ماذا بعد الجنرال سليماني؟
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/05 الساعة 23:26
الكاتب: جهاد المنسي
اختلفت النظرة تجاه عملية الاغتيال التي نفذتها الإدارة الأمريكية بمحيط مطار بغداد الدولي فجر الجمعة بأمر وطلب مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي راح ضحيتها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني إضافة إلى القيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وعدد آخر من المواطنين بلغ عددهم بالإضافة لسليماني والمهندس قرابة عشرة أشخاص، ففي الوقت التي اعتبرتها روسيا والصين وتركيا ولبنان وسورية ودوّل اخرى انتهاكا فاضحا للشرعية الدولية وقرصنة أميركية وتماد في انتهاك سيادة الدول، اعتبرتها واشنطن والكيان الصهيوني وبعض الدول الغربية ضمن سياسة وحق واشنطن في الدفاع عن نفسها بعيدا عن جدلية اغتيال سليماني والمهندس وحالة الانقسام التي شهدها الشارع الأردني عقب عملية الاغتيال، بين فريق اعتبر ان الاغتيال الذي حصل أمر طبيعي طالما كان الهدف سليماني والمهندس أو أي طرف إيراني، وأولئك انفسهم فريقان؛ فريق نظر للموضوع من منطلق طائفي مستحضرين ما سمعوه من خلال قنوات إعلامية عن اعتداءات طائفية قام بها سليماني والمهندس، وفريق آخر يبرر ما يبرره الغرب اما الشق الآخر من الأردنيين فانهم رفضوا عملية الاغتيال وادانوها بعيدا عن الاسم الذي طاله الاغتيال، سيما وان سليماني قائد عسكري يتبع لدولة ولا يوجد بحقه مذكرات جلب أممية أو قرارات دولية كما حال ابن لادن أو الظواهري أو أبو بكر البغدادي الذين صدر بحقهم أكثر من قرار دولي وأممي، ولذا فان اولئك اعتبروا عملية الاغتيال اعتداء على حق الإنسان في العيش وانتهاكا لكرامة الدول وسيادتها، مستغربين صمت الجامعة العربية عن انتهاك واشنطن لسيادة العراق وأمنه بعيدا عن حالة الانشطار الأردني، فان الأمر الواضح أن المنطقة بعد اغتيال سليماني ورفاقه لن تكون كما قبلها، والأكيد أن خيوط اللعبة فيها ستتغير، والمعطيات ستكون مختلفة، وحتى حركة التكابش في المنطقة ستكون أشد قسوة ما سيؤسس لحالة شد وجذب قد تصل لحرب شاملة في المنطقة ان لم يتم الحفاظ على خيوط اللعبة، أو إطفاء حواضن التوتر، ووقت ذاك ستكون أي حرب في المنطقة محدودة وتكتيكية تعيد ترتيب اللاعبين فيها من جديد وقد تخلق اصطفافات جديدة وذوبانا لكيانات قائمة بوادر الشد والجذب التي تحدثنا عنها ظهرت فور عملية الاغتيال؛ فارتفع النفط والذهب وتوالت التصريحات التي تدعو لتغليب لغة العقل والحوار، بيد أن العبارات الانشائية التي استخدمت من قبل البعض للتخفيف مما حصل، لن يكون لها تأثير أو طريقا لاقناع طهران بالصمت، ولذا يعرف الجميع ان ما جرى كان صعبا على الجمهورية الإيرانية، والضربة موجعة، وان طهران لن تقف مكتوفة الأيدي ابدا وستعمل على الرد، وهي التي أعلنت ان 35 هدفا أميركيا تحت مراقبتها وتحت سيطرة صواريخها، بما فيها تل ابيب الأمر الذي يتوجب ملاحظته ان حالة الشد والجذب بين واشنطن وطهران ليست وليدة اليوم، فالمواجهة بينهما تصاعدت أكثر عندما سكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب البيت الأبيض، وانسحب من التفاهم النووي الذي كان موقعا بين إيران والدول الغربية، ومنذاك تصاعد التوتر حتى وصل للمرحلة التي وصلتها الجمعة الماضية لحد اغتيال قاسمي ورفاقه في بغداد ، وهو تصعيد لن يقف عند تلك المرحلة وسيعقبه خطوات اخرى، قد تدفع دولا للدخول في تحالفات إقليمية وهنا لا بد من ملاحظة ان المستفيد الأول من كل مد جرى الجمعة وما سيجري لاحقا هو الكيان الصهيوني الذي طالما اعتبر طهران وسليماني أعداء لا يجب غض النظر عن خطرهم، وحاول في أكثر من مناسبة اغتيال سليماني في أماكن مختلفة.(الغد)
اختلفت النظرة تجاه عملية الاغتيال التي نفذتها الإدارة الأمريكية بمحيط مطار بغداد الدولي فجر الجمعة بأمر وطلب مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي راح ضحيتها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني إضافة إلى القيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وعدد آخر من المواطنين بلغ عددهم بالإضافة لسليماني والمهندس قرابة عشرة أشخاص، ففي الوقت التي اعتبرتها روسيا والصين وتركيا ولبنان وسورية ودوّل اخرى انتهاكا فاضحا للشرعية الدولية وقرصنة أميركية وتماد في انتهاك سيادة الدول، اعتبرتها واشنطن والكيان الصهيوني وبعض الدول الغربية ضمن سياسة وحق واشنطن في الدفاع عن نفسها بعيدا عن جدلية اغتيال سليماني والمهندس وحالة الانقسام التي شهدها الشارع الأردني عقب عملية الاغتيال، بين فريق اعتبر ان الاغتيال الذي حصل أمر طبيعي طالما كان الهدف سليماني والمهندس أو أي طرف إيراني، وأولئك انفسهم فريقان؛ فريق نظر للموضوع من منطلق طائفي مستحضرين ما سمعوه من خلال قنوات إعلامية عن اعتداءات طائفية قام بها سليماني والمهندس، وفريق آخر يبرر ما يبرره الغرب اما الشق الآخر من الأردنيين فانهم رفضوا عملية الاغتيال وادانوها بعيدا عن الاسم الذي طاله الاغتيال، سيما وان سليماني قائد عسكري يتبع لدولة ولا يوجد بحقه مذكرات جلب أممية أو قرارات دولية كما حال ابن لادن أو الظواهري أو أبو بكر البغدادي الذين صدر بحقهم أكثر من قرار دولي وأممي، ولذا فان اولئك اعتبروا عملية الاغتيال اعتداء على حق الإنسان في العيش وانتهاكا لكرامة الدول وسيادتها، مستغربين صمت الجامعة العربية عن انتهاك واشنطن لسيادة العراق وأمنه بعيدا عن حالة الانشطار الأردني، فان الأمر الواضح أن المنطقة بعد اغتيال سليماني ورفاقه لن تكون كما قبلها، والأكيد أن خيوط اللعبة فيها ستتغير، والمعطيات ستكون مختلفة، وحتى حركة التكابش في المنطقة ستكون أشد قسوة ما سيؤسس لحالة شد وجذب قد تصل لحرب شاملة في المنطقة ان لم يتم الحفاظ على خيوط اللعبة، أو إطفاء حواضن التوتر، ووقت ذاك ستكون أي حرب في المنطقة محدودة وتكتيكية تعيد ترتيب اللاعبين فيها من جديد وقد تخلق اصطفافات جديدة وذوبانا لكيانات قائمة بوادر الشد والجذب التي تحدثنا عنها ظهرت فور عملية الاغتيال؛ فارتفع النفط والذهب وتوالت التصريحات التي تدعو لتغليب لغة العقل والحوار، بيد أن العبارات الانشائية التي استخدمت من قبل البعض للتخفيف مما حصل، لن يكون لها تأثير أو طريقا لاقناع طهران بالصمت، ولذا يعرف الجميع ان ما جرى كان صعبا على الجمهورية الإيرانية، والضربة موجعة، وان طهران لن تقف مكتوفة الأيدي ابدا وستعمل على الرد، وهي التي أعلنت ان 35 هدفا أميركيا تحت مراقبتها وتحت سيطرة صواريخها، بما فيها تل ابيب الأمر الذي يتوجب ملاحظته ان حالة الشد والجذب بين واشنطن وطهران ليست وليدة اليوم، فالمواجهة بينهما تصاعدت أكثر عندما سكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب البيت الأبيض، وانسحب من التفاهم النووي الذي كان موقعا بين إيران والدول الغربية، ومنذاك تصاعد التوتر حتى وصل للمرحلة التي وصلتها الجمعة الماضية لحد اغتيال قاسمي ورفاقه في بغداد ، وهو تصعيد لن يقف عند تلك المرحلة وسيعقبه خطوات اخرى، قد تدفع دولا للدخول في تحالفات إقليمية وهنا لا بد من ملاحظة ان المستفيد الأول من كل مد جرى الجمعة وما سيجري لاحقا هو الكيان الصهيوني الذي طالما اعتبر طهران وسليماني أعداء لا يجب غض النظر عن خطرهم، وحاول في أكثر من مناسبة اغتيال سليماني في أماكن مختلفة.(الغد)
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/05 الساعة 23:26