عتبي على هجاّر لغة الجنة!

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/19 الساعة 10:40

كتبت أمينة عوض

إنّ الآهات للتجدد كلما دق ناقوس الخطر جدار لغتي.

استبدالٌ بالكلمات، مصطلحاتٌ عربيزية تجردّت من رونق العربية لعالمٍ آخر.

جملٌ سطحية متداولة على نطاق واسعٍ في حوارات جيل المستقبل أكثر من عبارات الشعراء والمثقفين ورواد لغتنا الأم لتكون محور حديثهم .

مهوسو الموضة والكاريزما المزيفة من الأعراب يدعون أن الأجنبية هي لغة الحداثة والعصرية والإنفتاح الزائف!.. بعداً لذاك التصور

أوليست أول كلمةٍ نزلت على رسولنا المصطفى "اقرأ" فما شأن الأجنبية بطهارة لغتنا العربية؟

كلما سمعت استخفافاً كان أو استهتار بلغة القرأن انتابني شعورٌ بالعتب على من استبدلوها دون اذن من فخامة جوهرها!

أليس من العيب أن نسترسل بأحاديثنا العابرة لنقلل من كلام اللغة الفصيحة ونطلق عبارات الاستهزاء بجديتها؟

لماذا نراكِ يا لغتي العريقة في مكانةٍ غير ذي قيمةٍ مبجلة في عالم استهتر بعربيته وساق بنفسه نحو الأجنبية الباهتة تجرداً كاملاً؟

كلماتي تتبعثر وتتأرجح بين الحين والآخر عند كتابتي عنكِ يا لغة الأم لكنني على ثقةٍ أن من أنزلك هو خير حافظٍ لك من الإندثار في عالم ترك زمام أموره لتدخل بجحور ضب الأجنبي ليصبح بلا هويةٍ تميزه عن غيره ليعود لك ندماناً عله ينجو من غرقه التائه في بحور لغة ليست لصاحب رسالةٍ عربيةٍ أصيلةٍ.

فوالله انه لعتب ممزوج بالقهر على من ارتحل عن عالمك بجهلٍ طائشٍ.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/19 الساعة 10:40