افتتاح مسجد الحاج المرحوم عبدالله أبو خديجة في أبو نصير.. تحفية فنية ومنارة علم (صور)

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/23 الساعة 16:06
مدار الساعة - افتتح يوم الجمعة مسجد الحاج المرحوم بإذن الله تعالى عبدالله أبو خديجة، في منطقة أبو نصير شمالي العاصمة عمان وذلك وسط حضور كثيف من أبناء المنطقة، وشخصيات وطنية ودينية وسياسية ونواب وإعلاميين. وكان في مقدمة مستقبلي الحضور أبناء المرحوم الحاج عبدالله أبو خديجة وهم الدكتور هيثم والدكتور أحمد وابراهيم ومحمد ابو خديجة. الذين قدموا كل الدعم لبناء هذا المسجد الذي يعد تحفة فنية ومناره علم ومعرفة يعتز بها ، و الفضل كل الفضل في بنائه يعود للوالدة المربية الفاضلة " هجرة الحماد" أم الهيثم زوجة المرحوم عبدالله ابو خديجة التي قامت على متابعة بر الابناء بوالدهم و تحقيقاً وصيته في انشاء هذا المسجد ليكون موصول الإحسان مع خالقه في حياته و بعد مماته. لم تكن مهمة المسجد يوماً ما للصلاة فقط ثم يغلق وينتهى دوره وإنما كان على مدى التاريخ ميداناً للعلم والمعرفة والثقافة حيث يعد مدرسة شرعية للعقيدة والفقه والتفسير والحديث ومنطلقاً للدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة وبيئة للإلتزام والإتزان وبناء الشخصية المسلمة المؤثرة وكان أشبه بدوائر القضاء والإفتاء وانعقاد المؤتمرات والندوات وحتى للتدريب في كافة المجالات... وهكذا يقوم المسجد برسالته في الإصلاح والتغيير والتأثير الإيجابي المطلوب وفيه تذوب الفرقات بين الناس ويلتحموا كتلة واحدة في صف واحد متراص حيث تتخادى الأقدام وتتآلف الأفئدة فتكون الوحدة والمحبة والألفة. كما سيكون المسجد بعون الله أنموذجآ حيآ لترجمة المهام التي أنشئت المساجد لأجلها من خلال تفعيل الأنشطة المعدة له ومنها الدروس اليومية والمحاضرات الأسبوعية والندوات العلمية لأهل الإختصاص من الشرعيين والعلماء الفاعلين وسيكون فيه دورات ثقافية ومجالس لسماع كتب الحديث والسنن ومنح الإجازات فيها إضافة لإجازات التلاوة والتجويد وبالتعاون مع أساتذة كلية الشريعة في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة ومن مهامه أيضآ إنشاء مجموعة للزيارات الميدانية لأهل الحي لتوثيق العلاقات الأخوية بين سكان المنطقة ورواد المسجد وفتح قاعة متعددة الإستخدام في المناسبات العديدة إلى جانب دروس الوعظ والإرشاد لواعظات متمكنات من طالبات الشريعة في العلوم التطبيقية وذلك في مصلى النساء وتوفير كافة الإحتياجات اللازمة لنجاح رسالة المسجد واتخاذه قدوة لبقية المساجد على مستوى المملكة بمشيئة الله تعالى. وفيما ذُكر ان قسم الشريعة في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة عندما تأسس ، كان عدد طلابه سبعة طلبة فقط، بينما كان يعمل فيه سبعة أكاديميين. وعندما سُئل المرحوم الحاج عبد الله أبو خديجة، هل سيغلق هذا القسم، لأنه يخسر ماديا بحسابات البشر؟، فكان رده: "لو بقي طالب واحد فقط في القسم، فإنه سيبقى مفتوحا لأهل العلم، وأريده أن يكون صدقة عن الجامعة" وقد اتم الله فضله، وبتوفيق منه عز وجل، استمر العمل على تطوير قسم الشريعة في حياة الحاج عبدالله ابو خديجة ، ليصبح قسم الشريعة في الجامعة كلية من أقوى الكليات على مستوى الجامعات الأردنية ، و بعد موته رحمه الله أُنشىء المسجد بوصيته لتكتمل الصورة التي رسمها في وصل الجامعة بالمسجد. تبلغ مساحة المسجد الكلية المخصصة للصلاة 1300 متر مربع ، منها 500 متر مربع للنساء في الطابق السفلي ، وباقي المساحة موزعة علي الطابق الارضي والميزانيين بمساحة 800 متر مربع للرجال. يتسع المسجد لأكثر من الف مصلٍ و به اماكن للوضوء داخلية و خارجية وتعد التقنيات التي تستخدم في المسجد من احدث ما إستجد من تكنولوجيا. فيحتوي المسجد على عدد كبير من الشاشات الحديثة التي تربط مصلى الرجال بمصلى النساء و تربطها بكافة المرافق والقاعات لتشعر ان كل الاقسام مكان واحد. وقد زود المسجد و بكاميرات مراقبة داخلية و خارجية وبمعدات صوتية متقدمة وبمكيفات مركزية تعمل بالطاقة الشمسية. كذلك يوجد في المسجد قاعة ومركز ديني ثقافي تتسع لحوالي 200 -250 شخص، مجهزة بكافة المعدات المستخدمة لتغطية المناسبات الدينية والاجتماعية التي تخدم المجتمع المحلي. يظهر انسجام المسجد في التصميم للشكل الخارجي والداخلي الذي يغلب عليه طابع الحداثة والتجديد المعماري وتظهر فيه فكرة التجريد والاختزال في التصميم الداخلي كحالة تعبيرية متفوقة كبعد روحاني يمثله المبنى اضافة الى تعزيز الرمزية الدينية به من خلال استعمال الخط الاسلامي الهندسي. وقد امتاز المسجد بفن معماري مميز من ناحية الانارة فسقفه يسمح بدخول ضوء الشمس لتعكس ضوءًا طبيعيًا مثاليًا دون وهج أو سطوع يساعد باطفاء طابع ديني فريد من نوعه. قام إمام المسجد والأستاذ في كلية الشريعة بجامعة العلوم التطبيقية الخاصة الدكتور عبد السلام الفندي بالقاء خطبة صلاة الجمعة التي دشنت لإفتتاح مسجد الحاج عبدالله أبو خديجه ، حول الإذن ببناء المساجد وأهمية إعمارها مادياً ومعنوياً، وفضل المسجد على أهل الحي والمنطقة، وكما تطرقت الخطبة إلى البرنامج الديني المُعدّ للأيام المقبلة. وأشار الفندي إلى أن عُمّار المساجد هم أهل للأجر والثواب، وأن إعمار المساجد من علامات الإيمان، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم، حث وأكد على ضرورة التشجيع على بنائها، بقوله عليه وسلم: من بنى مسجداً، يبتغي فيه وجه الله، بنى الله له مثله في الجنة. وفي النهاية نشكر الجهود المبذولة والقائمين و المساهمين لاعمار هذا المسجد فجزاهم الله خير الجزاء. و رحم الله الحاج عبدالله ابو خديجة رحمة واسعة.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/23 الساعة 16:06