الطلاق السياسي الصامت !!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/03 الساعة 01:10
يقول مثل فرنسي ان من لا يشعر بأي ألم في جسده هو الميت، لهذا فالالم صديق الانسان بعكس الامراض الخبيثة التي تتفاقم وتقضم العافية في صمت، اما الطلاق الصامت فهو الهدوء التام الذي لا يعكره شيء في منازل أدار الناس فيها ظهورهم لبعضهم، والأسرة العربية الحيوية هي التي لا تخلو من توترات وكذلك الحب الذي يبقى معزوفة رتيبة على وتر واحد.

وللسياسة ايضا طلاقها لهذا سميّ رؤساء اطاحت بهم الشعوب بالمخلوعين، والخلع هو من حق الزوجة في الانفصال اذا كان الاستمرار متعذرا، والمجتمعات التي تنعم بقدر من الديموقراطية تعيش توترات سياسية قابلة للانفراج، وتبقى حيوية في كل حراكاتها بحيث يكون الاستقرار فيها حقيقيا وليس استنقاعا وماء راكدا تطفو على سطحه الطحالب .

وهناك مجتمعات اشبه بالبيوت التي تعيش طلاقا صامتا بحيث تبدو هادئة ومستقرة وسعيدة بلا مشاكل، لكنها في الواقع تكظم الغيظ ويتنامى في عالمها السفلي الغضب والاحتقان، لهذا يكون انفجارها عنيفا وبلا بوصلة، كما حدث في بعض البلدان التي احرق فيها الاخضر قبل اليابس ولم تسلم الجامعات والمساجد والكنائس والمتاحف من شظايا انفجارها، والعلاقات الانسانية على اختلاف مستوياتها الاجتماعية والسياسية والعاطفية تحتاج الى اختبارات من خلال الاختلاف في الأمزجة ووجهات النظر، وهي حين تكون ميّتة تبدو كما لو انها هادئة ومستغرقة في الانسجام والتناغم .

الطلاق السياسي الصامت هو ما تفرزه مجتمعات تسود فيها فلسفة الاحتكار والاقصاء وادعاء المعصومية، وبدلا من ان تكون الخلافات متقطعة وموسمية بحيث يجري حلّها اولا بأول تتراكم واخيرا تفيض بانتظار القشة التي تقصم ظهر وطن وليس بعيرا كما يقال .
وفي عصرنا الذي انفجر فيه المؤجل من المكبوت على اختلاف مستوياته ومكوناته، فإن تدارك الفوضى يصبح متاحا لمن لديهم خبرة في الطلاق الصامت !!

الدستور
  • عربية
  • لب
  • عيرا
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/03 الساعة 01:10