حول اليوم الدولي لمكافحة الفساد
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/25 الساعة 12:48
انطلقت في مدينة الحسين للشباب وتحت رعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز فعاليات الأحتفال باليوم الدولي لمكافحة الفساد تحت شعار " لاللفساد فلننهض بالبلاد "!
فالفساد سواء أكان ماليا أو اداريا ظاهرة اجتماعية عالمية متفشية في معظم دول العالم ولكن بدرجات متفاوتة وهو سلوك مبغوض مكروه تنصب عليه اللعنات ليل نهار من الجميع فاسدين وضحايا فساد ولكنه في نفس الوقت مرغوب ومطلوب ويسعى اليه ويمارسه الكثيرون لأسباب كثيرة في مقدمتها وطليعتها غياب مبادئ العدالة الاجتماعية والنزاهة والشفافية في اشغال المواقع القيادية منها والعادية وإحساس الكثيرين أن مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين معدوم اذ تسند الامور في تلك المواقع الهامة الى غير أهلها من خلال شيوع أساليب الواسطة والمحسوبية والرشاوى واستغلال النفوذ من قبل مراكز القوى المهينة على صنع القرارت السياسية والاقتصادية بحيث أصبحت مواقع معينة حكرا على عائلات أو شريحة اجتماعية معينة يتم فيما بينها تداول المواقع الهامة في المجتمع مما سبب ويسبب حالة من الشعور بالغبن والمظلومية لدى شرائح واسعة من المجتمع تعتقد وهي غالبا محقة بأن أبناءها لو طبق مبدأ تكافؤ الفرص بنزاهة لكانوا أولى بهذه المواقع من غيرهم ممن حلّوا فيها بدون وجه حق ومن هنا يسود الاحتقان لدى الناس بسبب هذه الممارسات الظالمة ويتراكم مع الزمن ثم ينفجر على حين غرة كالبركان الخامد الذي كان يظن أنه قد خمد الى أبد الآبدين.
لكن الناس رغم استنكارهم لمثل هذه الممارسات السلبية فأنهم يعانون من حالة فصام ما بين ما يستنكرونه ويحاربونه على المستوى اللفظي من ظواهر فساد وبين ما يمارسونه في الواقع العملي اذ كثيرا ما يلجأون الى تلك الأساليب الملتوية عندما تسد في وجوههم كل الطرق الشرعية للوصول الى حقوقهم. فالجميع ضد الفساد والفاسدين وضد الظلم والظالمين والجميع ينادي بالعدالة الاجتماعية وإعطاء الحقوق لأصحابها لكن الكثيرين يمارسون عمليا عكس ذلك اذ يرون أن العدالة والحق يجب أن تكون لصالحهم سواء بوجه حق أم بدونه ولذلك تراهم يسعون جاهدين للوصول الى أغراضهم سالكين جميع الطرق الملتوية ومستخدمين جميع الوسائل والأساليب اللاخلاقية المؤدية الى ذلك رغم معرفتهم بأنها أساليب ينكرها الدين والعقل وكل القيم الأخلاقية.
الفساد ليس مقتصرا على الاعتدأ على المال العام أوعلى شيوع الواسطة والمحسوبية والرشاوى ولا على الممارسات الادارية السلبية كاستغلال النفوذ وإنما ظاهرة الفساد أوسع وأشمل من ذلك فهي تشمل كل سلوك مناف للعدالة وللأخلاق والقيم الاجتماعية السليمة وعدم احترام العمل والنظام وهدر الوقت والنظافة وتدميرالبيئة وغير ذلك . والفساد ليس خاصا بالمسؤول فقط وإنما أصبح ظاهرة يمارسها المواطن، فالمواطن الذي يتهرب من المسؤولية ولايعطي العمل حقه من الجهد والتفكير وحسن الاداء والتنفيذ أو يشغل وقت العمل بإعمال خاصة ولايحترم أوقات الدوام ويصطنع الحجج والمبررات الكاذبة للتهرب من العمل وأداء واجباته والمواطن الذي لايحترم الانظمة والقوانين والأعراف الاجتماعية السليمة هو فاسد ولايقل فساده خطورة عن الفساد الاداري والمالي للمسؤول . والمواطن الذي يبذل الغالي والنفيس ويستخدم طرق الفساد المعروفة للوصول الى مواقع لايستحقها هو مواطن فاسد لانه بذلك يشجع ويكرّس هذه الظاهرة التي يشكو هو وغيره منها لكنه والآخرين يمارسونها في سلوكهم اليومي بدعوى" أن كل الناس هيك " "واذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب" كما نشاهد لوناً جديداً من الفساد يتمثل فيما نشاهده بين حين وآخرمن احتجاجات عائلية عندما يتعرض احد أبنائها للاعتقال على خلفية تهريب مخدرات او أختلاس أموال أو فساد أداري فبدلا من الوقوف بحزم ضد ظواهر الفساد أنى كان مقترفوها نرى العكس اذ نلعن الفساد والفاسدين ونطالب بمحاسبتهم واجتثاثهم شريطة ان لايطبق هذا على أحد من أفراد عائلاتنا حتى لو كانت البينات ضده واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.ان هذه الظاهرة ليست نبتا شيطانيا وانما هي وليدة تربية أسرية واجتماعية أي أنها سلوك مكتسب ومتعلم مما يسمعه أو يشاهده الانسان منذ نعومة أظفاره من أقوال وأفعال ترسخ في ذهنه أن تلك الوسائل هي التي تحقق له أهدافه بأقصر الطرق وبأقل جهد ممكن. ان معظمنا مسؤولين ومواطنين نمارس مثل هذه السلوكات التي نحاربها نظربا ونمارسها عمليا رغم مظاهر التدين الكاذبة والخادعة التي نتظاهر بها يوميا او في المناسبات الدينية من صوم وحج ومظاهر الخشوع في المساجد أيام الجمع وغيرها حيث ترتفع الأكف ضارعة الى الله تعالى أن يجنبنا الفواحش ماظهر منها وما بطن مرددين خلف الأمام كلمة آمين دون أن يستجيب الله الينا لأنها أدعية لايتعدى أثرها عند غالبيتنا الحناجر. لن ننهض من رقدتنا التي طال أمدها مادام العالم يتقدم بخطى متسارعة ونحن نغط في نوم عميق وفي نفس الوقت ندّعي قولا ولانسعى لتكريس ذلك فعلا بأننا خير الأمم و أن الأمل معقود علينا في انقاذ البشرية مما هي فيه - حسب اعتقادنا - من ظلال وانحلال وتدهور أخلاقي وكأن مجتمعاتنا مدن فاضلة سكانها ملائكة أبرار أطهار وان الآخرين فاسدون أشرار ندعو عليهم ليل نهار بأن يدمر الله حضارتهم التي ننعم بمنجزاتها وأن يشتت شملهم وأن يجعل أموالهم ونسائهم غنيمة لنا كمسلمين ! اذا اردنا فعلا أن نساهم مع دول العالم المتقدمة علميا و ثقافيا وسياسيا واقتصاديا وان يكون لنا دور ومساهمة فعالة في بناء الحضارة الأنسانية فعلينا أن نعطي المثل الأعلى في السلوك القويم قولا وعملا وأن نكون قدوة في كل ما هو خيّر وايجابي فعندها سيستمع العالم لخطابنا وينظر الى سلوكنا وأفعالنا ويسعى الى تقليدنا. فالإسلام الذي ندعي بأننا حملة رسالته ونريد نشره في العالم وتطبيق تعاليمه وشرائعه كنموذج للحكم الرشيد هذا الاسلام الذي ندعيه لم ينتشر ويكتسح كالإعصار امبراطوريات كانت ملء السمع والبصر لولا أنه قدم خطابا جديدا تجلى وتجسّد أولا في سلوك حملته ودعاته فوجدت فيه تلك الشعوب أداة ووسيلة لتحررها من أنظمة الاستبداد والفساد والطغيان التي كانت ترزح تحت وطأته وتعاني من شروره وويلاته.
الفساد ليس مقتصرا على الاعتدأ على المال العام أوعلى شيوع الواسطة والمحسوبية والرشاوى ولا على الممارسات الادارية السلبية كاستغلال النفوذ وإنما ظاهرة الفساد أوسع وأشمل من ذلك فهي تشمل كل سلوك مناف للعدالة وللأخلاق والقيم الاجتماعية السليمة وعدم احترام العمل والنظام وهدر الوقت والنظافة وتدميرالبيئة وغير ذلك . والفساد ليس خاصا بالمسؤول فقط وإنما أصبح ظاهرة يمارسها المواطن، فالمواطن الذي يتهرب من المسؤولية ولايعطي العمل حقه من الجهد والتفكير وحسن الاداء والتنفيذ أو يشغل وقت العمل بإعمال خاصة ولايحترم أوقات الدوام ويصطنع الحجج والمبررات الكاذبة للتهرب من العمل وأداء واجباته والمواطن الذي لايحترم الانظمة والقوانين والأعراف الاجتماعية السليمة هو فاسد ولايقل فساده خطورة عن الفساد الاداري والمالي للمسؤول . والمواطن الذي يبذل الغالي والنفيس ويستخدم طرق الفساد المعروفة للوصول الى مواقع لايستحقها هو مواطن فاسد لانه بذلك يشجع ويكرّس هذه الظاهرة التي يشكو هو وغيره منها لكنه والآخرين يمارسونها في سلوكهم اليومي بدعوى" أن كل الناس هيك " "واذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب" كما نشاهد لوناً جديداً من الفساد يتمثل فيما نشاهده بين حين وآخرمن احتجاجات عائلية عندما يتعرض احد أبنائها للاعتقال على خلفية تهريب مخدرات او أختلاس أموال أو فساد أداري فبدلا من الوقوف بحزم ضد ظواهر الفساد أنى كان مقترفوها نرى العكس اذ نلعن الفساد والفاسدين ونطالب بمحاسبتهم واجتثاثهم شريطة ان لايطبق هذا على أحد من أفراد عائلاتنا حتى لو كانت البينات ضده واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.ان هذه الظاهرة ليست نبتا شيطانيا وانما هي وليدة تربية أسرية واجتماعية أي أنها سلوك مكتسب ومتعلم مما يسمعه أو يشاهده الانسان منذ نعومة أظفاره من أقوال وأفعال ترسخ في ذهنه أن تلك الوسائل هي التي تحقق له أهدافه بأقصر الطرق وبأقل جهد ممكن. ان معظمنا مسؤولين ومواطنين نمارس مثل هذه السلوكات التي نحاربها نظربا ونمارسها عمليا رغم مظاهر التدين الكاذبة والخادعة التي نتظاهر بها يوميا او في المناسبات الدينية من صوم وحج ومظاهر الخشوع في المساجد أيام الجمع وغيرها حيث ترتفع الأكف ضارعة الى الله تعالى أن يجنبنا الفواحش ماظهر منها وما بطن مرددين خلف الأمام كلمة آمين دون أن يستجيب الله الينا لأنها أدعية لايتعدى أثرها عند غالبيتنا الحناجر. لن ننهض من رقدتنا التي طال أمدها مادام العالم يتقدم بخطى متسارعة ونحن نغط في نوم عميق وفي نفس الوقت ندّعي قولا ولانسعى لتكريس ذلك فعلا بأننا خير الأمم و أن الأمل معقود علينا في انقاذ البشرية مما هي فيه - حسب اعتقادنا - من ظلال وانحلال وتدهور أخلاقي وكأن مجتمعاتنا مدن فاضلة سكانها ملائكة أبرار أطهار وان الآخرين فاسدون أشرار ندعو عليهم ليل نهار بأن يدمر الله حضارتهم التي ننعم بمنجزاتها وأن يشتت شملهم وأن يجعل أموالهم ونسائهم غنيمة لنا كمسلمين ! اذا اردنا فعلا أن نساهم مع دول العالم المتقدمة علميا و ثقافيا وسياسيا واقتصاديا وان يكون لنا دور ومساهمة فعالة في بناء الحضارة الأنسانية فعلينا أن نعطي المثل الأعلى في السلوك القويم قولا وعملا وأن نكون قدوة في كل ما هو خيّر وايجابي فعندها سيستمع العالم لخطابنا وينظر الى سلوكنا وأفعالنا ويسعى الى تقليدنا. فالإسلام الذي ندعي بأننا حملة رسالته ونريد نشره في العالم وتطبيق تعاليمه وشرائعه كنموذج للحكم الرشيد هذا الاسلام الذي ندعيه لم ينتشر ويكتسح كالإعصار امبراطوريات كانت ملء السمع والبصر لولا أنه قدم خطابا جديدا تجلى وتجسّد أولا في سلوك حملته ودعاته فوجدت فيه تلك الشعوب أداة ووسيلة لتحررها من أنظمة الاستبداد والفساد والطغيان التي كانت ترزح تحت وطأته وتعاني من شروره وويلاته.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/25 الساعة 12:48