بسبب تحريض سليماني على اقتحام السفارة الأمريكية الأسبوع الماضي في بغداد، والتخطيط لاستهداف القواعد الأمريكية في العراق، وقتل المتعهد الأمريكي، كما جاء على لسان الرئيس الأمريكي ترمب، وقد باشر وزير الخارجية الأمريكي بومبيو جهودا لحشد التأييد العالمي لعملية اغتيال سليماني والخطوات اللاحقة، فهل تصفية سليماني وهو قائد فيلق القدس ورئيس الحرس الثوري الإيراني، كان من وراءه اهداف انتخابية لإعادة انتخاب ترمب لدورة رئاسية جديدة؟ يعتقد بعض المحللين أن هذا تبرير محتمل، بخاصة خطوة اقدام ترمب على إغتيال سليماني وذلك بإطلاق صواريخ من طائرات أمريكية على موكبه بالقرب من مطار بغداد، لانتخابه رئيسا مرة أخرى للولايات المتحدة الأمريكية، ليكمل ما قد بداه مع ايران، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية.

ختاما: ستكشف الأيام المقبلة عن المشهد بصورة أوضح، وكيف ستكون ردات الفعل الأمريكية والإيرانية في قادم الأيام.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/06 الساعة 08:36