5 اعوام على ذكرى سقوط طائرة الشهيد معاذ الكساسبة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/24 الساعة 09:49
مدار الساعة - 5 اعوام مرّت على ذكرى سقوط طائرة الشهيد النقيب الطيار الأردني معاذ الكساسبة، والتي سقطت في مدينة الرقة السورية قبل ان يُعلن استشهاده فيما بعد على يد عصابة داعش الارهابية. جودت الكساسبة وهو شقيق الشهيد معاذ الكساسبة، كتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا صدق الله العظيم قبيل المغرب من الثالث من شباط عام ٢٠١٥، كنت قد نسقت مسبقاً مع احد قادة الدواعش ولكنه يدعي انه وسيط، المكان جبل الاشرفية، الشرط ان اكون وحيدا، كنت قد اخبرت احد اقربائي بالموضوع وأني سأرسل له مكان اللقاء بالتحديد قبيل الدخول، تحركت من ديوان ابناء الكرك الذي كان نشط الحركة يومها و قد وصلت اشارة خلدا واذ بهاتفي يرن، المتصل من اقربائي يخبرني ببث شريط الفيديو، لم استطع قيادة السيارة، صدمة افقدتني التفكير، هل اعود لوالدي المتواجد بديوان ابناء الكرك الاقرب لي، ام لوالدتي المتواجدة في ابو نصير مع اخواتي و زوجتي ونساء اخريات.. رجعت للديوان اولا، وعندما وصلت الباب الرئيسي، واذا عمي يهاتف شخصا يقول له (مش فاهم عليك باشا، شو بتقصد؟) واذا المتصل رئيس هيئة الاركان قائد الجيش يبلغ عمي بالخبر ويعزيه، أنا صامت بل ان لساني في حالة خدران، اختيار عمي ليس عبثا، لانه عسكري وقد سبق له ان تعامل بنفس الموقف، والدي بجانبه والكثير قد التف حول عمي، عندما اعاد قائد الجيش الخبر و قد رمى عمي هاتفه و قد تحطم الهاتف، عندها قال والدي (لا حول لنا و لا قوة الا بالله) كان الهاتف عند قدمي والدي، اتذكر تلك اللحظات و كأني اعيشها اليوم، والدي من جمع الهاتف و وضعه بجيبه بينما سقط عمي على ركبتيه، الكل بكى و منهم من كسر في المكان، انا و اخي اصابتنا حالة هستيرية في تلك الاثناء كان في الديوان اشخاص لديهم حبوب مهدئة، تم اعطاء والدي وعمي وأنا واخي وربما غيرنا الكثير ولكني لم ادرك الا من ذكرت، ابي من اوعز ان يتم اخلاء المكان لمشاهدات اشارت الى خراب قادم خلال ساعات و قال (الكل يروح ل عي و لا يظل ناس بعمان) ربما انها حكمة من الله تجنبا لحراك شعبي سيؤول الى خراب لا محالة
ركب ابي و عمي في سيارة مرسيدس سوداء لا اعلم لمن هي يقودها شاب و معه مرافق ايضا لا اعرف من هم او لم ادرك، الاحداث سريعة و متسارعة
اتصلت بزوجتي ان لا تفتح التلفزيون و تأكدت انهم لم يعلموا شيئا للان، وصلت ابو نصير، و قد وجدت اناس كثير عند منزل عمي و منزل نسيب لنا، و سيارتي اسعاف، و طبيب و فريق اسعاف فوري، و كأن التجهيز مسبق و مرتب له، هنا بدأت قصة رعب حقيقي، دخلت المنزل و اذا احدى المتواجدات بالبيت قد قرأت خبرا، و عندها انفجرت بالبكاء، و اصبحت الدار ضجيج الدموع، دخل الطبيب وفريقه و بدأ باعطاء ابر مهدئة، القصة طويلة، الساعة الان الحادية عشرة ليلا، العودة الى عي و الطريق الصحراوي، اخذت والدتي و لا اذكر من ركب معي، المهم والدتي في حالة هلوسة، يبدو ان مفعول الابرة شديد و لكن تدخل بنوبات بكاء عن غير وعي، الطريق طويل، التفافات خطيرة و اسفلت مكسر و سيارة قديمة و حالة نفسية مضطربة عيون دامعة، قلب منكسر، يجب ان اكون قويا لان جميع الركاب نساء باكيات ناحبات الوصول لعي صعب، الطريق وقت الشتاء يكون ضبابيا، شديد الضباب، الالتفافات حادة، حافة الطريق هي بداية الوادي العميق، عندها لمحت اضوية سيارات الشرطة و قوات الدرك تتلألأ رغم الضباب، جال في خاطري الفوضى التي لا طاقة لنا بها، عندما وصلنا القرية الحزينة كان السير كثيفا والمارة تمنع انسياب المرور، طوال الطريق و انا اتذكر طفولتنا ويوم تجنيد معاذ ويوم التخريج وفرحتنا والان الحال غير الحال.. وصلنا البيت وتركت البيت باحثا عن والدي وجدتهم في منزل احد اعمامي، ربما ان مركز الازمات قد اخطأ التقدير او ان تقارير الاجهزة الامنية كانت تتوقع عكس ما حصل، احداث متسارعة ضجيج في قاعة ديوان الكساسبة، ربما ان الحكمة الالهية بان يكون تصرف والدي و اعمامي و من حضر الساعة الثالثة فجرا، بان والدي قال احتسب معاذ عند الله و لكن الاردن لنا و للاجيال من بعدنا ونحتسب معاذ شهيدا، الجو بارد جدا و انا على سطح البيت الذي كنا به، موقع العزاء و الصواوين كان عمي قد هاتف اصدقاءه من العدوان ان يتولوا الامر، الدموع لم تقف لحظة، اذن الفجر عندها تذكرت صلاة الفجر التي لم يقطعها معاذ طوال عمره، حتى صبيحة زواجه ذهب للمسجد، قراءة القرآن ومصحفه الذي لم يغادر فوتيكه العسكري، وكان القرار من والدي سيد الموقف، قرر والدي ان يدلي لوسائل الاعلام المتواجدة في المكان ان معاذ بطل اردني استشهد دفاعا عن الاسلام وعن الاردن وأهل الاردن، ولن يكون اخر شهيد وكلنا فداء للاسلام والوطن، بعدها وكأن السكينة قد نزلت.. القصة طويلة وأحداثها معقده وللحديث بقية
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/24 الساعة 09:49