صعوبة الأوضاع استهلكت كل أدوات الاستفهام

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/26 الساعة 15:05
بقلم: إبراهيم هادي الشبول
...هل ؟ متى ؟ وكيف سَيَنتهِي الوضع ؟ هل هناك أجوبة ؟ وعند مَنْ إن وجدت ؟ حتى تُريح مثل هذه الاسّئلة القلقة والمؤلمة ؟! .. لقد ساء الوضع كثيرًا، وربما القادم أسوأ؛ تنتظرنا فيه أيام غرابيب شديدة السواد، وليالِ حالكة الظلام ؟ اسئلة كثيرة تتردد على الالسنة: ما الذي يحصل ؟ ولماذا ؟ يبدو أنه لا أحد يملك الجواب، أو إننا لا نعرف من يملكه ! هل يمكن لنا أن نستوعب ما حدث، ويحدث ؟ وأن نعرف أو حتى أن نتكهن بما سيحدث غدًا، ويا خوفّ قلبي من غدِ !
.. هل هناك خطة أو إن شئت سمها لُعبة هدفها الفوضى والتشكيك والزعزعة وقتل الثقة واغتيال الولاء، لجعل الناس قابلة للإذعان، غافلة عما هي عليه، لدفعها نحو الخنوع والقنوط واللامبالاة ؟! وبالتالي يُصبح الوضع مُهيًأ لما يُخطط له ! .. إن الذي يجري وفي موجة غير مسبوقة يبعث على الدهشة والريبة والصدمة والغرابة والخوف وفي كل ما في معاجم اللغة من كلمات تحمل مثل هذه المعان وأقسى منها واشد ضراوة!
.. الكل يتساءل عن الأسباب والدوافع والخلفيات والتوقيت والصمت، أسئلة منطقية ومشروعة وطبيعية: لماذا، كيف، متى، ...؟!، .. الشوارع، الدواوين، المنصات، الأثير، والأحلام كلها تعج بالأسئلة والتخمينات والتكهنات المصحوبة بالخوف والتحسر، أسئلة كثيرة أو ربما نفس السّؤال عن شيء لا يعلمه السائل، وربما المَسؤول ليس بِأَعلمَ مِن السَّائِل ! ويا خوفي أننا لا نملك الحق بالسؤال ! وقد يُلام من يسأل ويُعاقب !
.. هل ما سيكون أسوأ مما كان ؟ إنني أرتعب من تلقي إجابة على مثل هذا السؤال ! راجيًا أن تكون العبارة التشاؤمية: "ليس بالإمكان اسوأ مما كان"، صحيحة ! لقد ساء الوضع، وعم الفساد، وانتاب الناس القلق، وأنتشر الخوف، فهل هذا من علامات الانزلاق نحو الفوضى والخراب، أم أن هناك بصيص أمل أن تعود الأمور إلى وضعها الصحيح، وأنّ ينتهي الخوف !
.. كمتفائل في تشاؤمي (متشائل) أعتقد أنه يومًا ما سوف يتحسن الوضع، وكمتشائم في تفاؤلي (متفائم) أتسأل: ولكن هل ستنتهي آثاره مثل: الفساد، الفقر، القلق، الكآبة، الجهل، الخوف، الارتياب، الشك، تصدّع منظومات القيم الفكرية والدينية والأخلاقية، زيادة المشاكل النفسية والاجتماعية، ... وكل ما يُسبب المَعِيشَة الضَنكا!
..هل سَيَنتهِي القلق ؟ هل سيبقى الوطن ؟ هل سنبقى كما كنا ؟ربما نعم ! وربما لا ! لا أعرف، وربما لا أحد يعرف ! ولكن هلّ سَينتهِي الوضع قبل أن ننتهي ؟ أم إننا سننتهي قبل أن ينتهي ؟ لحظة ! إنني مثل الِلّي مضَيِّع بيدره ! يبدو أنه أصاب عقلي عيب تكويني لا سبيل لشفائه ! إنني؛ لا أدري ولستُ أخال ادري، هل أنا أدري أم لا أدري ؟!
.. ولكن ! ورغم إننا نسير في رحلة قلقة صورتها النهائية ضبابية ! إلا أنه ليس هناك خيار لنا، إلا التمسك بهذا الوطن والعيش فيه،وبذل الغالي والنفيس من أجل حمايته ورفعته، والله يحمي البلد.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/26 الساعة 15:05