امة علمية تنسى!!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/03 الساعة 00:04
د.م عبدالحفيظ حسين الهروط

لم أتتلمذ على يديه، ولكنه كان مرجعاً علمياً وروحيا لكل طالب هندسة ، حيث سعى لتخريج اجيال متميزة من أبناء وطنه ولانجازاته البحثية الرائدة صناعياً وهندسياً وتكنولوجياً، كما كان أبو رياضيات الهندسة التطبيقية المتقدمة وسبل تحليل الاهتزازات غير الخطية وطرائق القلقة وتطبيقاتها الهندسية. إنه البرفيسور العالم المتميز علي حسن نايفة أبن الأردن البار بعلمه للبشرية جمعاء ذو جذور التوأمة التاريخية بين الأردن وفلسطين المحتلة، والذي خرَج آلاف المهندسين ومئات العلماء والمبدعين وزرع فيهم بذور الخير الاكاديمية وحب البحث العلمي والابداع منذ مطلع الثمانينات وحتى وفاته يوم 27/3/2017 التي لم نعلم بها إلا من تلامذته وكتبه ومؤلفاته التي تدرس في أعتى الجامعات العالمية، وكان أساتذة هندسة الميكانيك وعلوم الفضاء وهندسة الطيران والرياضيات والفيزياء يكنون له رحمة الله عليه كل احترام وتقدير علمي ويعتبرونه مرجعاً علمياً مرموقاً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

علي نايفة أيها العالم الكبير، نحن سكان المعمورة لقد تناسيناك لركضنا وراء هذه الدنيا الفانية خاذلين أنفسنا بتجاهل وفاتك لانك من أهم علماء الأرض، ونحن أبناء جلدتك سردنا خبر وفاتك على استحياء خاذلين ووطننا وأمتنا ومستقبلنا لاننا لا نستحقك.

فإن نسوك سكان الأرض والأخص أبناء أُمتك، فساكن السموات والأرض لن ينساك؛ ودليل ذلك: كما جاء في الحديث الشريف ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له)). سيكون علمك الغزير بإذن الله تعالى صدقة جارية، وقد علَمت الناس على الخير و فعل المعروف وانتفعوا بعلمك بعد الممات فإن لك أجرهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء لأن الدال على الخير كفاعل الخير وهذا دليل على بركة العلم وفائدته في الدنيا والآخرة. وأما الثالث وهو الولد الصالح الذي يدعو له بعد موته فلأن الولد من كسب الإنسان وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث (أو ولد صالح يدعو له): فهي تركتك التي خلفتَ عدداً من الأبناء والبنات من خيرة الباحثين والعلماء في تخصصاتهم كنماذج مضيئة في ليل العرب الدامس.

أما نحن أخوانك المسلمون ندعو لك بالدعاء النافع لقول الله تعالى (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) فوصف الله هؤلاء الأخيار بأنهم يدعون لأنفسهم ولإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان شاملاً إخوانهم الأحياء والأموات وقال النبي عليه الصلاة والسلام(( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاَ إلا شفعهم الله فيه)). فعدالة الله المطلقة ستكون بمشيئته تعالى تنصفك؛ فهي الاحسن لك يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
  • لب
  • نايفة
  • الأردن
  • رحمة
  • تقبل
  • عرب
  • المسلمون
  • مال
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/03 الساعة 00:04