رسالة إلى دولة الرئيس

مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/03 الساعة 12:54
بقلم.. المحامي هيثم منير عريفج دولة الرئيس استبشر بعض الأردنيين خيراً بقدومك وتكليفك بتشكيل الوزارة ، حيث هللوا فرحين معتبرين بان صفحة قاسية من صفحات الوطن قد طويت ، وان عهد حكومة الدكتور النسور المليئة بالجباية وشد الأحزمة قد انتهى ، معتبرين أن الفشل الذي رافق أسلوب الجباية وازدياد المديونية قد ولى إلى غير رجعة . واعتقد الأردنيون أن الرئيس الجديد سيجلب لهم مشروعا حقيقياً لحل المشكلات و إعادة الأردن الطريق الصحيح ، معتبرين السنين العجاف التي رافقت الحكمة السابقة هي ضريبة يدفعها المواطنون بشرفا لدعم وطنهم حتى ينعموا بعدها على الأقل باستراحة المحارب . للأسف الشديد وما أن استلمتم مقاليد الولاية العامة حتى ازداد الأمور صعوبة من خلال الإمعان في فرض المزيد من الرسوم والضرائب التي لم تخطر على بال صاحب الدولة السابق ، ولم تعيروا انتباها إلى الضرر الذي أصاب الاقتصاد الأردني من جراء الزيادات المتتالية والتي أفقدت اقتصادنا توازنه و جعلته غير قادر على المنافسة بسبب ارتفاع الكلفة ، مما اضطر العديد من التجار والصناعيين إلى حزم الحقائب والمغادرة، وجعل المستثمرين يحجمون عن القدوم للأردن ، بل وغادر الكثير من القليل المتبقي منهم ، فضلا عما قامت به الحكومات من تعقيد الإجراءات الاستثمارية ووضع العقبات في مواجهة المستثمرين ، مما جعل السلعة الوحيدة التي نبيعها وهي الأمن والأمان ، سلعة غير قادرة على جذبهم إلى أسواقنا . استمر دولتكم بالجباية ورفع الرسوم والضرائب و الأسعار حتى أصبح الأمن والأمان أخر ما تبقى لنا في مهب خطر الجوع ، فالوطن يا دولة الرئيس ليس علب طون و سردين بحسب تعريفك لحاجة المواطن ، الوطن مشاريع و استثمار و تنميه و رفاه .الوطن ليس بتعقيد الإجراءات و تهجير العقول والإمكانيات والاستثمارات ، الوطن قطعة أرض و نحن نحدد ارتفاع البناء عليها و جماله و إمكانياته و متانته . الأرقام تؤشر إلى أن المشكلة تتصاعد و أن الثقة تضمحل ، وان العام القادم سيشهد المزيد من الرفع و سيكون أصعب ، فإلى أين نحن ذاهبون والى متى ؟ لابد لك من إيجاد الحلول لا العودة دائما إلى جيب الفقير المعوز من المواطنين ، فعمق الفكر يتجلى بالنظر إلى المستقبل يا دولة الرئيس لا بحل المشاكل الآنية على حساب المستقبل خصوصا بعد أن ثبات من التجارب القريبة أن الأسلوب المعتمد من الحكومات السابقة قد فشل ، بل وساهم في تعقد المشاكل وصولها إلى الحد الذي جعل طريق العودة معقد جدا الاعتماد في اختيار من يحتل مواقع ألمقدمه يا دولة الرئيس بناءا على الولاء المطلق فقط ، لا على القدرة والإمكانيات كان جزء كبير من المشكلة ، فأين هم أصحاب العقول الأردنية القادرين على القيادة وحل المشاكل الاقتصادية ؟ . وأين هي الدراسات الموثقة العلمية التي تجد الحلول لأصعب الظروف الاقتصادية؟ . وأين هم الأردنيون الذين ساهموا في بناء دول أوصلوها إلى أفضل الاقتصادات ؟ دولة الرئيس الحكم فن وإمكانيات و إدارة وان كان الشخص غير قادر على إيجاد الحلول فالرحيل هو الحل وترك المكان لمن يستطيع ، هذه هي البطولة والرجولة .
  • رئيس
  • الأردن
  • لب
  • معان
  • اقتصاد
  • مال
  • تقبل
  • الرحيل
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/03 الساعة 12:54