سيارة أردوغان .. هو أقرب لهم من رئيس بلدية يسكن أعلى الحارة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/28 الساعة 08:27
مدار الساعة – لقمان إسكندر - تستفز استدارةُ الناس نحو أردوغان منذ انطلق نخبا وسياسيين وإعلاميين. لا يكاد بعضهم يلتقط أنفاسه غيظا من عشقٍ غير مفهوم لإسطنبول تركيا، وما تصنع تركيا، وما تأكل تركيا؛ حتى الشاي التركي صار طقسا يتقربون به إلى الله تعالى. فما الخبر؟ ما يجري شاهدٌ على أنّ نُخبنا السياسية لا تعبّر عن جمهورها ولا تفهمها. وأن جمهورها يرى ذلك ويتنفّس. اليوم سيارة تركية محلية الصنع بالكامل ناصبها قومنا العداء، وهي جنين في مصنع أمها. ثم صاروا يصرخون: لم كلّ هذا الاهتمام بسيارة أردوغان؟ من يظن أن السرّ بالسيارة، أو بأردوغان مخطئ. إنه بذلك يبارز طواحين هواء في عباءة دون كيشوت. هذا ما صنعته يد سياسيين نفضوا الناس، وما في صدورهم، من بين أصابع أيديهم، فانزلق الجميع بحثا عن هويتهم. ألستم تقولون إننا فيما بعد العولمة. هذه إحدى تجلياتها. تعالوا نقرّ أن الناس ضحايا عجز خزّانكم عن صناعة الرجال والسياسات والأحلام. فَلِمَ تلومون ضحية يبحث عن قائد أو حلم. أما أن ترسموا للرأي العام لوحة على حائط، ثم تطلبون منه عبادته، فهذا صنم كفّ القوم عن عبادته منذ قرون. والغريب.. في صدمة البعض من ممارسة أفراد المجتمع تلك. إن الناس تفعل ذلك باستمرار. من المعاملات البنكية حتى رفوف الطعام في مطابخهم. إلا تسألون أنفسكم لِمَ لم يرفع الناس من شأن الفرنسي ايمانويل ماكرون. هذا عدو ثقافتهم، وهم يدركون ذلك ويرونه. أو لِمَ لم ينظروا إلى علي خامنئي بصفته خيار. هذا يديرون له قرص صدورهم غضبا صباح مساء. هو العدو خلف الباب. إن التصنيفات الرسمية عن "العدو" لا تعني الناس. هم لديهم تصنيفاتهم الخاصة. مئة عام من الطخ الثقافي والإعلامي والسياسي، وها أردوغان يعود حليفا للناس بكبسة رز، هو أقرب لهم من رئيس البلدية، يسكن أعلى الحارة. في الحقيقة حتى من يشعر منا بالصراع مع أردوغان، يتعامل معه بصفته "الانا" الاخر والبديل المنافس من الداخل. ولا ينظر إليه كما ينظر إلى العدو ماكرون او حتى ذاك خامنئي. لذا وجب التنويه.
  • مدار الساعة
  • رئيس
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/28 الساعة 08:27