ألم تقل لكِ الوالدة أن السكري عسل والضغط ثورة والانحناء كثير من الحكمة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/21 الساعة 14:51
مدار الساعة - لقمان إسكندر – ما عاد للنساء فيك حاجة. "مرحبا يا عم". تقول شابة في الثلاثين من سطوتها. فأصرخ بي: قبُّحتَ من مآل". ما أنت سوى عجوزٍ يقترب من قبره شيئا فشيئا، مثل مسؤول هرم. "ترفقي بي يا امرأة فما زلت أنا". "أهذا ما أصبحت عليه حقا؟" قلت لي. الان أفهم كيف ان جملة عن فاسد "كيف بعمل هيك وهو على حافة قبره" حمقاء. لو رأيتم كيف صار حتى زجاج المحال التجارية يلاحقني. أمرُّ من أمامه، فيشاغلني، مثل قانون انتخاب، بينما يزحف خيالي متثاقلا عبر الزجاج، وفجأة يأخذ لي صورة سريعة، فانتبه. "هذا أنا يا ولد؟" لولا رذاذ "السكري" وبعض من "الضغط"، وقليل من "الانحناء" كأني أبحث عن شباب سقط أرضا لحظة طيش. "ألم تقل لك الوالدة يا تلك أن السكري عسل، والضغط ثورة، والانحناء كثير من الحكمة". تمتمت لها غير أن صوتي نازعته رئة لم تعد تقوى على مجاراة روحي. مثل حكومة تشعر أنها انجزت ما طُلب منها، فيطلّ مسؤول على الناس، وهو يقسم أن الامور بخير. رئته هو الاخر لا تسعفه. حسنا لا بأس. كل ما هنالك أني في دولاب سيكرّ بي مرة أخرى. كفأر مرهق من كثر الدوران. "لو أنك رأيتيتي يا امرأة يوم كنتُ وكنتُ". هذا أيضا لم أهمس به لها. هي لا تسعى وراء "كُنْتِيّ" خرف. كل هذا لا يهم. ما ذعرت له هو أني بتّ انتبه للجدات. الجدات فقط. ويحي وما صرت إليه. هل انقطعت النساء حتى لم أعد أرى سوى الحكومة؟
  • مدار الساعة
  • نساء
  • مرحب
  • قانون
  • صورة
  • شباب
  • لحظة
  • لب
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/21 الساعة 14:51