ذكر بط..
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/03 الساعة 01:06
على الإطلاق لا أحب تلك المقابلات التي تجري معي على الهاتف ، باختصار لأنني لا أستطيع أن أتحكم بالظرف المحيط بي أثناء الاتصال من إزعاجات أو أصوات خارجية ،كما لا أستطيع أن أقيس ردة فعل المُحاور هل يريدني اكمال شرحي أم أتوقف؟..كما لا أعرف ماذا يفعل الرجل أثناء حديثي ، يشرب القهوة؟ يتناول إفطاره ،يتهكّم علي ؟ لا أعرف ..أحس بأنني مجرد آلة تسجيل تسرد كل ما لديها من آراء أو معلومات لتعبئة الهواء بكلام يشبه الهواء أيضا لكنه ملون ببعض الخبرة من وجهة نظرهم..
كما أن لدي مشكلة مركبّة مع كل ما سبق ، غالباً إذا ما أرادت إذاعة محلية أو محطة فضائية عربية أخذ مداخلة نهارية معي على الهاتف و قبل الظهور على الهواء بدقائق ، يحضر «ذكر بطّ» من باحة الدار ويقف تحت نافذتي ويصير ينادي بأعلى صوته..بحيث يطغى صوته على صوتي ، أحياناً أتحجّج أنني في حديقة الحيوان ،وأحياناً أحوّل الموضوع السياسي إلى أنفلونزا الطيور وحملة إعدامات جماعية في المدينة للبط والطيور الأخرى ..و في كثير من الأحيان أحاول إغلاق النافذة ، والجلوس في زاوية بعيدة من الغرفة وأغطي رأسي بحرام سميك..كي أستطيع أن أقدّم رأيي بصراحة ووضوح ودون اختلاط مع ذكر البط.
قبل أسبوع رتّبت معي احدى الإذاعات للحديث حول مستقبل العالم العربي مع إدارة ترامب..وقبل أن تدق ساعة الاتصال قمت بمطاردة أمنية لنفس المدعو ذكر البط المزعج الذي يحضر مع مداخلاتي ، وحاولت دحره إلى ما بعد خطوط 5 حزيران حتى استطيع أن اجري مكالمتي بسلام ..وبقيت أراقب المشهد خارج النافذة وأراقب الموبايل تحسباً لاتصالهم ،عندما ظهر رقم الإذاعة كنت مرتاحاً تماماً للحديث..قال معدّ البرنامج: دقائق وندخلك على الهواء...ما أن قال المذيع نرحب بالكاتب الصحفي...حتى عاد ذكر البط إلى مكانه تحت النافذة وبدأ يطلق صرخاته العالية..مما التبس على المقدّم صوتي وصوت الذكر فسألني: صوتك متغير أستاذ احمد سلامات...قلت له :ابداً بعض الزكام..ثم استأنفت الحديث : ( أما بالنسبة لشكل العلاقة بين ترامب والوطن العربي فــ» واق واق واق واق واق»..وظل ذكر البط يصيح بأعلى منسوب صوت وصلت اليه أحبال عنقه المقوس...المشكلة كنت أسمع المذيع في الأذن الثانية يقول :نعم.نعم..صحيح...ثم سمعته بعد دقيقة يسألني : أمريكا وإيران إلى أين في ظل الحرب الكلامية والإعلامية...قلت له: بالنسبة للعلاقة الإيرانية الأمريكية (واق واق واق واق اق ..قققق...واق ..واق..واق..قققق)...وبقي المذيع يقول نعم نعم تماماً ..نعم..نعم إلى ان انتهت مدّة المداخلة ...فودعني قائلا: سيداتي وسادتي نشكر الكاتب الصحفي أحمد حسن الزعبي على هذه المداخلة القيمة والتحليل العميق...ثم سمعت موسيقى فاصل الأخبارمباشرة وقبل ان أرمي الهاتف من يدي.. تناولت فردة حذاء وتناول المحلل السياسي شيخ البط الذي أجاب عني كل الأسئلة..وقلت له : (بما انك بتفهم هالقد بالسياسة ليش ما بشوفك عالبي بي سي يا منعون الحرسي)..
الرأي
كما أن لدي مشكلة مركبّة مع كل ما سبق ، غالباً إذا ما أرادت إذاعة محلية أو محطة فضائية عربية أخذ مداخلة نهارية معي على الهاتف و قبل الظهور على الهواء بدقائق ، يحضر «ذكر بطّ» من باحة الدار ويقف تحت نافذتي ويصير ينادي بأعلى صوته..بحيث يطغى صوته على صوتي ، أحياناً أتحجّج أنني في حديقة الحيوان ،وأحياناً أحوّل الموضوع السياسي إلى أنفلونزا الطيور وحملة إعدامات جماعية في المدينة للبط والطيور الأخرى ..و في كثير من الأحيان أحاول إغلاق النافذة ، والجلوس في زاوية بعيدة من الغرفة وأغطي رأسي بحرام سميك..كي أستطيع أن أقدّم رأيي بصراحة ووضوح ودون اختلاط مع ذكر البط.
قبل أسبوع رتّبت معي احدى الإذاعات للحديث حول مستقبل العالم العربي مع إدارة ترامب..وقبل أن تدق ساعة الاتصال قمت بمطاردة أمنية لنفس المدعو ذكر البط المزعج الذي يحضر مع مداخلاتي ، وحاولت دحره إلى ما بعد خطوط 5 حزيران حتى استطيع أن اجري مكالمتي بسلام ..وبقيت أراقب المشهد خارج النافذة وأراقب الموبايل تحسباً لاتصالهم ،عندما ظهر رقم الإذاعة كنت مرتاحاً تماماً للحديث..قال معدّ البرنامج: دقائق وندخلك على الهواء...ما أن قال المذيع نرحب بالكاتب الصحفي...حتى عاد ذكر البط إلى مكانه تحت النافذة وبدأ يطلق صرخاته العالية..مما التبس على المقدّم صوتي وصوت الذكر فسألني: صوتك متغير أستاذ احمد سلامات...قلت له :ابداً بعض الزكام..ثم استأنفت الحديث : ( أما بالنسبة لشكل العلاقة بين ترامب والوطن العربي فــ» واق واق واق واق واق»..وظل ذكر البط يصيح بأعلى منسوب صوت وصلت اليه أحبال عنقه المقوس...المشكلة كنت أسمع المذيع في الأذن الثانية يقول :نعم.نعم..صحيح...ثم سمعته بعد دقيقة يسألني : أمريكا وإيران إلى أين في ظل الحرب الكلامية والإعلامية...قلت له: بالنسبة للعلاقة الإيرانية الأمريكية (واق واق واق واق اق ..قققق...واق ..واق..واق..قققق)...وبقي المذيع يقول نعم نعم تماماً ..نعم..نعم إلى ان انتهت مدّة المداخلة ...فودعني قائلا: سيداتي وسادتي نشكر الكاتب الصحفي أحمد حسن الزعبي على هذه المداخلة القيمة والتحليل العميق...ثم سمعت موسيقى فاصل الأخبارمباشرة وقبل ان أرمي الهاتف من يدي.. تناولت فردة حذاء وتناول المحلل السياسي شيخ البط الذي أجاب عني كل الأسئلة..وقلت له : (بما انك بتفهم هالقد بالسياسة ليش ما بشوفك عالبي بي سي يا منعون الحرسي)..
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/03 الساعة 01:06