القرعان: احتجاز جثتين في مستشفى خاص عمل لا إنساني
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/25 الساعة 20:49
مدار الساعة - كتب: الدكتور محمد كامل القرعان
ما قام به أحد المستشفيات الخاصة في اربد من احتجاز جثتين لطفلين متوفيين بسبب التعثر فى إجراءات دفع تكاليف العلاج ، ، أمر غير أخلاقي ولا إنساني.
وتعتبر هذه الحالة التي ارجو أن تكون فردية، إهانة وانتهاك لحرمة الإنسان وحرمة الموت التى أمر إلاسلام بالإسراع فى دفن الميت استنادا الى السنة المتبعة في تسريع الدفن. قانونا من المفترض أن يتم تسليم الجثمان وبعد ذلك يمكن أن يتم رفع دعوى قضائية ضد ذوي الميت لدفع المبالغ المطلوبة وهذه الممارسات التى تتبعها بعض المستشفيات غير حميدة وتسيئ لكل مفاهيم العمل الإنساني في مهنة الطب، ولابد أن تضع الحكومة قوانين وشروطا تنظم عمل تلك المستشفيات فى التعامل مع مثل هذه الحالات، والمعيب فى الامر ان هذه الانتهاكات تحدث في دولة مسلمة كالاردن. ما لم يكن هناك سبب قوي أو أمني لحجز الجثمان لمعرفة مثلا أسباب الوفاة أو سبب شرعي او قانوني آخر يقتضي تجنيب التسليم.
لقد أصبحت مهنة الطب لدى البعض مدعاه للاستثمار والمتاجرة فى صحة البشر، وهذه التصرفات تسيء الى مهنة الطب (مهنة الرحمة) بعدما تحولت الى شركات تستثمر في معاناة المرضى وفي ميسوري الحال، وليس هناك مانع فى الاستثمار فى إنشاء مستشفيات وعبادات ومراكز خاصة لكن
في المقام الأول لا بد من مراعاة الجانب الإنساني للمريض الذي لا يملك درهما ولا دينار و لا يستطيع سداد الفواتير والتكلفة العالية للعلاج.
لقد طالعت ايعاز رئيس الوزراء د عمر الرزاز لوزير الصحة د سعد جابر بضرورة تسليم جثتي الطفلين المحتجزتين أثر تعثر بسداد تكلفة العلاج في إحدى المستشفيات في اربد لذويهم فورا. والمباشرة فى الإسراع بمعالجة المشكلة.
المأساة هي الاستثمار في معاناة الناس وحاجاتهم وصحتهم وعدم احترام قيمة الإنسان حتي بعد موته، والأخذ في الاعتبار بان ذلك واجب أخلاقي وانساني ولا يقبل المساومة.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/25 الساعة 20:49