بعد مقتل سليماني .. هل باتت الحرب على الابواب؟
مدار الساعة - اغتيال أمريكا لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، أهم الشخصيات العسكرية الإيرانية، يشكل جرس إنذار لأحداث يمكن أن تندلع في أي لحظة.
وشارك خامنئي لأول مرة في اجتماع مجلس الأمن القومي لبحث الرد على اغتيال سليماني.
وقتل سليماني بضربة جوية أمريكية استهدفت سيارته في محيط مطار بغداد الدولي فجر اليوم الجمعة.
وتوعد القادة والمسؤولون الإيرانيون الولايات المتحدة بتدفيعها ثمنا باهظا لاغتيالها قائد فيلق القدس قاسم سليماني، فيما اعتبر بعضهم أن الرد الإيراني لا يتطلب "حربا إقليمية".
ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني اغتيال سليماني بأنه "عمل عدائي ومصيبة كبرى"، مؤكدا أنه "سيزيد من عزم إيران وصمودها في مواجهة الغطرسة الأمريكية للدفاع عن القيم الإسلامية"، وأن "الانتقام من الولايات المتحدة سيتم دون مواربة".
من جانبه، قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إن "إيران لن تتسامح في دماء أبنائها الأبطال بمن فيهم قاسم سليماني"، بينما أشار حسين نقوي حسيني، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني، إلى أن الانتقام على اغتيال سليماني "لا يحتاج إلى حرب إقليمية" وأن الولايات المتحدة "ستدفع ثمنا باهظا على ارتكابها هذه الجريمة".
وزير الدفاع أمير حاتمي:
اغتيال سليماني جريمة فظيعة ودليل قاطع على دعم أمريكا للإرهاب في العراق والمنطقة
سننتقم لدماء قاسم سليماني من جميع المسؤولين على جريمة الاغتيال ومنفذيها.
قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي:
اغتيال قاسم سليماني عمل إرهابي أمريكي لن يمر من دون رد
اغتيال قاسم سليماني دليل على طبيعة إرهاب الدولة في الولايات المتحدة الأمريكية
اغتيال سليماني جريمة إرهابية ستضاعف من قوة جبهة المقاومة أكثر من أي وقت مضى
مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي:
اغتيال قاسم سليماني جريمة إرهابية ستدفع أمريكا وأنصارها ثمنها
اغتيال قاسم سليماني سيبث روحا جديدة في محور المقاومة
رئيس القضاء الإيراني إبراهيم رئيسي: الانتقام من الولايات المتحدة الأمريكية سيكون بأقسى طريقة ممكنة.
ولد قاسم سليماني في مارس من العام 1957، في بلدة رابور في محافظة كرمان في إيران، لأسرة فلاحية فقيرة، وفي العام 1980، التحق بالحرس الثوري الإيراني ليشارك في الحرب العراقية - الإيرانية، وقاد فيلق "41 ثأر الله"، وهو في العشرينيات من عمره. وجرت لاحقا ترقيته حتى أصبح واحدا من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود.
تولى في تسعينات القرن الماضي قيادة الحرس الثوري في محافظة كرمان الحدودية مع أفغانستان، ومكنته تجربته القتالية والعسكرية من وقف تهريب المخدرات من أفغانستان إلى تركيا وأوروبا عبر إيران.
وتولى آخر منصب له في العام 1998، عندما عين قائدا لفيلق القدس في الحرس الثوري خلفا لأحمد وحيدي.
وخلال ثورة الطلاب في عهد الرئيس محمد خاتمي في العام 1999، وقع سليماني مع 23 قائدا في الحرس الثوري على عريضة إنذار لخاتمي، حذروه فيها من أن الحرس الثوري سيقمع الحراك الشعبي إذا لم تقم الحكومة بدورها في التصدي له.
فيما قالت تقارير إعلامية إن القادة في الحرس الثوري حذروا خاتمي من الانقلاب.
وفي 2011 قام مرشد الثورة، علي خامنئي، بترقية سليماني من لواء إلى فريق في الحرس الثوري، ويطلق خامنئي على سليماني لقب "الشهيد الحي".
وفي ضربة عسكرية كبيرة لإيران، أعلن التلفزيون الرسمي العراقي ومتحدث باسم "الحشد الشعبي"، مقتل سليماني في قصف جوي أمريكي بالقرب من مطار بغداد استهدفه ومجموعة من قيادات الحشد بينهم أبو مهدي المهندس، الرجل الثاني في الحشد، في ساعة مبكرة من يوم الجمعة 3 يناير الجاري.
وأكد مسؤول أمريكي فجر الجمعة لرويترز مقتل سليماني والمهندس، قائلا إن واشنطن بانتظار التأكد من الحمض النووي من الجثتين. في حين قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، الديمقراطي كريس ميرفي، إن "سليماني كان عدوا للولايات المتحدة". متسائلاً في الوقت نفسه، حول ما إذا كان "اغتيال سليماني ثاني أقوى شخص في إيران، سيؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية ضخمة محتملة؟".
يصف الأمريكيون سليماني بـ"الرجل الأخطر" في الشرق الأوسط، الذي أدار معارك في مواجهتهم على مدار أعوام طويلة، وكان له دور كبير في بناء ودعم حزب الله اللبناني، والفصائل الشيعية في العراق، وتنفيذ عشرات العمليات السرية خارج إيران.
وتقول مجلة "نيو ووركر" الأمريكية، إن سليماني عندما تولى قيادة فيلق القدس كان يعمل على إعادة تشكيل الشرق الأوسط لصالح إيران، فمن اغتيال الأعداء إلى تسليح الحلفاء، كان سليماني يعمل كوسيط أحيانا وكقوة عسكرية أحيانا أخرى، ولأكثر من عقد كان عمله توجيه الشبكات الشيعية المسلحة داخل العراق، وبناء قوة حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، وحتى دعم أبرز حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين كحماس والجهاد الإسلامي.
وصنفته واشنطن إرهابيا وفرضت الخزانة الأمريكية عليه عقوبات، ورغم إدارته للعمليات والعملاء حول العالم، إلا أن سليماني يكاد يكون غير مرئي للعالم الخارجي.