مصير العلاقات الايرانية الغربية بعد فوز ترامب
الساعة - محمود السالم - رأى تقدير موقف أردني أن مصير العلاقات الغربية الايرانية بعد فوز ترامب "يتجه نحو التصعيد".
وقالت الورقة التي اعدها الدكتور نبيل العتوم رئيس وحدة الدراسات الإيرانية بمركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية ان قضايا الشرق الأوسط وإيران استحوذت على حصّة الأسد من مواقف ترامب الخارجية وتصريحاته الاستفزازية، سواءً لناحية وصفه للاتفاق النووي مع طهران بالأمر المشين وأنه سيسعى لتمزيقه، واصفا إيران بالدولة الإرهابية، التي تسعى لتقويض الأمن الإقليمي.
ووفق الورقة فقد ركز ترامب على دعم طهران لإنشاء وتدريب الشبكات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، متوعدا بمواجهة هذه الشبكات، وفي مقدمتها حزب الله اللبناني، ومطالبا بضرورة فرض العقوبات على إيران، وتجميد أرصدتها المالية لكبح جماحها وتغولها في الإقليم، وقد وصلت حدة تصريحات ترامب إلى أهمية مواجهة إيران عسكريا، مستشهداً بتهديداتها المتكررة للبحرية الأميركية في مياه الخليج العربي، ومؤكدا ضرورة تشكيل تحالف إقليمي لمواجهة المشروع الإيراني ..
ونوهت الورقة الى ان الصحف الإيرانية عبرت عن صدمتها من فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وتناولت مواقفه بحذر وتشاؤم غير مسبوق، حيث عبر العديد من المسؤولين والنخب السياسية والعسكرية والأكاديمية عن عدم تفاؤلهم بالمرحلة المقبلة التي قد تدفع إيران إلى التعديل في سياساتها وسلوكها الخارجي الإقليمي والدولي، لاسيّما بعد التهديد الذي عبر عنه ترامب حول السلوك الإيراني العدواني، الأمر الذي دفع بالرئيس روحاني، ووزير خارجيته، لتحذير ترامب من مغبة عدم الالتزام الأميركي بالاتفاق النووي واعتباره اتفاقا تم إبرامه بضمانة دولية، مُذكّرة ترامب بوقوف حلفاء أميركا الأوروبيين إلى جانب هذا الاتفاق.
وحول الخشية الإيرانية من ترامب قالت الورقة ان لها عدّة أسباب تفسّر الخشية الإيرانية، الرسمية والإعلامية، من وصول ترامب إلى سدّة الحكم، منها أن وصول ترامب اليمني – حسب الرؤية الإيرانية – يأتي في ظل مناخ أمريكي ودولي يميل إلى اليمين المتشدد، الأمر الذي يعني تعزيز اليمين المتطرّف على حساب اليسار المعتدل في أوروبا، الأمر الذي سيؤدي بالتأكيد إلى بروز أصوات مطالبة بالتشدد تجاه طهران، ما يعني انهيار جبهة الاعتدال المهادنة لإيران بشكل كامل.
واضاف: لا تخفي بعض التحليلات الإيرانية خشيتها من التقارب الأمريكي الروسي الذي سيكون على حساب العلاقات بين موسكو وطهران، وتلميح إيران إلى ضرورة بناء استراتيجيات جديدة لبناء تحالفات بديلة مع الاتحاد الأوروبي، مستغلين تصريحات ترامب النارية ضد أوروبا.
واشار الى ان طهران تحاول اللعب بورقة انسحاب بريطانياً "اليمينية المحافظة" من الاتحاد الأوروبي، ومحاولة الترويج لفكرة مفادها أن خروجها من الاتحاد يعني انسحابها نحو أمريكا والإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب، وأن من شأن ذلك أن يكون على حساب الحلفاء؛ حيث تروج طهران إلى حاجة الاتحاد الأوروبي إلى حليف إقليمي قوي كإيران في ظل تقارب تركي مفترض مع أميركا، وهذا ما ظهر من خلال خطاب ترمب الذي أشاد بالدور التركي.
ولا تقتصر الخشية على إيران من سياسة ترامب على العلاقات الثنائيّة حسب، - وفق الورقة - بل برزت من موقف الأخير من القضايا الساخنة كالحرب على الإرهاب، واعتباره لها دولة إرهابية، إلى جانب عدم الوضوح إزاء الأزمة السورية والعراقية والموضوع اللبناني "حزب الله"، واعتبار كل ذلك يشكل تهديدا للسياسة الإيرانية ولأمن إيران القومي.
وقال صاحب الورقة إن الإيرانيين يدركون تماماً التصاق الجمهوريين بالحروب، وبسياسة المجابهة الانتقائية، وأن سياساتهم هي المسؤولة عن إشعال فتيل الأزمات، والذي خدم إيران، وسهل لها بناء مجال حيوي غير مسبوق من حيث القدرات، وليتحول المشهد الإقليمي في الشرق الأوسط بصورة دراماتيكية نحومسرحية تهديد الأمن القومي الأمريكي، ما تلبث أن تندلع الحروب؛ لتكون طهران من أول المستفيدين.